اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > خمس ممثلات شهيرات في فيلم واحد: (الأسيرات).. قصة الانحدار نحو الجحيم!

خمس ممثلات شهيرات في فيلم واحد: (الأسيرات).. قصة الانحدار نحو الجحيم!

نشر في: 24 يناير, 2024: 11:24 م

ترجمة: عدوية الهلالي

يعد فيلم (اسيرات) للمخرج ارنو دي بالييرالذي يعرض حاليا بمثابة نظرة ثاقبة على ملجأ( بيتييه سالبيترير) في القرن التاسع عشر، حيث كانت توضع فيه النساء اللواتي يعتبرن "مجنونات"، أوعاهرات، أومتمردات وذوات رؤوس قوية.

وبطلة الفيلم (فاني)هي امرأة برجوازية شابة، تخلت عن زوجها وأطفالها لتسمح لنفسها بالحبس طوعا داخل أسوارملجأ بيتيه سالبيترير. إنها تبحث عن والدتها التي تعتقد أنها محتجزة هناك منذ عدة سنوات. وهناك، تكتشف الشابة بدهشة العنف الذي تتعرض له النساء المحتجزات في هذا الملجأ، إما لأنهن يعانين من اضطرابات نفسية أو إعاقة أو أمراض عصبية، أو لأنهن عاقلات، لكن مسجونات تحت الإكراه من قبل الزوج أو الأسرة التي تريد التخلص منهن.

وتخضع الشابة لنفس المعاملة التي تتعرض لها أقرانها أثناء الشروع في التحقيق لكنها تقوم تدريجياً ببناء علاقات مع بعضهم وتنوي الخروج من هناك عندما تجد والدتها. ولكن بينما يتم إعداد الحفل السنوي، تجد نفسها محاصرة في عالم السجن الذي يصعب الهروب منه...

تم إنجاز فيلم "الأسيرات" مثل قصة مثيرة، مع حبكة تدور حول بحث فاني عن والدتها. ويبقينا ذلك في حالة تشويق خلال الجزء الأول من الفيلم، حيث تم تصويره، مع العديد من اللقطات القريبة على الوجوه، في ضوء قاس غالبًا، مع حركات الكاميرا التي تعطي انطباعًا بأن الصور مسروقة، وتنقل بشكل جيد الجو الخانق وعنف المكان. والفيلم هو من النوع الدرامي التاريخي التشويقي وتدور احداثه في باريس عام 1894.

وتقدم لنا الشخصية الرئيسية لمحة عامة عن عالم السجن هذا حيث يتم إطلاق العنان لرذائل السجانين وجنون "المرضى" وعنف نظام خارج العالم وخارج القانون، بقواعده الخاصة، وانظمته الصارمة وروابطه الضارة مع العالم الخارجي الجيد.

وإذا لم يُحدث جوهرالفيلم ثورة في السينما، فإن الشكل يتمتع بميزة الاستفادة من اختيار خمس نجوم من أفضل ما يمكن أن تقدمه السينما الفرنسية إذ تشارك فيه الفنانات ميلاني تييري، المقنعة للغاية، محاطة بجوزيان بالاسكو ومارينا فوا في أدوار الشخصيات التي تطلق العنان للشر، وكارول بوكيه المثالية كمغنية منعزلة ومتمردة، ويولاند مورو، التي ابدعت في دورها كسيدة عجوز لطيفة وضائعة. والشخصيات الثانوية، مثل العاهرة العجوز التي تؤدي دورها دومينيك فروت، فهي تترك بصمة واضحة ايضا. وعلى الرغم من أن هذا الفريق من الممثلات يؤدين دورهن بأفضل ما في وسعهن، إلا أن الفيلم سرعان ما يفقد حدته، ويتورط في سيناريو لا يبدو أنه يعرف إلى أين يتجه، مثل عرض مسرحي متكرر، والذي ينتهي به الأمر إلى أن يصبح ثقيلًا. ولوصف العالم نفسه، تمكنت ميلاني لوران من تقديم اقتباس من رواية فيكتوريا ماس ممزوجًا بالحيوية والرصانة، وهو ما يناسب الموضوع بشكل أفضل دون الحاجة إلى المبالغة.ومع ذلك، فإن الفيلم له الفضل في فتح نافذة جديدة على هذا الجزء المظلم من تاريخ سالبيتريير، وتاريخ الطب، والأخلاق الوحشية تجاه المرأة، وممارسات استغلال الضعف وسوء المعاملة تجاه المصابين بالاضطرابات النفسية.

من قاعة الطعام إلى غرفة الموسيقى، ومن المهاجع إلى حدائق المستشفى، وفي الممرات، تتجول النساء من جميع الأعمار بطرق غير عادية للغاية. في هذا المكان الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر في بيتييه سالبيتريير، وفي جناح الطب النفسي، تتبع المشاهد بعضها البعض. فتندفع ميلاني تييري ووجهها مرعوبًا نحو الأسوار العالية. وتقرأ جوزيان بالاسكو، ذات التعبير الصارم، السجل وهي جالسة على مكتبها.وتجر مارينا فوا، بعيون شريرة، معتقلًا نحو عقوبة لا رجعة فيها.

لقد تم إنشاء الفيلم على نحو يشبه الانحدار نحو الجحيم، حيث يركز على حدث واحد طوال الوقت، وهو حلم للمعتقلين وذروة للمشاهد: حفلة الرقص. وفي هذه اللحظة بالتحديد، يأخذ المخرج وكتاب السيناريو ما هو متوقع في الاتجاه المعاكس. وبالفعل، فإذا غرقت قضايا الفيلم في هاوية الرعب الإنساني وعدم مراعاة هؤلاء النساء المعتقلات، فإن هؤلاء النسوة يسلكن الطريق المعاكس ويجدن، بالتعاون المتبادل، شكلاً من أشكال التحرر والإطاحة بالسلطة.

وفي الواقع، تلعب الممثلات مبارزة في النظرات، فكل منهن أكثر إثارة من الأخرى. وعندما تجلب الأولى الرعب والألم إلى الحياة، فإن الثانية تراقب، مثل حيوان مفترس ينتظر فريسته. إن القوة والأهمية التي يوليها المخرج للعيون وحوارها تمثل فهمًا كاملاً للعلاقات بين الأبطال والخصوم.ومع ذلك، تميل هذه العملية إلى أن تصبح مملة مع الاستخدام المتكرر. ولكن، وبعيدًا عن اللوحات الجدارية التاريخية للقرن التاسع عشر، يظل الفيلم يركز على سرد صور لنساء دمرهن المجتمع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

النجم غالب جواد لـ (المدى) : الست وهيبة جعلتني حذراً باختياراتي

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

معاهد متخصصة فـي بغداد تستقبل عشرات الطامحين لتعلم اللغة

متى تخاف المرأة من الرجل؟

مقالات ذات صلة

حين تتستر الإيدلوجيا الثورية بقبعة راعي البقر!
سينما

حين تتستر الإيدلوجيا الثورية بقبعة راعي البقر!

يوسف أبو الفوزصدر للكاتب الروائي السوري، المبدع حنا مينا (1924- 2018)، الذي يعتبر كاتب الكفاح والتفاؤل الانسانيين، في بيروت، عن دار الآداب للنشر والتوزيع، عام 1978، كتاب بعنوان (ناظم حكمت: السجن… المرأة.. الحياة)، يورد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram