 خاص/ المدى

يعاني العراق من نقصٍ في الأبنية المدرسية في أغلب محافظاته، مما دفع أغلب الطلبة باللجوء إلى المدارس الكرفانية والطينية لإكمال تعليمهم.

كما أعلنت وزارة التربية في وقتٍ سابق، أنها تحتاج إلى مليون مدرس وآلاف المباني لمعالجة النقص في الكوادر والمنشآت، وجعل التعليم يتناسب مع الزيادة السكانية لحالية. حيث تسبب الأمر بتراجع إمكانات المؤسسات التعليمية.

وأكدت المفوضية العليا لحقوق الأنسان العام الماضي، أن هناك نحو 1775 مدرسة آيلة للسقوط مع وجود 820 مدرس طينية وكرفانية في عموم العراق. فيما يرى مطلعون صعوبة في معالجة ملف المدارس من دون وضع خطط طويلة الأمد لسد النقص وتطوير المؤسسات.

ويقول المتحدث باسم أمانة مجلس الوزراء، حيدر مجيد، خلال حديث لـ(المدى)، إن "المدارس النموذجية المنجزة خلال العام الماضي هي 31 مدرسة موزعة على عدد من محافظات العراق".

ويضيف، أن "اجتماعا مع اللجنة العليا تضمن مضاعفة الجهود والتركيز على إنهاء هذا الملف وحسمه بإنجاز 1000 مدرسة خلال الفترة المقبلة كمرحلة أولى".

ويكمل، أن "حاجة العراق الفعلية للمدارس هي بحدود 8 آلاف مدرسة للقضاء على المدارس الكرفانية والطينية".

يذكر أن القطاع التعليمي في العراق يعاني الإهمال الحكومي وضعف كبير في استحداث المدارس الجديدة وترميم تلك القديمة، وذلك ما يؤثر سلباً في مسيرة التعليم.

من جانبه، يقول عضو نقابة المعلمين العراقيين شاكر العلكاوي، في تصريحات صحفية، تابعتها (المدى)، إن "ملف المدارس متراكم منذ 2003، ويتطلب خطة طويلة الأمد، إذ لا يمكن أن يتحقق ذلك قريباً بخلاف ما تقول وزارة التربية، علماً أن حديثها عن الحاجة إلى مليون مدرسة يشيرإلى نقص خطير".

ويبدو أن الحكومة أدركت حجم المعاناة التي يعيشها المواطن مع بدء العام الدراسي، فخصصت منحة مالية للعائلات المشمولة بشبكة الحماية الاجتماعية، وطبقت بذلك قانوناً أقرته عام 2014 بمنح طلبة المدارس منح مالية.

وبحسب وزارة التربية، فإن العراق في حاجة إلى أكثر من 12 ألف مدرسة لاستيعاب أعداد الطلاب الذين يقارب عددهم 11 مليون طالب في المراحل كافة.

يشار إلى أن الحكومة العراقية اتفقت مع شركتين صينيتين لبناء ألف مدرسة في إطار خطة حكومية لبناء 10 آلاف مدرسة لمواجهة أزمة النقص في المدارس.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في عام 2019، أن 50 في المئة من المدارس في حاجة إلى التأهيل والترميم، وأشارت أن نقص المدارس والكوادر التربوية والتعليمية في العراق أسفر عن ازدحام الصفوف المدرسية بالتلاميذ، حتى أضطر عدد كبير منهم إلى ترك مقاعد الدراسة.

ووفقاً لمراقبين فإن واقع المدارس في العراق متهالك ومؤسف للغاية، وحتى حصة وزارة التربية وتخصيصاتها المالية شحيحة. وبحسب الأمم المتحدة فإن نسبة الموازنة اللائقة المطلوبة لقطاع التربية والتعليم في الدول المتقدمة تبلغ 20 بالمئة.