نزار عبدالستارتجتذب نشاطات مؤسسة المدى جمهورا عريضا من المثقفين والمهتمين، وعادة ما تتشكل على الهامش ملتقيات مفتوحة تتفاعل بعفوية مع طقس المكان، والذي لا يخرج عن حيزين، الاول شارع المتنبي، والثاني اروقة جريدة المدى،
لكن ان تبتكر المدى نشاطا في الهواء الطلق، وعلى الخط السريع تحديدا، وفي ساعة متأخرة من الليل، ويتفاعل الجمهور مع هذا بحضور اكبر من المتوقع، وبحماسة اكثر من المعتاد، فان هذا يعد فرحة ملفتة تحسب للمثقف العراقي. لقد آثرت المدى ان تحتفل بالذكرى الثانية لاستشهاد كامل شياع في مسرح الجريمة، وابتكرت طقسا استذكاريا يليق بقامة شياع، ورغم صعوبة الظرف وتعقيدات الليل، وكون المكان غير مؤهل تماما للتفاعل الجماهيري، حسب القانون المروري، ولا يسمح بتواجد السابلة، الا ان ذلك لم يمنع اصدقاء الفقيد، وكل الذين يحلمون بثقافة عراقية جديدة من التواجد في المكان ليلا، واحياء الذكرى بما يليق بكامل شياع، ولم تمنعهم اشكالات البقاء الى مابعد منتصف الليل من التخلي عن واجب هو من اركان الثقافة: تقدير العطاء، وحفظ جميل الدم.المشهد الليلي الذي تحقق، امس الاول، كان، بحسب الرواة، دليل ايمان بمبدأ الحياة في سياقها الانساني البناء ورغبة عميقة في الاعلان عن الصوت الحر والكلمة الصادقة. لقد عبر المثقف العراقي عن امتنانه لما بذله كامل شياع من اجل العراق، واصراره على عدم الخوف، وسيره على الطريق بلا وجل او تردد. ان تفاعل المثقف العراقي مع اوجاعه واصراره على القيام بفعل مميز هو امر يدعو الى الفخر بالتأكيد وما نجاح المدى الا تجسيد لهذه المعاضدة التي نراها تستحق الاشادة والانتباه.
المدى على الخط السريع
نشر في: 29 أغسطس, 2010: 07:38 م