بابل/ جليل الغزي
تتفاقم ازمة أجهزة الانعاش الرئوي الخاصة بالأطفال في بابل لتتسبب بحالات وفاة بين الأطفال في ظل ازدياد حالات الإصابة بالالتهابات التنفسية نتيجة تقلبات الأجواء ، فيما تؤكد دائرة الصحة أنها تبذل أقصى جهودها لإسعاف المرضى لكن أعداد الحاضنات والأسرة قليلة جدا.
وغالباً ما تتفاقم الأزمة في الاقضية والنواحي التي تخلو مستشفياتها من اية أجهزة إنعاش رئوي خاصة بالأطفال ما أدى إلى وفاة طفلين لعائلة واحدة في غضون أسبوعين في ناحية الإسكندرية شمالي بابل. ويقول خيري فاضل محمد من أهالي الإسكندرية لـ(المدى) إن "إنعدام أجهزة الانعاش الرئوي في مستشفى الإسكندرية والمسيب تسبب بفقدان اثنين من أطفالي أحدهما بعمر سنة ونصف والآخر بعمر ثلاث سنوات".
وأشار إلى أنهما "تعرضا للإصابة بمرض التهاب الرئة الذي تسبب لهما بصعوبة في التنفس وبعد تفاقم حالتهما الصحية ومراجعة مستشفى الإسكندرية تفاجأت بعدم وجود أجهزة إنعاش رئوي"، لافتا إلى أنه حاول نقلهما إلى مستشفى الأطفال في الحلة الا أن "الإدارة ابلغتتنا بعدم وجود سرير شاغر".وتشكو العائلات في محافظة بابل من الوقوف بطوابير طويلة أمام ردهات الانعاش في سبيل الحصول على وقت لإنعاش اطفالهم ويضطر بعضهم إلى اشراك أكثر من طفل في سرير واحد.
إذ يقول عماد البكري من سكنة مدينة الحلة لـ(المدى) إن "طفلي البالغ من العمر سنتين تعرض إلى حالة ضيق في التنفس بسبب التهاب رئوي أيضا وتعذر الحصول على مكان في ردهة الانعاش الرئوي"، لافتاً إلى أن "الطبيب أبلغني بان عليّ الانتظار ليومين حتى يحين دوره في الردهة".
وأشار إلى أنه اضطر أن يلجأ إلى "أحد المستشفيات الأهلية وبلغت كلفة العلاج 7 ملايين دينار بواقع 750 ألف دينار عن كل يوم". في غضون ذلك أكدت مديرة قسم الانعاش الرئوي في مستشفى بابل للاطفال وجدان عبد سبتي لـ(المدى) أنه "لدينا في المستشفى 18 سريرا 9 منها مخصصة لحديثي الولادة والاخرى مخصصة للأطفال من عمر شهرين ونستقبل حالات من جميع الاقضية والنواحي".
واضافت أن "العدد قليل جداً قياساً بعدد السكان وان هناك حالات تتطلب الرقود في الردهة لأكثر من ثلاثة أيام ولا يمكن إخراجها". وتابعت أن "قطاع الصحة بحاجة إلى افتتاح ردهات إنعاش رئوي في جميع المستشفيات المتواجدة في أقضية ونواحي المحافظة لتخفيف الزخم الحاصل لدينا". واوضحت أن "المحافظة تحتاج بشكلٍ عام إلى مستشفى أطفال تخصصي يقدم خدمات متكاملة للمرضى من الأطفال وتحديداً في مجال الانعاش الرئوي".