 ترجمة/ حامد أحمد

تحدث تقرير لموقع، مودرن بوليسي، الأوروبي عن المكانة الفريدة التي يتمتع بها العراق وما يمتلكه من علاقات دبلوماسية جيدة مع اطراف إقليمية ودولية عديدة مرتبطة بما يحصل من توتر في المنطقة الناجم عن الحرب الدائرة في غزة وثقة اطراف دولية برغبة العراق في تحقيق استقرار داخلي ضمن هدف أوسع يشمل تسوية وموازنة مصالح إقليمية ودولية تحول دون توسع رقعة الحرب.

وأفاد التقرير بأنه في الوقت الذي ما تزال فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية دائرة في غزة، فإن منطقة الشرق الأوسط في موقع خطر من احتمالية توسع نطاق الحرب.

من جانب آخر فان إيران وبحكم العداء ما بينها وبين الولايات المتحدة وحلفائها، فانها تريد ان تمارس ورقة ضغط على اميركا بسبب دعمها لإسرائيل وذلك من خلال فصائل ومجاميع مسلحة تقاتل بالوكالة عنها في المنطقة بقصف مصالح أميركية وإسرائيلية من اجل اجبار اسرائيل على إيقاف الحرب.

ويذكر التقرير انه رغم الدعم الراسخ لدى العراقيين للقضية الفلسطينية، فإن العراق يحتفظ بموقف دبلوماسي قيّم إزاء هذا الموضوع ، مشيرا الى ان استقرار الوضع في العراق ملحوظ تحت ادارة الحكومة الحالية رغم ما تعانيه المنطقة من مشاكل. وينعكس ذلك على المستوى الاقتصادي وتراجع معدل التضخم وازدياد معدلات صادرات النفط مع مؤشرات لزيادة قوة الدينار أكثر. الميزانية التي اقرها مجلس الوزراء في حزيران والبالغة 153 مليار دولار توفر أرضية راسخة لهذا التقدم مع مرافقة ذلك بتحقيق قبضة راسخة على تنظيم داعش وكبح تهديداته، وفق التقرير.

جانب مهم موازٍ آخر يتمثل باحتفاظ العراق بعلاقات عمل بناءة مع ثلاثة محاور دولية وإقليمية متمثلة بإيران وبلدان مجلس التعاون الخليجي وقوى دولية غربية متمثلة بالولايات المتحدة وبريطانيا وبلدان الاتحاد الأوروبي.

ويشير التقرير الى ان رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني ، قد كسب ثناء مراقبين دوليين ومحليين على حد سواء على ثبات موقفه في موازنة الضرورات الجيوسياسية مع الرغبة في الحفاظ على السيادة الوطنية للعراق وتعزيزها. وهذا شيء جيد للعراق والذي يوفر في الوقت نفسه فرصة لقوى إقليمية لها مصلحة حقيقية في محاولة إيقاف الحرب في غزة ومنع توسيع رقعتها.

ويذكر التقرير ان العراق يتمتع بموقف دبلوماسي فريد يمكنه من ان يكون جسرا للتواصل مع بلدان أخرى قد تكون متصارعة، وللذهاب الى ما وراء هذا التوقع والافتراض فانه من الجدير تفصيل ما يمكن للعراق ان يوفره من هدوء واستقرار في منطقة الشرق الأوسط لفترة الأشهر والسنين المقبلة. وبحسب التقرير فإنه، أولا ان حكومة العراق ستستمر برفع معدل الثقة الذي استحقته في العواصم الغربية لتضيف حافزا مهما لدعوات العالم العربي ودعوات المجتمع الدولي على نحو أوسع من اجل تحقيق إيقاف فوري لإطلاق النار في غزة. ثانيا ان بإمكان العراق التأثير على موقف إيران الذي يعجز الاخرون عن فعله واقناعها بضرورة اتباع القنوات الدبلوماسية كوسيلة أفضل لحل الازمة. وثالثا انه على الدبلوماسيين الغربيين ان يستمروا بالاستعانة بالعراق لتسوية مواقفهم من الحرب الدائرة في غزة. هذا مع الإقرار بان موقف الحكومة العراقية يعكس مخاوف وقلق اغلب البلدان العربية بكل اطيافها واعراقها.

ووفقا لما ذكر أعلاه فإن هذا الموقف الذي يتمتع به العراق يجب ان لا يكون غائبا عن صناع القرار في الغرب وفي الخليج الذين يخشون قبل كل شيء من احتمالية توسع رقعة الحرب وهذا ما ترمي اليه ايران أيضا. ولكن في حال تغافل القوى اللاعبة من عدم الاستفادة من العلاقة مع العراق للتخفيف من حدة توترات الأوضاع في المنطقة ، فإن العراق سيستمر بالثبات على موقفه، حيث ان البلد لديه اهداف واضحة وطاقة كامنة للعمل بشكل فعال مع كثير من حلفائه المتنوعين للتوصل إلى هذه الأهداف.

عن: مودرن بوليسي