TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > رمضان في مصر..الكهرباء تتضامن مع الغلاء

رمضان في مصر..الكهرباء تتضامن مع الغلاء

نشر في: 29 أغسطس, 2010: 05:35 م

القاهرة / وكالة الأنباء الألمانية "كل سنة وأنت طيب،.ما أخبار الصوم معك في هذا الجو؟"، "ربنا يرحمنا برحمته من هذه النار"، "الله يعطينا القوة على الصيام في هذا الحر". هذه بعض العبارات التي تتردد على ألسنة الناس في القاهرة هذه الأيام، والتي تشير إلى معاناتهم أثناء الصوم هذه السنة، نظرا لموجة الحرارة المرتفعة والتي وصلت في بعض الأيام إلى 46 درجة مصحوبة بمعدلات رطوبة شديدة.
 وتصف "نجاة" الموظفة بإحدى الشركات الحكومية لوكالة الانباء الالمانية ، شهر رمضان الحالي بأنه الأصعب، لكونه تصادف مع شهر آب الذي يشهد ارتفاعا غير مسبوق لدرجات الحرارة هذا العام وترى أن يوم الصوم طويل هذه المرة على عكس السنة الماضية حيث كان وقت الإفطار في حوالي الساعة الخامسة، أما الآن فموعده قرب الساعة السابعة، مما يزيد الإحساس بالجفاف الشديد والعطش وخاصة في ظل الزحام الخانق في وسائل المواصلات. ولكن "نجاة" تؤكد في الوقت نفسه أن الصوم برغم صعوبته، إلا أن الأمل في الثواب الكبير عند الله هو الذي يجعل الناس يتحملون هذه الأجواء الرهيبة، كما أنها بدأت بتناول بعض الأدوية التي تمنع العطش في وجبة السحور، وذلك بعدما استمعت إلى إباحة مفتي الجمهورية لذلك بدافع الإعانة على الصوم. وتقول في حديث مع (دويتشه فيله) إنها كانت قبلا تخجل من البوح بضيقها من الصوم في هذا الطقس، إلا أن المفتي أعلن أيضا أن هناك الكثيرين يشكون من ذلك وأن الضيق لا يقلل الثواب، مشيرة إلى أن جدتها المريضة والكثيرين من كبار السن امتثلوا هذا العام لنصائح الأطباء بعدم الصوم، نظرا لصعوبة الأمر تحت ضغط درجات الحرارة.ظاهرة أخرى تبرز بقوة في رمضان في مصر الآن وهى غلاء أسعار المواد الغذائية بصورة كبيرة كما توضح "سعاد" ، ربة منزل، في حوارها مع (دويتشه فيله) وتقول "الأسعار أصبحت ناراً مثل الجو، ووصلت للضعف، فكيلو اللحم أصبح ب70 جنيهاً بدلاً من 40 قبل رمضان والدجاجة ب40 بدلا من25، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأرز والقمح بسبب حرائق روسيا التي أوقفت تصدير القمح لمصر، فأصبح الكيلو من أشهر الحلويات الرمضانية الكنافة والقطايف بـ6 جنيهات بدلا من 3". وتعتقد أن الأسماك ستكون "طعام الغلابة" هذا العام لأنها تعتبر السلعة الوحيدة الرخيصة حاليا، ويصل سعر الكيلو منها إلى 12 جنيها. وتشير سعاد إلى أن الأسر المصرية غيرت عاداتها الرمضانية هذا العام بسبب الغلاء، من ذلك مثلا شراء كيلو تمر فقط بدلا من 10 كالعادة، لأنه كان السلعة الأرخص التي تميز موائد رمضان، ولكن سعره قفز هذا العام إلى 15 جنيها بدلا من جنيهين. وترفض "سعاد" مقاطعة هذه السلع لأنها ضرورية لشهر رمضان وترى أن الأسر محدودة الدخل تكتفي فقط بشراء كميات قليلة لإدخال السعادة إلى أبنائها، وأيضا لاستخدامها في دعوات الأهل والأصدقاء إلى الإفطار، حيث أنه "لا يمكن أن نتذوق طعم رمضان من دون تجمع العائلات" على حد قولها. لكن جارتها "كريمة" لا تتفق معها في هذا الرأي، ورفعت شعار "لا لتلبية دعوات العائلة والأصدقاء هذا العام" لأنها لن تستطيع تحت وطأة الغلاء الحالي دعوتهم في المقابل. من جهة أخرى يشتكي آخرون من مشكلة جديدة ظهرت في رمضان هذا العام، وهي انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل والشوارع في معظم محافظات مصر بصورة يومية لمدة ساعتين وأكثر بقرارات من وزارة الكهرباء، وذلك بهدف ترشيد الاستهلاك، وتخفيف الضغط على محطات التوليد. وأرجعت الوزارة أسباب ذلك إلى كثافة معدلات الاستهلاك في رمضان سواء عبر السهر أمام المسلسلات الدرامية طوال الليل، أو تشغيل أجهزة التكييف بصورة مكثفة لمواجهة الحر  قضاء الليالي الرمضانية أمام المسلسلات التلفزيونية ويؤكد البعض أن الحكومة تزيد معاناتهم بقطع الكهرباء الذي يتسبب في إتلاف الأطعمة بالثلاجات، ويزيد من الإحساس بالضيق، خاصة مع اختفاء مظاهر الفرح في الشوارع بإضاءات الزينة الرمضانية التي منعتها السلطات هذا العام بحجة الترشيد، على الرغم من أن دول الخليج تستهلك أكثر من مصر ولا يتم قطع الكهرباء فيها.من ناحيته يعبر الخبير الاجتماعي محمود عطيه في حديثه مع (دويتشه فيله) عن رأيه بأن المصريين شعب يتسم بالتبذير في الاستهلاك، وأن المناسبات لديهم ترتبط بالطعام والشراب على حساب معناها الحقيقي، مثلما يحدث في شهر رمضان، مشيرا إلى احصاءات رسمية توضح أن الأسر تنفق 30 مليار جنيه على الطعام فقط في رمضان، إضافة إلى الاستهلاك الضخم للكهرباء والمياه.وفيما يتعلق بالغلاء يرى عطيه أن الكثيرين من الناس وحتى الفقراء اعتادوا السلبية وعدم مقاطعة المنتجات التي ترتفع أسعارها بسبب جشع التجار وغياب أجهزة الرقابة الحكومية، وأنهم يضطرون للاقتراض لشراء احتياجات رمضان، بهدف التباهي أمام الآخرين في موائد الإفطار. ويصف قرار الحكومة بقطع التيار الكهربائي يوميا لساعات بأنه الحل الوحيد في ظل انعدام ثقافة الوعي بترشيد الاستهلاك، والتي تحتاج، كما يقول، إلى جهود وسنوات طويلة حتى يتم إرساؤها.في أذهان المواطنين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram