TOP

جريدة المدى > سياسية > ثلاثة سيناريوهات لتشكيل حكومة أغلبية في العراق

ثلاثة سيناريوهات لتشكيل حكومة أغلبية في العراق

نشر في: 26 نوفمبر, 2012: 08:00 م

لدى العراق اليوم حكومة وحدة وطنية ممثلة فيها كافة الفصائل البرلمانية الكبيرة. لكن هناك مشاعر تجاه ائتلاف ضيق مبني على أغلبية برلمانية بسيطة. الخدعة هي جمع ائتلاف أغلبية لا تظهر عليه الطائفية بسهولة.  هناك ثلاثة خيارات أمام الحكومة: السيناريو الاول، كما ينظر اليه بعض مؤيدي المالكي،ان ينضم بعض من أعضاء ائتلاف القائمة العراقية والتحالف الكردستاني الى عناصر التحالف الشيعي من اجل تشكيل حكومة أغلبية تحافظ على مستوى الحد الأدنى من التمثيل الطائفي والعرقي. مع ذلك فان تطبيق هذا السيناريو غير مؤكد، على الأقل في الجلسة الحالية للبرلمان، كما انه الأقل احتمالا بسبب افتقاره الى الدعم الدولي والأميركي.  السيناريو الثاني هو إحياء التحالف الكردي- الشيعي الذي سيبقي القائمة العراقية خارج الحكومة ويحافظ على التحالف التاريخي بين الشيعة والكرد. إذا ما حصل ذلك، فانه سيستبعد تماما الكتلة التي تمثل مجتمع العرب السنة من الحكومة ويمكن ان يؤدي إلى عودة الأعمال المسلحة التي حذر منها رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري.  السيناريو الثالث هو إحياء "تحالف أربيل" بين الكرد والسنة والكتلة الصدرية، الا ان هذا السيناريو قد فشل في بداية العام وليس له حاليا صدى كبير بين السياسيين ووسائل الاعلام بسبب سيادة عدم الثقة بين الأطراف الثلاثة.

وتستمر المواجهة..

ومع الاهتمام القليل الذي أولته الصحافة العالمية للأزمة الأخيرة التي أججها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي مع إقليم كردستان، فقد اصبحت صفقة السلاح الروسي الفاشلة طي النسيان. فقبل اسابيع سافر المالكي مع وفد الى روسيا ووقع صفقة مع الروس بقيمة 4.2 مليار دولار. كانت الصفقة مفاجئة وتشمل مبالغ كبيرة لدرجة إنها احتلت مكانا كبيرا في الصحف، عاد بعدها المالكي الى العراق ليعلن ايقاف الصفقة. قبل ان يعلن ذلك بفترة كانت هناك مطالبات تدعوه للمثول امام البرلمان ليتحدث عن تلك الصفقة حيث ظهرت بشأنها اتهامات بالفساد والابتزاز. تلك الاتهامات لم تختف. شعر علي الدباغ – الناطق باسم الحكومة – بالحاجة إلى الإعلان بأنه لم يكن جزءا من الصفقة. ذكرت اخبار عراقية ان احمد ابن المالكي متهم الآن بكونه جزءا من الفساد المزعوم. منذ زمن واحمد متهم بالاستفادة من المحسوبية، اما اليوم فتتهمه الكتلة الصدرية بضلوعه بالفساد. ورغم انكار الدباغ مشاركته في صفقة السلاح فقد ذكرت الانباء بانه لايزال مرتبطا بها.

ومازالت لجنة المرأة والأسرة والطفل البرلمانية تدعو وزارة العدل لفتح السجون والمعتقلات امام اللجان البرلمانية ليتمكنوا من الاطلاع على الأوضاع فيها، كما دعت النائبة المستقلة صفية السهيل وزارة المرأة الى التركيز على نبذ العنف تجاه النساء في السجون.  وفي ما يتعلق بالازمة السياسية التي دفع اليها المالكي، فبعد رفضه الامتثال للدستور الذي أقسم على العمل به، امتنع منذ عام 2006 عن تنفيذ المادة 140 من الدستور والخاصة بايجاد حلول للمناطق المتنازع عليها، وقرر استخدام الجيش العراقي حيث شكل "قيادة عمليات دجلة" وارسلل قواتها الى تلك المناطق. ما نراه اليوم هو مواجهة بين قوات دجلة والقوات الكردية.

في الوقت نفسه ذكرت ايزابيل كولز وبول سيماو من وكالة رويترز أن "الاقليم ارسل تعزيزات الى المناطق المتنازع عليها حيث تواجه قواته هناك قوات الجيش العراقي، رغم دعوة الطرفين للحوار من اجل تهدئة الموقف".  حفزت المواجهة الكثيرين للتوسط لحل الأزمة. وقال رئيس البرلمان اسامة النجيفي السبت إن هناك تقدما كبيرا في حل الأزمة وسيعقد اجتماع حول القضية في بغداد لاحقا (عقد امس في بغداد). النجيفي يدفع باتجاه حل الأزمة وحذر من أنها قد تقود إلى حرب أهلية. ومع انتقال النجيفي بين حكومة الإقليم والمركز وقرب التوصل الى تفاهم بين الطرفين، قرر المالكي عدم السماح للمسؤولين الكرد بالسفر إلى خارج البلاد دون موافقته. هذا لا يعتبر تحسنا وحتى انه لا يعتبر محاولة للتخفيف من التصعيد.  من جانبه عرض مقتدى الصدر استضافته لغداء عمل مع بارزاني والمالكي؛ حيث رد بارزاني من خلال تصريح شكر فيه الصدر على دعوته الكريمة الا انه صرح بان المشكلة تتعلق بعدم الاتفاق وليس بالاشخاص، كما ذكر بارزاني انه يسعده اللقاء بالصدر في اي وقت. كما اكد النجيفي بانه تسلم توا تأكيدا من الاثنين بأنهما سيلتقيان معه.

بينما تستخدم الحكومة الاميركية دبلوماسييها للقيام بتحرير عروض المالكي بدلا عنه وإقناع الكرد بالتماشي مع ما يريده المالكي، فقد دعا وزير خارجية تركيا سيلكوك اونال المالكي الى الكف عن اوهامه والتوقف عن دفع العراق باتجاه العنف.

العراق برميل بارود..

يوما بعد يوم تتكدس الأزمات السياسية فوق بعضها في العراق. فالأوضاع مشحونة الى درجة ان آية الله السيد علي السيستاني اضطر الى التدخل في محاولة لتفكيك الموقف المتأزم، ودعا الى الالتزام بالدستور.

نشأت الأزمة عندما أرسل المالكي قوات عسكرية إلى المناطق المتنازع عليها بعد سنوات من رفضه تطبيق المادة 140 من الدستور (التي تقضي بحل مسألة تلك المناطق عبر التعداد والاستفتاء). الكرد يرون في ذلك محاولة من المالكي للاستيلاء على هذه المناطق على اساس انها تابعة إلى بغداد.  بعد ان ادرك البيت الابيض متأخرا ان زيارة الرئيس باراك اوباما الاستعراضية إلى آسيا كانت خطأ، سعى جاهدا لان تكون له دبلوماسية مباشرة في بغداد. ذكرت رويترز ان "الزيارة كانت عبارة عن نكتة، حيث جعل اوباما من نفسه اضحوكة. لم يلق الاميركان بالا للزيارة، وكان استقباله فاترا، كما استقطبت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون كل الاخبار في زيارتها الى الشرق الاوسط تاركة اوباما يبدو وكأنه خارج الساحة العالمية". تدخلت واشنطن في آب لتنهي الأزمة وعاودت الاتصال بالمسؤولين العراقيين في المركز والإقليم من اجل تهدئة التوتر المتصاعد بشأن تمركز جديد للقوات العراقية بهدف العمل في المناطق المتنازع عليها. قال نائب برلماني عن الكتلة الصدرية بان المحادثات لم تكن جدية، ووصف الصراع بمجمله على انه خدعة. السياسيون في العراق يحاولون بدورهم إيجاد حل للقضية، حيث زار رئيس البرلمان أسامة النجيفي رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني يوم الأربعاء وعاد أمس للقاء نوري المالكي، وصرح النجيفي بان اللقاء كان مثمرا.

انخرطت الكتل السياسية رويدا رويدا في العملية، حيث يهيىء رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري ورقة عن الموضوع. ودعا النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان رئيس الوزراء وبارزاني الى الجلوس على طاولة الحوار وهو ما دعا اليه مقتدى الصدر ايضا. من جانب آخر ذكرت مصادر ان طالباني وبارزاني يناقشان خيار سحب الثقة من المالكي؛ وان رئيس القائمة العراقية اياد علاوي قد سافر الى اربيل امس للقاء طالباني وبارزاني لمناقشة القضية، وان السيد الصدر قد اعطى الضوء الاخضر لهذه المحادثات.

اما مسألة تصريح المالكي بعدم السماح للمسؤولين الكرد بمغادرة البلاد دون موافقة الحكومة المركزية – أي موافقته-، فان المقصود منها التقليل من شأنهم فقط ولا تأثير لها تماما مثلما كان المالكي يصرخ مطالبا حكومة الإقليم بتسليم طارق الهاشمي لكنها لم تفعل. الكرد يفعلون ما يشاؤون ولا يأخذون الأوامر من المالكي.

من جانب آخر أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا على موقعها في 23 تشرين الثاني الحالي تدعو فيه الحكومة العراقية الى "عدم اصدار افتراضات وهمية حول توقعات الرأي العام التركي، بل عليها الاستماع للنصيحة بدلا من ذلك". جاء البيان ردا على تصريح للمالكي قبل ايام اتهم فيه تركيا بالتدخل بالمشاكل الاقليمية.

بالمقابل، لم تغط هذه الاخبار الصفحات الاولى في الصحف الاميركية لأن القراء في اميركا لا يهمهم ما ارتكبته قواتهم العسكرية في أفغانستان والعراق باسمهم؛ فكم منهم يهتم بتضحيات الآلاف من قواتهم باسم الديمقراطية في الوقت الذي يقع العراق بيد إيران، عدوة اميركا؟

عن: براين كوفي هاوس وكومون ايلز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

السوداني يفتتح النسخة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب
سياسية

السوداني يفتتح النسخة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد / المدى افتتح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، معرض العراق الدولي للكتاب، الذي يُقام بنسخته الخامسة على أرض معرض بغداد الدولي.وقال المكتب الإعلامي للسوداني في بيان إن "رئيس مجلس الوزراء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram