 بغداد/ تميم الحسن

ارتفع عدد ضحايا القصف الايراني على اربيل في وقت متأخر من مساء الاثنين، الى نحو 20 بين قتيل وجريح، بينهم رجلا أعمال عراقي واماراتي وطفلة الاول.

ورد مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي على الهجوم بأن "لصبرنا حدود"، فيما شكلت حكومة بغداد لجنة من 5 مسؤولين امنيين رفيعي المستوى للتحقيق بالهجوم.

واستدعت بغداد سفيرها في طهران وسلمت الجانب الايراني مذكرة احتجاج، في حين وصفت واشنطن الحادث بانه "متهور وغير مسؤول".

وقال سياسي عراقي ان تكرار الهجمات على كردستان هو "لاخضاع الاقليم" الذي يرفض سياسات إيران والحرس الثوري.

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، أن الحرس الثوري الإيراني أعلن أنه هاجم "مراكز تجسس" لإسرائيل في إقليم كردستان العراق.

وهذا الهجوم الثاني من نوعه الذي تستهدف فيه إيران عاصمة الاقليم، بعد الهجوم الاول قبل نحو عامين، وأصيب حينها منزل لأحد رجال الاعمال ايضاً في اربيل.

وقال مسعود بارزاني زعيم الديمقراطي الكردستاني في بيان امس، إن "الجميع يعلم أن أربيل تعرضت منذ العام 2020 ولغاية الآن لعشرات الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الجائرة من قبل الحرس الثوري الإيراني والقوات المتحالفة معه".

واضاف ان: "مرتكبي هذه الجرائم ومن يقفون وراء هجمات أربيل يعلمون جيداً أن افتراءاتهم واعذارهم و ادعاءاتهم ليس لها أي أساس، وأنهم يقومون بهذا العدوان والقمع على أربيل وشعب كردستان للتغطية على مشاكلهم".

وتابع الزعيم الكردي "لصبرنا حدوداً، ففي الهجوم والجريمة الأخيرة الليلة الماضية، ابادوا أُسرة بريئة من أربيل".

وقال ان "استشهاد نسائنا وأطفالنا ومدنيينا ليس محل فخر واعتزاز لكم، فيمكنهم قتلنا، لكن كونوا مطمئنين أنهم لا يستطيعون سلب إرادتنا".

وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان: "ردا على الفظائع الأخيرة التي ارتكبها النظام الصهيوني، والتي تسببت في مقتل قادة الحرس الثوري ومحور المقاومة.. تم تدمير أحد مقار التجسس الرئيسية للموساد في إقليم كردستان العراق بصواريخ باليستية".

بالمقابل ردت الخارجية العراقية باستدعاء سفيرها لدى طهران نصير عبد المحسن. وقالت في بيان ان "استدعاء السفير جاءت لغرض التشاور على خلفية الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على أربيل".

وقبل ذلك كانت الخارجية قد استدعت القائم بالأعمال الإيراني في بغداد ابو الفضل عزيزي وسلمته مذكرة احتجاج بعد "الاعتداء الذي تعرضت له عدد من المناطق في أربيل"، وفق بيان للوزارة.

وشكل رئيس الوزراء محمد السوداني لجنة من 5 مسؤولين امنيين برئاسة مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي الذي وصل الى اربيل بعد ساعات من الحادث، على امل ان تجمع ادلة لتقديم شكوى في مجلس الامن، بحسب بيان اخر للخارجية.

وبحسب قرار السوداني الذي يزور سويسرا للمشاركة في منتدى دافوس الدولي، ان اللجنة تسلم التوصيات حول الهجوم على اربيل خلال 48 ساعة.

وكانت نحو 10 صواريخ "باليستية" سقط نصفها على منزل رجل الأعمال الكردي بيشرو دزيي في اربيل، وزميله التاجر المسيحي الإماراتي كرم ميخائيل، بحسب وسائل إعلام كردية.

واضافت ان (جینە) ابنة بيشرو دزيي التي كانت ستبلغ عامها الاول بعد اسبوع، قتلت في الهجوم اضافة الى اصابة 17 شخصاً آخرين، بينهم عاملان فلبينيان.

وادى القصف الى انهيار منزل رجل الأعمال الكردي. وانتشلت فرق الانقاذ جثة ابنته من تحت الركام، فيما أصيبت زوجته وابنتان اخريان كانتا في المنزل.

وتساءل السياسي والنائب السابق مثال الالوسي في مقابلة مع (المدى) "عن سبب استهداف اربيل؟ في حين ان القواعد الامريكية ومنصات التجسس موجودة لدى حليفة طهران قطر وعلى مرمى بندقية من ايران في الامارات، والكويت، وباكستان".

وفي اذار 2022، كانت طهران قد اعلنت عن قصف اربيل بـ12 صاروخا "بالستيا"، ادعت استهداف مقر للموساد، فيما ظهر بعد ذلك ان الصواريخ سقطت على منزل رجل الأعمال الكردي باز البرزنجي.

وشكلت الحكومة والبرلمان آنذاك فرق تحقيق، وأعلنت في النهاية خلو الاقليم من نشاط لـ"الموساد"، وان الحادث أصاب مبنا مدني وقناة اخبارية.

وحدث الهجوم الاول في وقت ازمة سياسية لا تختلف كثيرا عن الحالية التي اشتعلت بسبب انقسام الاطار التنسيقي حول رئيس البرلمان الجديد.

وكان آنذاك، في الهجوم الاول، "الاطار" في مأزق بسبب قرار مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، تشكيل حكومة اغلبية سياسية.

ويعود الالوسي ليقول في تعليقه على الهجوم الاخير ان "السبب في اختيار اربيل لان الزعيم الكردي مسعود بارزاني يساند كرد ايران وتركيا، وطهران تحاول قمع الثورات الكردية".

وأشار النائب السابق الى ان اربيل هي "الحلقة الأضعف أمنيا بسبب عدم امتلاكها جيشا يرد على الصواريخ"، كما انها "المنطقة الوحيدة في العراق التي لا تخضع لرغبات ونزوات السفير الايراني وطهران".

وكانت وسائل اعلام كردية، قالت بعد الهجوم ان قرويين في اربيل اعتقلوا احد الايرانيين الذي كان قريباً من موقع الهجوم.

وانتقد الألوسي وهو العضو السابق في لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية رد فعل الحكومة التي قال انها فيها "اطراف متحالفة مع المسؤولين عن الهجوم".

واكد الالوسي ان "اربيل ليس فيها مقر للموساد بل الموساد في الخليج، والهدف ليس مواجهة اسرائيل وانما الهيمنة على العراق".

واكد النائب السابق ان "واشنطن لن تسكت طويلا على ما يفعله الاطار التنسيقي المتحالف مع طهران وانه يعيش ايامه الاخيرة".

ودانت امس السفارة الأميركية لدى العراق، الهجوم الصاروخي الإيراني. وقالت في بيان بانها تدين "الهجمات الصاروخية الإيرانية المميتة على إقليم كردستان العراق، حيث استهدفت المدنيين بشكل متهور وغير مسؤول".

واعتبرت السفارة الهجمات الإيرانية "انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق".