 ترجمة/ حامد أحمد

تناول تقرير أعده المجلس الأطلسي للدراسات في واشنطن تداعيات حرب غزة على العراق وهجمات فصائل مسلحة عراقية على قواعد أميركية دعما لغزة انتهت مؤخرا برد أميركي في 4 كانون الثاني قتل خلالها قيادي بالحشد وسط بغداد وأثر ذلك سلبا على العلاقة بين العراق والولايات المتحدة تمثلت بدعوات من جهات سياسية لإخراج القوات الأميركية من البلد، مبينا بان الحكومة العراقية قد بعثت برسائل مزدوجة ما بين الدعوة لإخراجها وبين إجراء حوار للإبقاء على الشراكة.

وجاء في التقرير انه بعد سنة من استقرار وتعاون مشترك بين البلدين، شابت العلاقات العراقية- الأميركية خلال الشهرين الماضيين نقطة تحول محرجة وذلك عقب الحرب بين إسرائيل وحماس التي اندلعت في 7 تشرين الأول 2023 وتداعياتها التي تميزت خلال الأسابيع الماضية بهجمات لفصائل مسلحة في العراق ضد قواعد أميركية باستخدام طائرات مسيرة وقذائف.

وأشار التقرير ان الدعوة التي قدمها وزير الخارجية الأميركي، انتوني بلينكن، لرئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني، في أيلول 2023 بزيارة للبيت الأبيض في وقت قريب فانها قد تتاخر بسبب الاحداث الحالية وجدول ومواعيد الرئيس جو بايدن المزدحمة خلال الأشهر قبيل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني.

وكانت كل من رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية قد أصدرت ثلاثة بيانات متفرقة تندد فيها بهجوم الطائرة المسيرة الأميركية وسط بغداد التي قتل فيها نائب قائد عمليات حزام بغداد ضمن صفوف الحشد واصفة إياه بانتهاك للسيادة العراقية وخرق لبنود الاتفاقية الثنائية بين البلدين التي تحكم شروط تواجد القوات الأميركية في البلد. خلال ايجازه اليومي في البنتاغون في 4 كانون الثاني قال الجنرال، بات رايدر، إن تواجد القوات الاميركية في العراق هو بدعوة من الحكومة لمهمة دعم العراق في حربه ضد تنظيم داعش، وأضاف بأن الولايات المتحدة ستستمر بالعمل عن قرب مع الشركاء العراقيين، عندما يتعلق الامر بسلامة وامن قواتنا فعند تعرضها لتهديد، كما هو الحال في أي مكان في العالم، يكون لنا الحق بالدفاع عن النفس لحماية قواتنا.

ويشير التقرير ان هذا الحق بالدفاع عن النفس قد تسبب بأزمة، وموقف الحكومة العراقية تم تجسيده من خلال تصريحات رئيس الوزراء الذي وصف هجوم الطائرة المسيرة في 4 كانون الثاني على انه جريمة مؤكدا موقف الحكومة إزاء انهاء تواجد قوات التحالف بعد انتفاء المبرر لوجودها. وقال انه بصدد وضع موعد للبدء بحوار عبر لجنة مشتركة لتحديد آليات إنهاء هذا التواجد وهو تعهد لا تتخلى عنه الحكومة. من جانب ثاني اتبعت الحكومة أسلوب آخر تمثل بأرسال رسائل نصية على هواتف العراقيين تستطلع فيه آراءهم حول موضوع تواجد القوات الأجنبية ورأيهم فيما إذا يدعمون بقاء قوات التحالف من عدمه.

على الرغم من هذا وكل التصريحات القوية خلال الأيام القليلة الماضية، فإن رئيس الوزراء العراقي بعث برسالة تهدئة الى الولايات المتحدة من خلال تصريحات جرت خلال مقابلة مع وكالة رويترز في 10 كانون الثاني حيث ذكر بان المباحثات القادمة للتفاوض بخصوص انهاء تواجد القوات الأجنبية في العراق هي ليست لها علاقة بإيقاف استمرارية الشراكة ما بين العراق والتحالف الدولي، بل هي بداية لعلاقة ثنائية بين العراق والولايات المتحدة ودول أخرى، بضمنها العلاقات الأمنية . ليس لنا تحفظ على توقيع اتفاقيات امنية ثنائية لتعاون أمني شامل او للتدريب واغراض بناء وتطوير القدرات.

وأشار التقرير الى ان الأشهر القليلة المقبلة ستكشف فيما اذا ستنوي الحكومة العراقية الالتزام بموقف السوداني المعلن بإجراء طلب رسمي لسحب القوات الأميركية ، أو ان الامور تأخذ منحى آخر. يذكر التقرير انه من الصعب فهم موقف مسؤولي الحكومة الأميركية الذين يصرون دائما على ان تواجد القوات الأميركية في العراق هي بدعوة من الحكومة العراقية وفي نفس الوقت تنهال عليهم الاستنكارات الجماعية على افعالهم من جميع مفاصل القيادة في العراقية.

وينوه التقرير، الى انه كان من المفترض ان تراجع الحكومتين العراقية والأميركية منذ فترة طويلة احكام تعهداتهما المتبادلة بدلا من التذبذب الذي يحصل الان ما بين الإبقاء على الشراكة والخصام.

 عن: المجلس الأطلسي