اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > فيلم بدرس لجوليا باشا.. وثائقي يحكي قصة قرية فلسطينية في الضفة الغربية

فيلم بدرس لجوليا باشا.. وثائقي يحكي قصة قرية فلسطينية في الضفة الغربية

نشر في: 21 يناير, 2024: 10:53 م

عصام الياسري

فاجأ الفلسطينيون، أبناء غزة المحاصرة، فجر السابع من أكتوبر 2023 العالم، بعبور جدار الفصل العنصري لإعادة قضيتهم إلى الواجهة ولفت الأنظار حول معاناتهم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من خمسة وسبعين عاما.

في اليوم التالي قامت الحكومة الإسرائيلية بإعطاء الأوامر للجيش لشن هجوم عسكري كبير الحجم على غزة، استعملت فيه الأسلحة المتنوعة، الطائرات والصواريخ والمدفعية والدبابات على نطاق واسع... بعد شهرين ونصف من استمرار حرب الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. نشرت "مؤسسة السينما من أجل السلام"، على موقعها، وهي مؤسسة لها فروع في العديد من دول العالم، عنوانا: "اليمنيون يبطئون تدفق النفط العالمي في البحر الأحمر" إلى جانب تذكيرها بأحداث فيلم "بدرس" لجوليا باشا. القصد كان بالارتباط مع تفاقم الحرب الهمجية وآثارها الخطرة على الصعيدين البشرى والبيئي. وتمادي أمريكا والدول الأوروبية في تزويد إسرائيل بأسلحة الدمار الشامل والمعونات المختلفة مع صمت عربي ودولي بالغ الخطورة. توجيه الأنظار إلى معاناة الفلسطينيين وما يتعرضون له من دمار واضطهاد وتمدد "المستوطنين" إلى مزارعهم واغتصاب أراضيهم بالقوة.

الفيلم التسجيلي "بدرس" لمخرجة الأفلام الوثائقية جوليا باشا، البرازيلية من أصل لبناني، يحكي قصة قرية فلسطينية في محافظة رام الله في الضفة الغربية، مثير للتفكير، حوادثه تدور حول قرية "بدرس" الفلسطينية. وجدت نفسها في قبضة إقليمية مخيفة عندما بدأت الحكومة الإسرائيلية في بناء الجدار "الحاجز" في عام 2003. وكانت سبل عيش القرويين تعتمد بشكل كامل على أشجار الزيتون التي اقتلعتها جرافات الجيش بوحشية لبناء الجدار، الذي يتعرج مساره بطريقة تعزل المجتمعات عن بعضها البعض وتجعل عيشهم شبه مستحيل.

الناشط الفلسطيني "عايد مرار" ينظم مقاومة معلنة غير عنيفة تشارك فيها جميع الفصائل السياسية الفلسطينية المحلية، بما في ذلك حماس وفتح في حركة غير مسلحة لإنقاذ قريته بمساعدة الليبراليين الإسرائيليين المتعاطفين والمراقبين والناشطين الدوليين من الدمار. وبالطبع فإن "اللاعنف" يتعرض للضغط عندما يصطدم بقوات الجيش الإسرائيلي التي تقاوم المتظاهرين بقوة. الإسرائيليين

ما يلفت الانتباه في فيلم الباشا هو أنه يعرض شيء عن الجدار الإسرائيلي، الذي لا يفصل الفلسطينيين عن بعضهم فحسب، بل يتجول في الأراضي الفلسطينية، متعرجا وملتفا: الفكرة ليست مجرد وقف العبور إلى إسرائيل، بل فرض الشلل سرا داخل المنطقة الفلسطينية نفسها. في نهاية المطاف، تتراجع الحكومة الإسرائيلية وتكتفي بخط تقسيم بسيط حول "بدرس". وتترك لنا الباشا، ما إذا كان هذا انتصارا كبيرا للفلسطينيين أم وسيلة ماكرة لحملهم على قبول الجدار من حيث المبدأ.

خلال حضوري مهرجان برلين السينمائي الدولي "برليناله" الدورة ال 60 عام 2010 شاهدت الفيلم بمعية الصديق الناقد السينمائي المصري الراحل سمير فريد والصديق المخرج السينمائي العراقي قيس الزبيدي. وخلال حفل تكريم الفيلم بجائزة بانوراما للجمهور، أتيحت لنا فرصة التعرف على مخرجة الفيلم وبعض أبطاله وجرى بيننا حوار شيق لا يخلو من الأسئلة حول الفيلم.

ظهر فيلم "بدرس" لأول مرة في مهرجان دبي السينمائي في 13 ديسمبر 2009. وتم إصداره للعرض في فبراير 2010 في مهرجان برلين السينمائي. وفي سبتمبر 2010 في المملكة المتحدة. وفي أكتوبر 2010، في الولايات المتحدة) نيويورك. وهو فيلم فلسطيني أمريكي إسرائيلي لعام 2009 من إخراج وسيناريو جوليا باشا وإنتاج رونيت أفني ورولا سلامة وجوليا باشا. يدور الفيلم حول مظاهرات غير عنيفة قام بها سكان بلدة "بدرس" الفلسطينية خلال أوائل عام 2000 للاحتجاج على بناء جدار الفصل الإسرائيلي في الضفة الغربية. احتل المرتبة الأولى لقائمة النقاد على موقع مراجعة الأفلام ومقره بريطانيا، ويضم كبار النقاد السينمائيين حيث أعطي الفيلم أربعة من أصول خمسة نجوم. ووصف بأنه "شهادة في الوقت المناسب على قوة المقاومة السلمية، وبأنه" فيلم يفتح العين "، لما يثيره من قلق. هو أنه يظهر شيء من الحقيقة عن الجدار الإسرائيلي الذي أصبح يشكل خطر لابتلاع الأراضي الفلسطينية نفسها. كما يقدم صورة صارخة وقابلة للتصديق تماما لصراع الشرق الأوسط في صورة مصغرة. ومن خلال إضفاء الطابع الرومانسي على القرويين والتركيز لتسجيل النقاط السياسية في العديد من المشاهد التصويرية، يمنح الفيلم ركلة عاطفية ثقيلة مع أصحاب الأرض.

"بدرس" فيلم وثائقي يتناول رد فعل إحدى بلدات الضفة الغربية على بناء إسرائيل للحاجز الأمني. يقسم البلدة، التي يبلغ عدد سكانها 1500 نسمة، وتطويقها بجدار الفصل العنصري، مما أدى إلى فقدان 300 فدان من الأراضي و3000 شجرة زيتون. لم تكن هذه الأشجار حاسمة للبقاء الاقتصادي فحسب، بل كانت أيضا مقدسة لتاريخ المدينة بين الأجيال... إنه حبكة سينمائية، تكشف قصة عايد مرار، الفلسطيني الذي أدى عمله إلى تداعيات بعيدة المدى، اعتقال خمسة أشخاص من أبناء بلدته في السجون الإسرائيلية، لكن قراره الاستراتيجي، بقي ثابتا:" أفضل ما يمكن لمعارضة الجدار، هو المقاومة اللاعنفية ".

عايد مرار: زعيم الحركة اللاعنفية في قرية بدرس، يوحد جميع الفصائل السياسية الفلسطينية المحلية، ويشجع مئات المناصرين الإسرائيليين لقضيتهم على العبور إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة والتظاهر معهم دعما لقريته. ابنة عايد التزام البالغة من العمر خمسة عشر عاما، تحفز شجاعتها القرية بأكملها وتؤكد أهمية المرأة في الحركة. هي المرة الأولى التي يلتقي فيها معظم شباب القرية بإسرائيليين ليسوا جنودا أو مستوطنين في بدرس. كوبي سنيتز ناشط إسرائيلي شارك في المظاهرات. أحمد عواد عضو في حماس ساعد عايد في تعزيز "اللاعنف كأداة استراتيجية، الأنسب، لتحقيق أهداف القرية". مشاركة نشطاء إسرائيليين في المظاهرات، ترك انطباعا يبين: بالفعل أن هناك بعض الإسرائيليين يريدون السلام مع الفلسطينيين. وفي المسيرات الأصوات الإسرائيلية في الحياة الحقيقية فاقت التوقعات. لم يكن مجرد شيء سمعت عنه ياسمين ليفي، قائد الفرقة المكلف بحمل القرية على وقف احتجاجاتها، تتطور علاقة معقدة لها مع النساء في القرية اللواتي يناديها بالاسم في هتافاتهن.

تم إدراج فيلم بدرس على "اختيار النقاد" من قبل مجلة نيويورك وآن هورناداي من واشنطن بوست، وحاز على قدر كبير من الجوائز في عدد من المهرجانات: برلين وتريبيكا وسان فرانسيسكو السينمائية وجائزة منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان، مهرجان بيلينجهام لأفلام حقوق الإنسان. جائزة هنري هامبتون للتميز في السينما والوسائط الرقمية. جائزة ريدنهور للأفلام الوثائقية. جائزة مهرجان القدس السينمائي شرف لأفضل فيلما وثائقيا في جائزة روح الحرية، إلخ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram