الانبار/ آكانيوز يحاول سكان الانبار، استعادة ذكرياتهم الرمضانية مع أمسيات ليلية ينظمونها في الأحياء والمقاهي الشعبية برغم الحظر الذي تفرضه السلطات المحلية على أحياء المحافظة ليلا في إطار خطتها في شهر رمضان، وسط مخاوف من عودة العنف إلى المحافظة (110 كم غرب بغداد).
ومعلوم أن الانبار كانت واحدة من أكثر المحافظات اضطرابا في الوضع الأمني، إلا أن ذروة العنف فيها انخفضت بشكل لافت، بعد قيام عناصر "الصحوة" العشائرية بمحاربة تنظيم القاعدة ونجاحهم في تقليل نفوذ المسلحين في مدن عدة من المحافظة.لكن بعض ضواحي المحافظة الغربية ومنها الفلوجة، يشهد بين حين وآخر هجمات ضد الشرطة المحلية يقوم بها مسلحون يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة أو الفصائل المنضوية تحته، أشدها تفجيرات الأربعاء الماضية التي استهدفت مراكز أمنية بتسع محافظات عراقية، من بينها الانبار.يقول محمد جياد، وهو من السكان المحليين في الرمادي مركز محافظة الانبار: إن "الكثير من المواطنين يرتادون المقاهي الشعبية بعد الإفطار (المغرب)، هذه الأماكن باتت متنفسا لهم لمناقشة الأمور السياسية، واستعادة الذكريات على مر الزمن".ويضيف في حديث لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز): "لولا الحظر الليلي الذي تفرضه قوات الأمن من الساعة الثانية عشرة ليلاً، وحتى الفجر، فان الناس سيبقون إلى وقت متأخر من الليل"، متابعا القول "الهاجس الوحيد هو الوضع الأمني".وكثيرا ما يلجأ العراقيون، لاسيما سكان الانبار في شهر رمضان، إلى المقاهي الشعبية لتنظيم أمسيات ثقافية، أو مسابقات رمضانية، وأشهرها "المحيبس"، هربا من انقطاع التيار الكهربائي وحرارة الصيف.ويقول عبد الواحد الكبيسي وهو اختصاصي في علم النفس: إن "الكازينوهات (المقاهي) تبعث في النفس بعض الراحة لدى المواطنين، وترى أن أكثر رواد هذه الأماكن هم من الشباب".وتحدث قائد شرطة الانبار اللواء بهاء الكرخي عن الإجراءات المتخذة في رمضان بالقول: إن "القوات الأمنية اتخذت هذه الأيام إجراءات احترازية مشددة وتم اتخاذ الحيطة والحذر تحسبا لأي عمل إجرامي قد يلحق بهذه الأماكن (المقاهي)".وأضاف قائلا: "تم الإحكام على مداخل ومخارج المدينة من خلال الانتشار الواسع للقوات الأمنية"، مبينا أن "جميع العجلات والمركبات الداخلة والخارجة تخضع للتفتيش بصورة دقيقة للحفاظ على سلامة المواطنين في هذا الشهر الفضيل".وكشف الكرخي عن "انتشار عناصر الشرطة السرية في هذه الأماكن وفي الجوامع والأسواق أيضا، وان القوات الأمنية في هذا الوقت مسيطرة على المدينة مئة في المئة".إلا أن بسام الراوي أعرب عن قلقه من أن تستغل الجماعات المسلحة شهر رمضان في إثارة الطائفية وبالتالي عودة العنف إلى الانبار.وقال لـ(آكانيوز): "الإرهابيون يحاولون أن يعيدوا العراق إلى الحرب الأهلية، التفجيرات الأخيرة كانت خير دليل على ذلك، هناك ضعف في أداء القوات العراقية، فهي غير مستعدة لتسلم زمان الأمور بعد الانسحاب (الأميركي)".وكان الكثير من العراقيين يأملون أن تغير انتخابات آذار الماضي وضع البلاد وبخاصة الأمن والخدمات، في وقت لم يتمكن فيه الساسة العراقيون من تشكيل الحكومة برغم مرور نحو ستة أشهر على الانتخابات التي لم تظهر فائزا بشكل واضح.وتتزامن أزمة تشكيل الحكومة، مع زيادة في حدة الهجمات المسلحة، وكانت أشدها تفجيرات الأربعاء على مراكز الشرطة المحلية في تسع مدن عراقية والتي أوقعت المئات بين قتيل وجريح، وتبناها لاحقا تنظيم القاعدة في العراق.وبدأت القوات الأميركية القتالية انسحابها من البلاد، وفقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين واشنطن وبغداد، تمهيدا للإبقاء على نحو 50 ألف جندي لأغراض (الدعم والمشورة)، بعد أن كان العدد 150 ألفا في ذروة الحرب.rn
سكان الأنبار يستعيدون ذكرياتهم الرمضانية مع الأمسيات
نشر في: 29 أغسطس, 2010: 05:30 م