بابل/ جليل الغزي
رغم تسجيل أعداد كبيرة منها بشكل رسمي في مديرية مرور بابل ما تزال التكتك تسبب إزعاجا للمدنيين في قضاء المسيب شمالي بابل بسبب عدم التزامها بقواعد السير الآمن ودخولها بين السيارات بحكم حجمها الصغير، فيما تؤكد مديرية المرور أنها تتعامل معها بشكل رسمي من خلال فرض الغرامات المالية ومحاسبة غير المسجلة منها.
ويشكو الأهالي في القضاء من وجود أعداد مبالغ فيها من التكتك يقودها شباب مراهقون بطريقة طائشة دون مراعاة أوضاع الشارع.
ويقول علي الفتلاوي (أحد سكنة قضاء المسيب) شمال بابل في حديث لـ(المدى)، إن "وجود التكتك بهذه الأعداد اربك الأوضاع في القضاء ، فالشوارع ضيقة جدا لا تسع لأعداد السيارات والتكاتك في آن واحد".
وأشار إلى أن "سياقة أصحاب التكتك مروعة وكأنهم في حالة سباق وهو ما تسبب بحوادث مرورية كبيرة تضررت خلالها سيارات حديثة".
واضاف"نحن نعرف أن بعضهم يستخدمها لكسب الرزق لكن يجب أن تكون السياقة بهدوء والتزام بالقواعد المرورية". واكد مواطنون في القضاء أنهم غالباً ما يترددون في الخروج بسياراتهم الحديثة خوفاً من أصحاب التكتك أن يتسببوا لهم بحوادث.
وبحسب مصادر في صحة المسيب فإن القضاء سجل في غضون الاسبوعين الماضيين أكثر من 10 إصابات بحوادث مرورية تعرض لها أصحاب التكتك.
من جهته أكد مدير اعلام مرور بابل العميد زاهر احمد لـ(المدى) أن "هناك أعداد كبيرة من التكتك في شوارع قضاء المسيب ولا ننكر أنها تتسبب بازدحامات مرورية كبيرة".
وأشار الى، أن "المرور تتعامل مع أصحاب التكتك بشكلٍ قانوني من خلال فرض الغرامات المرورية خاصة بعد تسجيلها رسمياً، اضافة الى عدم السماح لغير المسجل منها بالسير في الشارع".
وتابع أنه "لا يوجد قرار يسمح بمنعها من السير في الشارع خاصة وأن غالبية أصحابها هم من الطبقة الفقيرة ويعتمدون عليها في كسب المال".
والتكتك عجلة نارية بثلاث عجلات، تضم غطاء حديدي على شكل غرفة صغيرة، دفع صغر حجمها إلى اعتمادها كوسيلة نقل مطلوبة في العراق لسهولة اجتيازها الزحامات الخانقة.
وتعود أغلب مناشئ "التكتك"، الى بلاد الهند، حيث تتراوح أسعارها في الأسواق العراقية ما بين (2000- 2500) دولار أميركي، وأغلب سائقيها من الشباب الصغار. ورغم قدرتها على الاستجابة لحاجة الركاب ومريديها في سهولة التنقل وعبور الحواجز والطرق المغلقة جراء صغر حجمها، إلا أنها شكلت جدلاً واسعاً، جراء المخاطر الناجمة بسبب الحوادث التي غالباً ما تكون ذات ضرر كبير في إصابة وإزهاق الأرواح، لأنها تفتقد مقومات الأمن والسلامة.
وحظيت عجلة "التكتك"، بحفاوة وترحيب كبيرين من قبل المتظاهرين العراقيين في "انتفاضة تشرين" أواخر عام 2019، حيث قامت عربات التكتك بدور سيارات الإسعاف، من خلال نقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات.
واتخذ مجلس الوزراء في أيار 2023، جملة من القرارات، بينها، منع استيراد الدراجات النارية (التكتك والستوتة) بشكل نهائي، وكذلك منع استيراد الدراجات الصغيرة التي يقلّ حجم محركها عن "40 سي سي" منعاً نهائياً، ولأي غرض كان.
وتضمنت القرارات، إيقاف استيراد الدراجات النارية بأشكالها كافة، التي يكون حجم محركها (40 سي سي) فما فوق، ويُستثنى من ذلك حاجة الدوائر الأمنية والمرورية.