اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > هل أنصف النقد النتاج الأدبي في العراق؟ أدباء: النقد مهم بالنسبة للقارئ أولا، أما بالنسبة للكاتب فهو نوع من لعبة ممتعة

هل أنصف النقد النتاج الأدبي في العراق؟ أدباء: النقد مهم بالنسبة للقارئ أولا، أما بالنسبة للكاتب فهو نوع من لعبة ممتعة

نشر في: 22 يناير, 2024: 09:14 م

القسم الثقافي

الرواية العراقية بشكل عام، لم تنل حظها من التناول النقدي، هذا اذا سلمنا ان الحركة النقدية في العراق بالأصل قاصرة عن معاينة النتاج الإبداعي؟.

فالنقد رغم ما كتب عن منجز الكثير من الأدياء إلا أنه يبقة قاصرا من وجهة نظر الكثير من الأدباء.. ونرى ان ذلك يشمل جميع كتّابنا الذين اجبرتهم الظروف السياسية القاسية لمغادرة العراق؟ فهل النقد ضرورة قصوى لنتاج المبدع، طبعا بعيدا عن كتابات الترويج والدعاية التي تنتمي ظلما الى النقد؟

المدى استطلعت أراء عدد من الادباء بهذا المزضوع، وابتداته بالناقد فاضل ثامر الذي اجاب عن هذه التساؤلات من وجهة نظر شخصية له، بوصفه ناقدا متمرسا على مدى ستة عقود.. يقول ثامر:

فاضل ثامر: ما الذي تسعى اليه الرؤيا النقدية

- أنا أسعى الى تأسيس حداثتها النقدية من هذا التلاحم الجدلي بين الأجتماعي والأيديولوجي والمعرفي والواقعي من جهة،والرمزي والجمالي والتخييلي والشعري او الادبي من جهة اخرى. ونفيت في تلك الورقة ان يمثل اتجاهي النقدي الجديد قطيعة مع اتجاهي النقدي المبكر، بل يمكن القول ان رؤياي النقدية الجديدة تشكل تطويراً و أغناءً لرؤيتي السابقة.اذ لا يمكن للناقد ان يتجمد رؤيوياً ومنهجياً عند صيغ وقناعات وقوالب ثابتة ونهائية. ولذا فقد شعرت بالحاجة الى إعادة تشكيل رؤيتي النقدية في ضوء كشوفات العصر ومتغيراته،ودون ان افارق بالضرورة مواقعي النقدية السابقة أو اقطع الجذور التي تصلني بالارض التي كنت اقف عليها، وتشربت بنسغ الحياة من أديمها.

لقد حاولت في كتاباتي النقدية الجديدة ان اسعى للكشف عن"أدبية"النص أو شعريته،وفي الوقت ذاته عن عوامله التكوينية ومرجعيته وحمولاته المعرفية ورؤيته للعالم.ولذا فقد دعوت الى ضرورة الدمج الفعال،وغير الاصطناعي،بين الأدوات الإجرائية والمنهجية للمناهج والمقاربات الحداثية، بما فيها من وصف وتحليل وتفسير وتأويل وفك لشفرات النص وأنساقه المغيبة من جهة،وبين منظومة القيم الإنسانية والاجتماعية التي تزخر بها التجربة الإنسانية وتلتقطها فنياً التجربة الإبداعية،وصولاً للكشف عن "رؤيا العالم " في النص الأدبي على حد تعبير الناقد الفرنسي البنيوي التكويني لوسيان غولدمان.

وعلي أن أعترف بالدين الكبير الذي أسدته لي المنهجيات والمقاربات الحداثية وبشكل خاص في مجال السردية الحديثة Narratology التي قدمت منهجاً متكاملاً لتحليل وفحص النصوص القصصية والحكايات والمرويات التراثية والفولكلورية والميثولوجية.ومازلت حتى هذه اللحظة،أُعدل في رؤيتي النقدية على وفق الضرورات المنهجية و الإبداعية،وبشكل خاص في أعادة تشكلات الأجناس الأدبية المختلفة،ومنها مثلاً ظهور روايات البنية الميتا سردية،في سبعينات القرن الماضي في الولايات المتحدة واوربا والتي وجدت لها صدىً كبيراً في السرد العربي خلال العقدين الأخيرين،فضلاً عن إعادة فحص العلاقة بين التأريخي والسردي التي بشر بها الناقد والمؤرخ الأمريكي هايدن وايت والفيلسوف الفرنسي بول ريكور وغيرهما.

وأنا أذ استقبل كل هذه الإشارات الخلاقة،لا يمكن لي طبعاً، كما أكدت مراراً،التخلي عن ثوابتي النقدية،الأجتماعية والأنسانية أساساً،والتي تؤمن بالأنسان والمستقبل،وبالعقل الذي يحاول البعض تحطيمه أو شله لأطلاق سلسلة من النظريات اللاأدرية التي تشكك بجدوى الفعل الإنساني لأشاعة نظرية الفوضى الخلاقة والعماء تمهيداً لأستلاب الوعي الإنساني وترويضه وتحويله الى بيدق بيد الجوانب الأستلابية في المنظور العولمي،المظلة الأيديولوجية للرأسمالية المتوحشة في ابشع صورها وتجلياتها.

لؤي عبد الاله: اكتشفتُ في الكتابة النقدية نوعا من الروح العشائرية في العالم

النقد رغم ما كتب عنك، لم ينصفك الى الان.. وأرى ان ذلك يشمل جميع كتّابنا الذين اجبرتهم الظروف السياسية القاسية لمغادرة العراق؟ فهل النقد ضرورة قصوى لنتاج المبدع، طبعا بعيدا عن كتابات الترويج والدعاية التي تنتمي ظلما الى النقد؟

النقد مهم بالنسبة للقارئ أولا، أما بالنسبة للكاتب فهو نوع من لعبة ممتعة بين الكاتب والناقد. فالكتابة القصصية والروائية هي تأويل للواقع أما الكتابة النقدية عن هذا العمل القصصي أو ذاك فهي تأويل على تأويل. وطالما أن مجال التأويل مفتوح فإن الأعمال الأدبية القابلة على تأويلات متعددة هي القادرة باعتقادي على البقاء أطول من غيرها. الكتابات النقدية مهمة جداً لا للكاتب فقط بل كذلك للأعمال الأدبية المتميزة، ومن دون وجود نقاد جادين ومجتهدين ستضيع هذه الأعمال وسينطبق عليها المبدأ الاقتصادي القائل: العملة الزائفة تطرد العملة الحقيقية.

اكتشفتُ في الكتابة النقدية نوعا من الروح العشائرية في العالم العربي فكل فريق من النقاد في أي بلد منه مهتم غالباً بدراسة ما ينشره مواطنوهم أكثر من غيرهم، وهذا على العكس مما نراه في أمريكا اللاتينية حيث أن الشاعر أو الروائي أو القاص أو الرسام هو ابن هذه القارة قبل انتمائه إلى أحد بلدانها.

أعتقد أن النقد رغم ما كتب عنك، لم ينصفك الى الان.. وأرى ان ذلك يشمل جميع كتّابنا الذين اجبرتهم الظروف السياسية القاسية لمغادرة العراق؟ فهل النقد ضرورة قصوى لنتاج المبدع، طبعا بعيدا عن كتابات الترويج والدعاية التي تنتمي ظلما الى النقد؟

النقد مهم بالنسبة للقارئ أولا، أما بالنسبة للكاتب فهو نوع من لعبة ممتعة بين الكاتب والناقد. فالكتابة القصصية والروائية هي تأويل للواقع أما الكتابة النقدية عن هذا العمل القصصي أو ذاك فهي تأويل على تأويل. وطالما أن مجال التأويل مفتوح فإن الأعمال الأدبية القابلة على تأويلات متعددة هي القادرة باعتقادي على البقاء أطول من غيرها. الكتابات النقدية مهمة جداً لا للكاتب فقط بل كذلك للأعمال الأدبية المتميزة، ومن دون وجود نقاد جادين ومجتهدين ستضيع هذه الأعمال وسينطبق عليها المبدأ الاقتصادي القائل: العملة الزائفة تطرد العملة الحقيقية.

اكتشفتُ في الكتابة النقدية نوعا من الروح العشائرية في العالم العربي فكل فريق من النقاد في أي بلد منه مهتم غالباً بدراسة ما ينشره مواطنوهم أكثر من غيرهم، وهذا على العكس مما نراه في أمريكا اللاتينية حيث أن الشاعر أو الروائي أو القاص أو الرسام هو ابن هذه القارة قبل انتمائه إلى أحد بلدانها.

عبد الستار البيضاني: ان نقد الرواية موجود بشكل مناسب لكنه غير مؤثر

- أنا ارى عكس ذلك، يكاد يكرس المشهد النقدي كل مشاغله للرواية، ونظرة سريعة للصحف اليومية والمجلات الدورية العامة والمتخصصة تؤكد كلامي – وهنا اتحدث عن العقدين الأخيرين تحديداً-لكن ما هو نوع هذا النقد؟.. هنا هو السؤال. يمكن تحديد نوعين من هذا النوع الأول نقد انطباعي هو اقرب الى عروض الكتب والمقالات النقدية منه الى الدراسات النقدية، ساهمت بانتشاره كثرة الصحف وقلة المجلات المتخصصة التي تعطي مساحات مناسبة لنشر الدراسات، والنوع الثاني هو الدراسات الاكاديمية الجامعية (الماجستير والدكتوراه) التي انتشرت في العراق بشكل لافت – ربما لكثرة الجامعات والكليات، حنى لا يكاد يوم يخلو من نشر خبر عن مناقشة رسالة ماجستير أو اطروحة دكتوراه عن الرواية، وهو ايضا في الغالب دراسات لأعمال كتاب يختارهم المشرف الاكاديمي من دون معايير واضحة، وكلا النوعين الصحفي والاكاديمي لم يقدم لنا دراسات وتحليلات لظواهر فنية أو فكرية في النتاج الروائي لذلك لو انك قرات الآن جميع الدراسات والمقالات لن تخرج بصورة واضحة عن المشهد الروائي في العراق ن كما سبق وان قدمه عبدالقادر حسن أمين وعلي جواد الطاهر وعبدالاله احمد ونجم عبدالله كاظم وغيرهم من الأكاديميين في عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينات. لذلك أستطيع القول ان نقد الرواية موجود بشكل مناسب لكنه غير مؤثر باستثناء عدد قليل من النقاد والدراسات.

أديب كمال الدين: النقاد منحوني ألقابا مشتقة من تجربتي الشعرية الحروفية

نعم أنصفني النقد، ولله الحمد، والسبب هو أن النقاد والباحثين وجدوا في قصائدي تجربة شعرية مختلفة عمّا اعتادوا عليه، كما وجدوها بشكل عام ممكنة التلقّي بشكل سلس، وممكنة الـتأويل على نحو يثير الأسئلة النقدية ممتعة وخصبة، فأحبّوها وتناولوها في عدد كبير من المقالات النقدية والدراسات والبحوث، ولله الحمد، حتى صدر عن تجربتي 16 كتاباً نقدياً لنقّاد عراقيين وعرب كما ذكرتَ.

كما منحوني ألقابا مشتقة من تجربتي الشعرية الحروفية، مثل "الحروفي"، "ملك الحروف". "أمير الحروف"،" المنوّن"، "شاعر الحرف والنقطة".

إنّ هذا العدد الكبير من المقالات والدراسات التي كتبها نقاد من مختلف البلدان والأجيال والاتجاهات الفنية ونشروها في الصحف والمجلات المحكمة والمواقع عن تجربتي أمر يدعو للفرح دون شك. وبالطبع كان كل هذا الاحتفاء النقدي، من ناحية أخرى، خير معين لي للإستمرار في تعميق تجربة الحرف لديّ وتنويعها.

عاصم: جذبني النقد بشكل متوازٍ مع شغفي للرسم

كتب عاصم عبد الامير عن رموز فاعلة في التشكيل العراقي وأيضا عن مسيرة هذا الفن في العراق. ولكن برؤية نقدية.. فالى مدى ترى أن النقد يسهم في تعزيز المشهد التشكيلي؟ وما المنهج الذي تتبعه في نشاطك النقدي؟ يقول عبد الامير:

جذبني النقد بشكل متوازٍ مع شغفي للرسم، ومنذ أوائل السبعينات وللآن لم يفتر هذا الهوس، بعد أن نشرت المئات من الدراسات والمقالات في الصحف العراقية والعربية، ومن ثم تأليفي لأكثر من (14) كتاب حول شؤون المفاهيم الجمالية، ومسيرة الفن العراقي والعربي والعالمي، أيقنت أن النقد يشكل ضرورة لا مناص منها لكبح التجارب غير ذات شأن، في مقابل تحليل التجارب ذات الأهمية والوقف على مظاهر النبوغ والخلق الجمالي فيها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram