TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > رمضان تاريخ ومفهوم وصحة

رمضان تاريخ ومفهوم وصحة

نشر في: 28 أغسطس, 2010: 06:25 م

إعداد/ علي جابرعندما يبزغ هلال شهر رمضان المبارك وتثبت الرؤية يشعر المسلم بالراحة النفسيةوالهدوء والتماسك والقوة في كل عام منذ ان فرض الله سبحانه وتعالى الصوم على المسلمين.وهذا تدريب كبير يعيد الإنسان الى ذاته الحقيقية التي يكون قد ابتعد عنها بفعل مشاغل الحياة وملاهيها وإغراءاتها فتسعد النفس وتطمئن وتفرح الروح بقدوم رمضان وتنشرح الصدور بالصيام.
أما عن الجسد فهو ينتظر شهر رمضان الفضيل في شوق وتلهف واحتياج.ولقد اثبتت الابحاث الطبية والدراسات العلمية المستندة الى التقدم الهائل في العلوم الطبية والهندسة الطبية وتكنولوجيا الغذاء ان كل خلية تنال الخير من الصيام فهو يخلص الجسم من السموم التي تعطل العافية وترهق الصحة وتأخذ من نضارة الإنسان وحيويته.ولقد ثبت تاريخيا وعلميا ان الامم السابقة بادرت الى ترويض أجسام أبنائها على الصيام منذ فجر التاريخ ومنذ القدم عندما كانت تريد المجد لذاتها وتخليد ذكراها.ولهذا كانت حريصة على الانتفاع بالقاعدة الطبية المهمة والمفهوم العلمي الرائع بأنه لابد لكل جسم ان يقوم بين الحين والآخر بعملية تنقية لما تراكم من السموم الغذائية وفضلات الطعام الضارة حفاظا على صحته وصونا لعافيته وحماية للانسان مما قد يصيبه من الامراض بسبب هذا التراكم وكما يقول الخبير العالمي في الصحة العامة والطب الطبيعي الدكتور بياير شريز «صيام شهر واحد في السنة اساس الصحة والشباب الدائم».والفلاسفة والحكماء والمفكرون كانوا يصومون أياما عدة من الشهر لاكتساب الحكمة والصفاء الذهني والقريحة المتميزة.وتثبت هذه الدراسة ان الصوم يصنع العظماء ويخلق المبدعين وانه يطهر الجسم من السموم والنفس من الهموم.تلتقي العبادات والفرائض كلها في هدف واحد ألا وهو تربية وتهذيب المسلم وإعداده نفسيا وجسديا لمواجهة الحياة بحلوها ومرها.والصوم هو الركن الرابع من اركان الاسلام الخمسة فرضه الله على المسلمين في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة.الصوم في المفهوم الإسلاميولا يعني مجرد الامتناع عن الطعام والشراب بل الامتناع عن كل فعل قبيح ولو بلفظ او بإشارة او تفكير سيئ.والصوم بهذا الاسلوب يعتبر رياضة روحية اكثر منها بدنية وهو فضلا عن كونه امرا تعبديا يجب على كل مسلم غير مريض ان يؤديه طاعة لأمر ربه لأنه تكليف من الله سبحانه وتعالى.لذلك يجب علينا كمسلمين محاولة الاجتهاد والبحث في الفوائد الطبية للصوم والحكمة من فريضته التي بيّن المولى عز وجل بعضها وشرح الرسول الكريم بعضا منها.فكلما تقدمت العلوم الطبية ساعد ذلك على ادراك وتعميق الحكمة في الصوم ومعرفة اسراره الطبية.الصوم يعيد التوازن النفسيالمعنى الحقيقي والوعي الصحيح بالصيام انه رياضة للنفس على القناعة بالقليل من الغذاء الذي يكفل للمريض المساعدة بل العلاج للتخلص من الاملاح الزائدة وإذابة الدهون والتخلص منها وإعادة ضغط الدم الى مستواه الطبيعي وضبط مستوى السكر في الدم.والصائم يعوده ويدربه شهر رمضان على قهر الغرائز والشهوات وعلى الزهد والتقشف في تناول الاطعمة والاشربة فتقوى ارادته وعزيمته بالصوم فيكون في مأمن من الامراض النفسية والعصبية المستعصية على العلاج والتي مصدرها الخوف والتردد وضعف الارادة والشخصية.ان من يستطيع ان يعيش بهذا النمط الغذائي والتوازن النفسي في شهر رمضان يقوى على ان يحيا سائر ايام السنة بهذا السلوك الصحي والايماني كي يحفظ لجسده توازنه سواء من حيث قوته الكمية او النوعية ومن حيث قوته البدنية وصحته النفسية.كل خلية تنال الخيرالأمراض التي تصيب القلب والجهاز الدوري والدم وكذلك التي تصيب الجهاز الهضمي والكلى.وحتى الأمراض النفسية متغيرة تشتد مرة وتخف اخرى وذلك بفعل عوامل كثيرة اهمها (كما اتضح من الطب القديم والطب الحديث) العامل النفسي الذي ينميه شهر رمضان تنمية كبرى وعامل النظام الذي يتعود عليه الصائم لأن تنظيم وجبات الطعام في الافطار والسحور له تأثير مهم ومفيد لجميع اجهزة جسم الانسان.فالصوم ينظم التفاعلات الحيوية والكيميائية في المعامل المختلفة والمعقدة في خلايا وأنسجة اعضاء جسم الانسان والتي تقوم الخلايا المجهرية الدقيقة التي لا ترى الا بالميكروسكوب الالكتروني بهذا التفاعل الكيميائي والمعقد اللازم لاستمرار الحياة وصيانة اجهزة الجسم ليحفظ للإنسان صحته وسلامته وعافيته ويمده بالطاقة والنشاط والحيوية عن طريق افراز الهرمونات في الدم من الغدد الصم التي تتحكم في جميع وظائف الجسم الحيوية ونموه الجسماني والعقلي والجنسي ومختلف انشطته الفسيولوجية.كذلك تعزز خلايا اجهزة الجسم الانزيمات اللازمة لإتمام التفاعلات الحيوية وأداء اجهزة الجسم وظائفها الحيوية.واذا اضطربت إفرازات الهرمونات سواء بالنقص او الزيادة أصيب الإنسان بأمراض خطيرة تهدد حياته.خصائص الصوم الفسيولوجيةاهتم العلماء بدراسة الخصائص الفسيولوجية للصوم وإجراء الكثير من التجارب والدراسات العلمية والابحاث الطبية في هذا الشأن.وقد اتضح ان التفاعلات الكيميائية والبيولوجية التي تحدث داخل الجسم البشري اثناء الصوم تبدأ اول الامر من الشعور بالجوع ويحدث احيانا لبعض الناس بعض التهيجات والتوترات العصبية.ولكن يحدث إضافة إلى ذلك تغيرات عدة اخرى وظيفية من اهمها ان سكر الكبد يتحرك ومعه ايضا المخزون من المواد الغذا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram