ترجمة/ حامد أحمد

كشف موقع "أويل برايس"، الأميركي عن تولي شركة بتروجاينا الصينية مهام تطوير حقل غرب القرنة 1 بعد مغادرة شركة اكسون موبيل الأميركية الموقع مع هدف للمرحلة الأولى من المشروع الوصول الى معدل انتاج 700 الف برميل باليوم وهدف وزارة النفط المستقبلي الوصول لمعدل انتاج 1.6 مليون برميل باليوم في الحقل الذي يضم احتياطيا مثبتا يقدّر بأكثر من 20 مليار برميل.

ويذكر التقرير الذي اعده خبير الطاقة الدولي سايمون واتكنز، ان مراسيم تسليم مهام إدارة وتشغيل احد اكبر حقول النفط في العالم، حقل غرب القرنة 1، من شركة اكسون موبيل الأميركية لشركة بتروجاينا الصينية قد جرت الأسبوع الماضي.

ويشير الخبير واتكنز الى ان الشركة الصينية كانت قد تولت عمليا السيطرة على الحقل العملاق على نحو غير رسمي منذ نهاية حزيران عام 2018 عندما باشرت شركة اكسون موبيل بمباحثاتها مع الحكومة العراقية حول نيتها المغادرة كونها الشريك الأول لمشروع مد انابيب ضخ مياه البحر في الحقل.

ويقع حقل غرب القرنة 1على بعد 65 كم جنوب مدينة البصرة ويحوي جزءا مهما من الاحتياطي الكلي للحقل العملاق الذي يقدر بحدود 43 مليار برميل.

ويعتقد أصلا ان حقل غرب القرنة 1 يضم احتياطيا نفطيا ما يقارب من 9 مليارات برميل من الاحتياطي الكلي، ولكن في بداية عام 2021 عدلت وزارة النفط كمية الاحتياطي التقديري لغرب القرنة 1 ورفعته الى معدل 20 مليار برميل. وكون الحقل يضم هذا الاحتياطي النفطي الضخم فقد ضاعفت الوزارة من سقف الإنتاج المرسوم للمرحلة الأولى من مشروع التطوير من 500 الف برميل باليوم الى 700 الف برميل باليوم. حيث يبلغ معدل الإنتاج الحالي للحقل 550 ألف برميل باليوم. وذكرت الوزارة في حينها انه على الرغم من ان الهدف المرسوم على المستوى البعيد الوصول لمعدل انتاج يبلغ 2.825 مليون برميل خلال فترة العقد القادم (السنوات القليلة الأولى لما بعد عام 2030) فانه تم التفاوض مع الشركات النفطية المساهمة في شروط العقد حينها الى تقليل الهدف المرسوم الى 1.6 مليون برميل باليوم، وقد يتم رفع معدل الهدف المرسوم مرة أخرى خلال السنوات الخمس المقبلة.

وأشار الخبير الدولي، واتكنز، في تقريره الى ان الشركات الرئيسية التي كانت مشاركة في هذه المباحثات هي كل من شركة بتروجاينا، التي أكملت فيما بعد شراء 32.7% من أسهم حقل غرب القرنة 1، وشركة اكسون موبيل التي تملك أيضا 32.7% من قيمة الأسهم، مؤكدا بان شركة بتروجاينا سعت مباشرة تقريبا لتأسيس نفسها قوة مهيمنة في الموقع.

وكانت شركة الهندسة والانشاءات البترولية الصينية قد وقعت عقدا في العراق تشرين الثاني عام 2019 بقيمة 121 مليون دولار لتطوير منشآت لتجميع وتصنيع الغاز المصاحب في الحقول بضمنها حقل مجنون العملاق والذي تولته أيضا شركة هيلونغ أويل سيرفس الصينية.

ويشير التقرير الى ان العراق كان يهدف من خلال توقيعه عقود النفط التطويرية هذه للارتقاء بمعدلات انتاجه النفطي صعودا من 4 و 4.5 مليون برميل باليوم لتصل الى 7 مليون برميل باليوم ومن ثم الى 9 مليون برميل باليوم ليصل مستقبلا الى 12 مليون برميل باليوم، وهذا ما سيمهد للعراق بان يكون ثاني اكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، متقدما على روسيا والعربية السعودية.

مشروع مد انابيب ضخ مياه البحر، التي كانت تتولاه شركة اكسون موبيل في حقل غرب القرنة 1، والذي ستتولى مسؤولية تنفيذه شركة بتروجاينا الصينية الان يتمثل بسحب ومعالجة مياه من حوض الخليج العربي وضخه عبر انابيب ممتدة الى حقول انتاج النفط وذلك لديمومة عملية الضغط داخل بئر النفط لتسهيل عملية استخراج النفط الخام.

المرحلة الأولى من المشروع تتضمن ضخ 6 ملايين برميل من الماء يوميا الى خمس آبار نفط على الأقل في البصرة وآخر في محافظة ميسان، ومن ثم توسيع المشروع ليشمل حقولا أخرى.

مع ذلك، يقول الخبير واتكنز، ان كلا من حقلي كركوك والرميلة العملاقين اللذان يشكل انتاجهما نسبة 80% من انتاج النفط الكلي في العراق، يتطلبان أيضا تنفيذ مشروع ضخ مائي كبير، مشيرا الى احتياجات حقول النفط الجنوبية الكبيرة لمشاريع مد انابيب ضخ المياه في منطقة تكون فيها واردات المياه شحيحة نوعا ما.

وكانت شركة اكسون موبيل قد بدأت بوضع الخطط الأولية لمشروع مد انابيب ضخ مياه البحر لحقول النفط في العام 2010 وذلك عندما كان العراق يسعى في حينه لمضاعفة معدلات انتاج النفط لتصل الى 12 مليون برميل باليوم بحلول العام 2018، ولكن بعدها تم ابعاد الشركة في عام 2012 بعد فشل المفاوضات واستبدلت بشركة نفط الجنوب، وعاودت الشركة المفاوضات مرة أخرى عام 2015 ولم تنجح أيضا ، واستنادا الى الخبير واتكنز فان الشركة الأميركية بدأت تفكر منذ ذلك الوقت بمغادرة حقل غرب القرنة 1.

 عن: أويل برايس