اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > حق اليتامى في رمضان

حق اليتامى في رمضان

نشر في: 28 أغسطس, 2010: 06:27 م

 بعقوبة /  وكالة الإعلام العراقي  في ايام رمضان المباركة التي نعيشها هذه الأيام تدعونا لان نلحظ بعض الجوانب الإنسانية التي تستحق الإشارة إليها والدعوة الى الاهتمام بها، وقد باتت مشكلة حجم أعداد اليتامى المتصاعد في مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، مشكلة تستحق الالتفات إليها من قبل المجتمع والمؤسسات الحكومية على حد سواء.
عبد الباسط (11 عاما) واحد من آلاف الأطفال الذين فقدوا أرباب أسرهم، يجوب بعضهم أحياء بعقوبة والأسواق والمساجد أو يقفون عند المرائب وعلى أبواب المؤسسات الحكومية خلال شهر رمضان باسطين أيديهم أمام المارّة المتصدّقين. وقد اعتاد عبد الباسط على طرق ابواب منازل حي الكرامة في مدينة بعقوبة كل ظهيرة من أيام رمضان مستجديا الصدقة، بينما تستعد نساء الحي لتحضير وجبات طعام الإفطار قبل ان يستيقظ الرجال، كما تسري العادات والتقاليد في المدينة. ويقول الطفل الذي أنجبه والده، وثلاث بنات، قبل ان يُفقد أثر الوالد إبان تدهور الأوضاع الأمنية الذي شهدته ديالى في العام2007: "بعض الأهالي يعطونني المال والطعام وبعضهم يغلق الباب في وجهي". ويضيف أن "هناك عائلات كانت تعرف والدي او تربطها بنا صلة قرابة، لذا فهم يدعونني لتناول الإفطار معهم او يحمّلوني اكياس مؤونة أعطيها لأمي، وعند آذان المغرب ترسل لنا بعض المساجد وجبات الطعام"، خاتما حديثه بطلب "ربع" (ما قيمته 250 ديناراً عراقياً) وبترداد دعاء طويل مأثور يبدو وكأنه قد حفظه عن ظهر قلب، متمنيا لنا الثراء وطول العمر و"الزواج بامرأة صالحة". و تؤكد المنظمات غير الحكومية، وكذلك تقارير رسمية ان ديالى تتصدر المحافظات العراقية في نسبة أعداد اليتامى والأرامل نظرا لأعمال العنف التي اندلعت على مدى عامين. وتشير منظمة دعم الأيتام الحكومية (مكتب ديالى) الى أن "الأوضاع الأمنية المتدهورة التي شهدتها المدينة خلال العامين 2007 و2008 خلفت جيشا من اليتامى يفوق ما خلفته الحرب العراقية الايرانية أوحرب تحرير الكويت" كما أن إحصائية المنظمة تؤكد وجود 35 الف يتيم فقدوا الأب أو الأم أو الاثنين معا منذ  2007 فصاعدا.  وينتشر عدد من المنظمات الإنسانية الحكومية وغير الحكومية في ديالى وتسعى لإعالة هذا العدد الكبير من الأطفال مثل منظمتي دعم الايتام و الرعاية الاجتماعية الحكوميتين ومنظمة اغاثة الطفولة المستقلة، كذلك تنتشر بعض المنظمات مثل منظمة الإغاثة الإسلامية ومنظمة حراء (سنيّتان) ومبرة الامام الحسين و مبرة اليتيم ومنظمة اغائة اليتيم وجميعها تعنى بمساعدة الأيتام. وتؤكد اغلب هذه المنظمات أن تمويل نشاطاتها يتم عن طريق منح متفاوتة من جانب الحكومة اضافة الى التبرعات المالية من الاحزاب السياسية والتجار . ومع حلول شهر الصيام سارعت بعض الأحزاب السياسية إلى تقديم مساعدات لعائلات الأيتام والأرامل تراوحت بين وجبات الطعام والمساعدات المالية والعينية الأخرى. وتقول أم عماد (36) عاما وهي ارملة منذ عام، أن أسرتها وعشرات أسر الأيتام في حي الكرامة الذي تقطنه بدأت تتلقى مساعدات من الاحزاب السياسية تتضمن اغطية شتوية (بطانيات) وصندوقاً يحتوي على مواد غذائية بسيطة يكفي احتياجات أسرة مكونة من اربعة افراد. وتضيف أن الأحزاب "تطبع على الصناديق والاكياس اسم الحزب وشعاره السياسي أو اسم احدى الهيئات التابعة له". وتضيف "هذه الأحزاب نفسها وزعت علينا معونات مشابهة خلال موعد الانتخابات المحلية الماضية". فيما تؤكد أرملة أخرى من الحي نفسه إن "الأحزاب السياسية بعيدة عن معاناة الأسر وغالبا ما يصدنا موظفو الاستعلامات في مكاتب الاحزاب عند مراجعتنا لطلب المساعدة او المعونة لإعالة أطفالنا لكنها تتذكرنا عند حلول الانتخابات وفي المناسبات الكبيرة". وعلق خطيب جامع النور الشيخ عساف الدليمي أحد الناشطين في مجال دعم الأيتام قائلاً: أن الكتل السياسية تستغل وضع أسر الأيتام والأرامل وتقوم بايهامهم بالاهتمام بهم من خلال توزيع المواد الغذائية والملابس، مقابل شراء أصواتهم فيما بعد، بينما يتجاهلون معاناتهم واوضاعهم خلال الأيام العادية من السنة". وبالرغم من الأعداد الكبيرة للأطفال فاقدي الأب والأم في ديالى، إلا أن المحافظة تخلو من دور خاصة بايواء الأيتام المشردين. وتؤكد يسرى خضر المسؤولة في منظمة دعم الايتام والارامل الحكومية في ديالى ان "ايتام ديالى خاصة ممن فقدوا الأبوين بحاجة ماسّة إلى توفير حاجاتهم الاساسية ، سيما بعدما انجرف عدد منهم في مهن لا تتناسب واعمارهم فيما اكتسب عدد منهم عادات سيئة مثل التدخين والسرقة والنصب والتسوّل". واشارت الى "ضرورة بناء دور تتبنى رعاية اليتيم لاعانة الأيتام ورصد مبالغ مالية شهرية للأسر التي فقدت معيلها".  وعلى صعيد آخر، تشتكي عائلات الارامل والأيتام من الارتفاع الملحوظ في أسعار المواد الغذائية خلال شهر رمضان، وقامت بعض منها بإرسال شكاوى إلى الهيئات الدينية، الأمر الذي دفع خطباء المساجد ورجال الدين إلى اصدار فتاوى تحرّم رفع الأسعار خلال شهر الصيام باعتباره "سببا في معاناة عشرات الاسر المسلمة الفقيرة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram