ترجمة/ حامد أحمد
تحدث تقرير لمنظمة الهجرة الدولية، IOM، عن أوضاع عوائل نازحة وعائدة في مناطق متعددة من محافظة صلاح الدين والتقدم الحاصل في إيجاد حلول مستدامة لتحديات تواجه عوائل متضررة في سبيل استقرارها من توفير ظروف معيشية أفضل لهم وسكن لائق وخدمات من مياه نقية ورعاية صحية وتحقيق اندماج اجتماعي بالنسبة لعوائل عائدة وذلك في كل من مركز سامراء ومركز تكريت ومركز الشرقاط وقضاء المعتصم ويثرب.
وجاء في تقرير المنظمة الدولية الذي نشر تحت عنوان (تقدم نحو حلول مستدامة في محافظة صلاح الدين) ان جزءا كبيرا من العوائل المتضررة عانت من تجارب نزوح متكررة، وتظهر استنتاجات البحث ان عدد مناطق النزوح ونجاح جهود العودة انما تشكل عوامل جوهرية تؤثر على التقدم المتحقق في توفير حلول وعلاجات للعوائل النازحة من اجل انهاء هذه الازمة.
ومن بين التحديات المؤشرة التي حددها التقرير هو ظروف السكن وموافقات العودة. حيث أشارت المنظمة الدولية الى ان اغلب العوائل المتضررة في محافظة صلاح الدين من النازحين تعيش في بيئة سكنية حرجة مثل بيوت محطمة وضعها سيئ او بيوت طينية او من حجر بلوك وخيام، وغالبا ما تكون ظروف المعيشة في هكذا أماكن غير لائقة حيث تكون مكتظة مع صعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب ونقص في منشآت البنى التحتية الخدمية المتمثلة بالصرف الصحي، فضلا عن افتقار العوائل لوثائق اثبات ملكية قانونية أوعقود ايجار صحيحة مما يشكل عوائق امام هذه العوائل قد تؤدي الى ابعادهم. ومن التحديات الأخرى التي تواجه العوائل النازحة والسعي لإيجاد حلول لها هو ضعف الدخل المالي للعائلة وعدم قدرتها على تحمل نفقات إضافية على احتياجاتها الاساسية حيث تعتمد اغلب هذه العوائل على ما يجلبه احد افراد العائلة من مال خلال عمله اليومي في البناء او الزراعة على نحو ضيق، وهو مستوى معيشي غير مثالي. هناك تحدي آخر يتمثل بالأمان وحرية التنقل حيث ان اغلب العوائل النازحة تشعر بالأمان ولكن هناك عوائل تعاني من تضييق في التنقل لافتقارها الى هويات ثبوتية ، اما جانب الاندماج والتعايش الاجتماعي ، فان ما يقارب من 55% من العوائل العائدة والنازحة تشعر بانها تتمتع بمقبولية العودة من قبل المجتمع المضيف وهذا يشكل جانبا مشجعا في تحقيق تقدم بإيجاد حلول مستدامة لعودة النازحين.
من جانب آخر، فإن أغلب العوائل تفضل البقاء في مواقع إقامتها الحالية، وهذا ما يؤشر على ضرورة ادخال مواقع العودة للنازحين كعامل إضافي لبرنامج تحقيق الحلول المستدامة لهم وتمكين العوائل النازحة والعائدين للبقاء في الأماكن التي يتواجدون فيها، وفق التقرير.
حيث تشير النسب الى ان 78% من العوائل النازحة تفضل البقاء في مواقعها الحالية، وان 95% من العائدين يفضلون البقاء في مناطقهم .
في حين بينت 14% فقط من العوائل النازحة رغبة بالعودة لمناطقها الاصلية، وكان السبب الرئيسي لعدم الرغبة بالعودة هو بيوتهم المحطمة وشكل ذلك نسبة 72% أو الافتقار لفرص عمل وشكل ذلك نسبة 67%.
وبين التقرير ان كلا من العوائل النازحة ومن العائدين ايضا يواجهون صعوبات في الحصول على مقومات عيش ملائمة، حيث تواجه عوائل نازحة تحديات كبيرة في مركز سامراء ومركز تكريت من محافظة صلاح الدين، في حين تواجه عوائل عائدة تحديات في مناطق مثل مركز الشرقاط وقضاء المعتصم ويثرب، ويسلط ذلك الضوء على ضرورة تحقيق تدخلات برامجية في هذه المواقع من اجل تعزيز الظروف الملائمة لتحقيق حلول مستدامة فيها من اندماج اجتماعي وعود آمنة .
وتشير المنظمة الدولية في تقريرها الى ان محافظة صلاح الدين تضم العدد الأكبر من العوائل النازحة في العراق كما هو الحال مع محافظة نينوى حيث اجرت رصدا وجمع معلومات بالتعاون مع جامعة جورج تاون الأميركية عن أوضاع معيشة العوائل النازحة والعائدة في ثمانية اقضية و17 ناحية من محافظة صلاح الدين وذلك للفترة ما بين أيار وتموز من عام 2023 على مستويات عوامل حلول مستدامة متعددة تتراوح ما بين ظروف المستوى المعيشي والسكن والخدمات وشروط السلامة والامن والانسجام والاندماج المجتمعي وذلك للتوصل الى كيفية بناء خطوات نحو حلول مستدامة للعوائل النازحة والعائدة من اجل استقرارهم في مناطق تواجدهم.
وشملت عملية الرصد اجراء مقابلات واستطلاعات رأي مع عينة من 8 آلاف و414 عائلة نازحة و 125 ألف و 263 عائلة عائدة و 133 ألف و 70 عائلة من الذين فضلوا البقاء في مناطقهم، وذلك لوضع آلية برنامج حلول مستدامة لتذليل التحديات التي يواجهوها والتي تقع في ثمانية معايير من تحقيق ظروف امنية مستدامة ومستويات عيش كريمة مع الحصول على فرص عمل وسهولة الحصول على وثائق هويات مدنية ووثائق ملكية العقار مع جهود إعادة لم شمل العوائل والمشاركة في الأنشطة العامة والحصول على علاجات فعالة والحق بالعدالة.
عن: منظمة الهجرة الدولية