بغداد/ وكالة ايبا من المفترض أن يقل حجم المصروف في رمضان ، على اعتبار ان الناس صيام نصف اليوم ، إلا ان الإنفاق يتضاعف وربما أكثر بكثير من الأيام العادية، وكأن الشهر الفضيل للطعام وليس للصيام، بما يحمل من معان دينية وإنسانية واجتماعية سامية.
ثقافة الاستهلاك أصبحت تسيطر على الغالبية العظمى من الناس ، وتبدو جلية في رمضان ، برغم ان هذا السلوك مذموم ، بعيداً كل البعد عن تعاليم مدرسة الصيام وشهر الرحمة والمغفرة والإحسان .أكل كثير، يعني أطناناً من القمامة بما يؤكد تزايد الاستهلاك للأطعمة، برغم الشكوى من الارتفاع الكبير في اسعار الخضار منذ بداية الشهر الفضيل. الإسراف والتبذير ثقافة دخيلة ، ساهمت في تكوين عادات شرائية خاطئة والأسباب عديدة.. زخم الإعلانات التجارية ،التي جعلت من هذا الشهر الكريم سوقا لترويج الكثير من السلع الغذائية ، وكأن الصيام يوجب التلذذ بالطعام والشراب وانطلاق موجات تبذير بلا حساب، تنجرف معها حتى الأسر ذات الدخول المتدنية ، إضافة الى ان العروض التي تزدحم بها الأسواق تدفع لإنفاق غير مبرر ، يربك ميزانية كثير من الأسر لشهور قادمة . برامج الطبخ وطهاة الشاشة هم الآخرون في «قفض الاتهام» ، فمنذ سنوات والفضائيات تتنافس خلال الشهر الفضيل بتقديم أطباق متنوعة، ما بين طعام وشراب وحلويات يسيل لها اللعاب ، وتجد قبولا لدى كثير من السيدات ممن لديهن ميول في تعلم وصفات جديدة للطعام، يشعرن بأنها تروق لأفراد الأسرة. وتؤكد « ام علاء» بأنها متابعة جيدة لهذه البرامج بخاصة في رمضان ، وإنها كثيرا ما تحاول ان تقوم بإعداد بعض الأطباق التي تضيفها الى مائدة رمضان نقلا عن الشاشة. العزائم المبالغ فيها سبب آخر ، حيث تتجاوز المعنى الديني الجميل بتعزيز صلة الرحم ،إلى استعراض لقدرات كل أسرة، وتقول «ام ياسر» بان أي أسرة سواء كانت من الأهل او الأقارب او الأصحاب تدعونا إلى افطار، يجب ان نرد لها العزيمة بالمقابل وبمثل ما قدموا واكثر..حتى لا يقال بأننا بخلاء أو مقصرون أو إننا اقل منهم .!ويضيف «اسعد « :ان من الصعب تجاهل أي دعوة في رمضان، سواء أكان الشخص « ضيفاً ام معزّباً» ، لذا فإن ما ينفق في رمضان يصل الى الضعف أو أكثر مقارنة بالأشهر الأخرى ، حيث يزدحم الشهر الفضيل بالدعوات وموائد مختلفة ومتنوعة.ويقول (إبراهيم) أن لرمضان طقوسا خاصة في العبادة والأكل والإنفاق ،حتى لو اقتضى ذلك زيادة في المصروف ، فهو شهر في السنة ، ثم ان الطعام الذي يذهب إلى الحاويات يكون من نصيب القطط والكلاب ، اي انه لا يذهب هدرا.!.أما الأزواج فيتبادلون الاتهامات بالتبذير ، وفيما تقول ربات البيوت ،بأن الزوج يريد من زوجته ان تكون في رمضان (طباخة سكة حديد) ، يتفق كثير من الرجال على ان ترشيد الاستهلاك هو من واجب الزوجات، حتى لو كانت رغبتهم في أصناف مختلفة من الطعام والشراب على مائدة الإفطار، بخاصة اذا كان هناك معازيم . وتقول «منال»عندما يصوم الأبناء تضطر الأم للرضوخ لرغباتهم، في اختيار ما يريدون ان يفطروا عليه من طعام ، فنادرا ما يتفقون في الأيام العادية على صنف من الطعام ، فكيف يكون ذلك خلال الصيام؟ لذا تحرص الام على إرضاء رغبات الجميع قدر الإمكان ، حتى يتحمس الصغار للصوم .
الإعلانات وبرامج الطبخ تزيد من الاسراف في رمضان
نشر في: 28 أغسطس, 2010: 06:32 م