اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > السوداني يشدد على إنهاء وجود التحالف الدولي بالعراق وتحذيرات من عواقب وخيمة

السوداني يشدد على إنهاء وجود التحالف الدولي بالعراق وتحذيرات من عواقب وخيمة

نشر في: 10 يناير, 2024: 11:27 م

 ترجمة/ حامد أحمد

في الوقت الذي أشار فيه محللون ومراقبون الى ان دعوة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى اخراج قوات التحالف من العراق لم تكن واقعية بطبيعتها وأنها جاءت تحت ضغوط من جهات سياسية، بين مسؤولون عسكريون أن القوات العراقية ما تزال بحاجة لدعم التحالف ضد الارهاب خصوصا في مجال الجهد الاستخباري.

وكانت دعوة السوداني قد جاءت الجمعة من الأسبوع الماضي وذلك بعد يوم من هجوم طائرة مسيرة أميركية تسببت بمقتل قيادي في الحشد وسط العاصمة بغداد مما ولد ذلك غضبا على الصعيد الحكومي والمحلي، وتحت ضغوط من أطراف سياسية تعهد السوداني بوضع نهاية لتواجد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والتي تشكلت في العام 2014 لمحاربة تنظيم داعش وإلحاق الهزيمة به.

وقال السوداني في بيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء، إن "الحكومة بصدد تحديد موعد للبدء بتشكيل لجنة ثنائية لوضع ترتيبات إنهاء تواجد قوات التحالف الدولي في العراق على نحو دائمي."

من جانب آخر، فإن الاندفاع نحو اخراج القوات الأميركية قد اثار مخاوف وقلق فيما يتعلق بالتبعات الأمنية والاقتصادية والسياسية لهذا التوجه.

المحلل ورئيس مركز التفكير السياسي في بغداد احسان الشمري، قال لموقع "ذي ناشنال الاخباري": "في ضوء التحديات التي تواجهها الدولة العراقية، خصوصا في الجانب الأمني، اعتقد ان هذا التحرك ليس واقعيا، تصريحات السوداني قد جاءت استجابة لضغوط متزايدة من قبل أعضاء الإطار التنسيقي."

ويضيف الشمري بالقول، إن "رئيس الوزراء يدرك جيدا من ان انسحاب التحالف او حتى الدخول في مفاوضات بخصوص اخراج قواته قد تؤدي لعواقب سياسية وامنية واقتصادية."

من جانب آخر قال مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى من ان القوات الأمنية العراقية ما تزال بحاجة لدعم القوات الأميركية.

وقال المسؤول في حديث لموقع "ذي ناشنال"، إن "هذه القضية لا يمكن حلها وحسمها بسرعة وبسهولة، انها ليست قضية رغبة هذا الطرف او ذاك، بل انها تتطلب أولا نقاش داخلي معمق للتوصل الى قرار نرسو اليه حول طبيعة وصيغة التعاون الذي نحتاج إليه."

وأضاف المسؤول العسكري بالقول: "نحن كلنا نتفق بان تنظيم داعش قد انتهى ولم تعد له قدرة كما كان عليها في العام 2014 ، ولكن بقاياه وخلايا وفكره ما تزال قائمة"، مبينا أن "القوات الأمنية بحاجة لدعم القوات الأميركية خصوصا في مجال تبادل المعلومات الأمنية، وبالنسبة للمؤسسة العسكرية فإن تواجد قوات التحالف يعتبر حيويا في مجال التدريب وتقديم المشورة وكذلك التسليح ورسم الخطط في بعض العمليات ضد فلول تنظيم داعش خصوصا في مجال الضربات الجوية."

ويمضي بقوله: "وفقا لرأينا اذا قررنا الذهاب تجاه خطط الانسحاب فسنكون بحاجة لعملية انفصال تدريجية لمدة قد تستغرق ثلاث سنوات على الأقل وذلك لتهيئة انفسنا، حيث ان أي مغادرة مفاجئة ومتسرعة قد تؤدي الى ارباك الجهود الجارية حاليا لتقوية وتعزيز الجيش العراقي".

بلغاي دومان ، مختص بالشأن العراقي من مركز دراسات الشرق الأوسط في تركيا، قال لموقع "جاينا ديلي" الاخباري، إن "السوداني يبدو عليه الثبات الستراتيجي في مواجهة هكذا تحديات وتذليلها خصوصا وان الجدل حول موضوع اخراج القوات الأجنبية من البلاد هو ليس بأمر جديد"، مشيرا إلى ان "سلفه، مصطفى الكاظمي، كان قد واجه نفس الضغوطات خلال مباحثات الحوار الستراتيجي المشترك مع الجانب الأميركي منذ تموز 2021، وافضت المباحثات لتشكيل اللجنة التنسيقية العراقية – الأميركية العليا في شباط 2023". وأضاف الباحث دومان بقوله "من الممكن التهيئة لهذه المباحثات على نحو سريع، ولكن يبدو انه من غير المحتمل ان يكون هناك انسحاب على نحو سريع أو قريب."

وقال دومان ان حكومة السوداني التي مضى عليها في السلطة أكثر من عام قد حققت درجة معينة من الاستقرار في البلد أفضل مما كانت عليه في الفترات السابقة، و يحاول العراق ان يرسم موقفا له كقوة توازن في منطقة الشرق الأوسط.

وكانت القوات الأميركية قد تمركزت في العراق منذ الإطاحة بالنظام السابق عام 2003 وبلغ ذروة تعداد قواتها في العام 2007 بأكثر من 170 ألف جندي وانسحبت من العراق عام 2011 لتعود مرة أخرى بعد اجتياح تنظيم داعش مناطق واسعة من العراق ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش وبعد الاطاحة بالتنظيم وإعلان العراق النصر عليه عام 2017 قلصت الولايات المتحدة قواتها من 5 آلاف الى 2,500 جندي ضمن بعثة التحالف الدولي وتحويل مهامها من مهام قتالية الى مهام تدريب ومساندة ومشورة.

وعلى الرغم من ضغوط متكررة لسحب القوات منذ الحاق الهزيمة بداعش ، اعلن البنتاغون الاثنين بأنه ليست لديه خطط حاليا للانسحاب.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال، باتريك رايدر ، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن "حاليا ليس لدي علم بأي خطط للانسحاب، نحن ما نزال مستمرين بمهمتنا في تركيز جهودنا على الحاق الهزيمة بداعش"، مشيرا الى انه "ليست له دراية بأي تبليغ من بغداد للبنتاغون بخصوص قرار سحب القوات الأميركية". كذلك قال السوداني في مقابلة أجراها مع وكالة رويترز وتابعتها (المدى)، "نحن منفتحون على إقامة علاقات ثنائية والانخراط في تعاون أمني مع دول التحالف، بما في ذلك الولايات المتحدة، وقد يشمل ذلك التدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن العراقية وكذلك شراء الأسلحة".

وأضاف رئيس الوزراء، أن "إنهاء وجود التحالف الدولي سيمنع المزيد من التوترات وتشابك القضايا الأمنية الداخلية والإقليمية".

وأكد سعيه لخروج "سريع للقوات الأمريكية من الأراضي العراقية"، مبينا أن "هناك حاجة حقيقية لإعادة تنظيم العلاقة مع التحالف الدولي حتى لا تكون هدفا أو مبررا لأي طرف سواء كان داخليا أو خارجيا للعبث بالاستقرار في العراق والمنطقة".

ولفت إلى، أن "تصرفات الجيش الأمريكي في العراق تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، كما أن هجمات الفصائل العراقية على القوات الأمريكية تثير الانتقام الأمريكي".

وأشار السوداني الى، أن "العراق يستطيع الدفاع عن نفسه ضد الإرهاب، وينبغي أن يمارس السيادة الكاملة على أرضه وسمائه، وبالتالي نتجنب إعطاء أي شخص ذريعة لجر بلدنا إلى صراع إقليمي".

وبين، أن "وجود قوات التحالف مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة"، مشيرا الى، أن "خروج القوات الامريكية يجب أن يتم عبر التفاوض".

وأوضح السوداني، أن "استمرار الحرب على غزة يزيد خطر التصعيد الإقليمي"، مشيرا الى، أن "العراق قادر على الدفاع عن نفسه".

عن: ناشنال نيوز وجاينا ديلي ورويترز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. خيري غزوان

    استكمالا للفائدة من راي الشمري ، هل يمكنه ،مشكورا، شرح تحذيره من ان اخراج التحالف قد يؤدي لعواقب سياسية وامنية واقتصادية ؟

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

انخفاض اسعار النفط وتصعيد ضد الفصائل في حال فوز ترامب.. ماذا عن مذكرة الاعتقال في بغداد؟
سياسية

انخفاض اسعار النفط وتصعيد ضد الفصائل في حال فوز ترامب.. ماذا عن مذكرة الاعتقال في بغداد؟

بغداد/ تميم الحسن عقوبات بانتظار فصائل قريبة من طهران في حال عاد دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، للرئاسة الامريكية في الانتخابات التي يفترض ان تجري بعد 4 أشهر.كما يمكن ان يتسبب فوز ترامب في انخفاض...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram