كتب: فخري كريم
رحل جعفر..
اختطفه الموت بعد عذابات المرض العضال. يسدل هذا الرحيل صفحة مشرقة من حكايات الزمن الجميل، زمن التحدي والجسارة والتضحية، زمن الإيثار والنبل والقيم الوطنية والوفاء والعطاء بلا حدود، المنزه عن الغرض.
كان على جعفر، وهو الإنسان المفعم بالوفاء ، أن لا يتعجل الرحيل ، ويودعني، بما تبقى في وجداني المتشظي المثقل بالأسى مما آلت إليه بقايا الوطن المستلب الإرادة، المبتلى بأشباه البشر من قاع المجتمع، وهم يشيعون الخراب والرثاثة والتدني، ويحولون الخيانة إلى وجهة نظر والوطنية إلى شبهة!
مات جعفر الصفار ليضفي على وحدتي حزناً لا شفاعة له بحياة صارت عبئاً مثقلاً بالأسى المجرد من الرحمة!
جعفر هو من كان قد تبقى من ذاكرة ذلك الجيل الذي واجه أعتى قطعان الحرس القومي البعثي الذين أشاعوا القتل والخراب الممتد حتى يومنا هذا، وصار تاريخاً لكل ما حل بالوطن وما أسّس للعسف والانحطاط والرثاثة والخيانة.
جعفر إذ يرحل، يُذكر بتلك الفجيعة والبطولة ..
جعفر بطلٌ مات مكسور الخاطر مما انتهى إليه الوطن..
بطلٌ من ذاك الزمان المضيء ببطولاته وتضحياته وإشراقات الأمل المضني!