واسط / جبار بچاي
سنوات طوال وما تزال ظاهرة رمي النفايات ومخلفات البناء والسكراب وفتح مياه الصرف الصحي تعبث بنهر دجلة، بل حولته من نهر جميل كانت شطآنه مكاناً آمناً للعشاق ومتذوقي الجمال إلى نهر تعبث فيه الفوضى والخراب وتحولت أجزاء كبيرة من وسطه الى مزارع للخضار المختلفة وحلت المشيدات العشوائية في الأجزاء المتبقية سيما بعد تراجع منسوب المياه فيه.
ويقول مدير بلدية الكوت، محمد قاسم جاسم، في حديث لـ(المدى)، إن "أية مدينة لها نصيب مثل مدينة الكوت التي يحيط بها نهر دجلة من ثلاث جهات، لابد وأن تراعي هذه الميزة من خلال الاهتمام بهذا النهر وتحويل شطآنه الى متنزهات وحدائق وممرات جميلة وهذا ما عملنا عليه في السنة الأخيرة".
ويردف، أن "الحقيقة الماثلة للعيان أن النهر أن يمر في أسوأ حالاته بعد انحسار المياه فيه وتراجع مناسيبه بشكل مخيف الأمر الذي حول أجزاء كبيرة منه خاصة التي تقع خارج الحدود البلدية إلى مزارع وقرى نتيجة غياب المتابعة وفقدان الوعي لدى العابثين فيه".
ويكمل، أن "بلدية الكوت أخذت على عاتقها الاهتمام بهذا النهر على أقل تقدير من خلال تأهيل الكورنيش الممتد على طوله فكانت الخطوة الأولى إنشاء كورنيش الجامعة وهو من المشاريع الخدمية والترفيهية المهمة وأصبح متنفسا للأسر الواسطية، فضلاً عن مساهمته في فك الاختناقات المرورية عن وسط المدينة عامة وعن جامعة واسط على وجه الخصوص".
ويوضح، أن "هذا الجزء يبلغ طوله أكثر من 900 متر وبشارع ذو ممرين مع نصب إنارة حديثة وممر لممارسة رياضة الجري وهناك حدائق صغيرة على الجانب المطل على النهر".
ويؤكد، أن "البلدية أنجزت أيضا أجزاء من هذا الكورنيش منها كورنيش العزة، الجزء الرابط بين سدة الكوت والجسر الحديدي كذلك الجزء الممتد من جسر العزة باتجاه الجسر الحديدي في المقطع المجاور إلى مدينة الألعاب في الكوت وكورنيش تموز المرحلة الأولى الذي يعد الأطول ويمتد من جسر الكرامة الى موقع الرصيف النهري إضافة الى كورنيش الفلاحية الممتد من الجسر الحديدي باتجاه جسر الكرامة على يمين النهر كما تمت المباشرة مؤخراً بأهم جزء من كورنيش سدة الكوت والذي يعرف بكورنيش دور المعلمين الذي يقع عند مقدم سدة الكوت فيما سيتم لاحقا تطوير كورنيش زين القوس والذي يقع على يمين النهر في المقطع الممتد من الجسر الأحدب باتجاه بوابة المدينة الرياضية".
ويردف، أن "مجموع أطوال أعمال الكورنيش الذي ينفذ على نهر دجلة في مدينة الكوت وفي المدن الاخرى المطلة عليه يبلغ نحو عشرة كيلومترات تتوزع على تنفيذ كورنيش في الصويرة وآخر في النعمانية وكورنيش شيخ سعد والتي تنفذ تحت إشراف بلديات واسط".
من جانبه، يقول نائب رئيس منظمة الرافدين لحماية وتطوير الموارد المائية، علي حسين، خلال حديث لـ(المدى)، إن "طول النهر من نهاية سدة سامراء إلى جنوبي محافظة ميسان يبلغ 551 كيلو مترا وحدود النهر في محافظة واسط وحدها يبلغ 331 كيلو متراً بضمنها 150 كيلو متر تقع عليها أهم مدن المحافظة ابتداء من قضاء الصويرة وانتهاء بناحية شيخ سعد عند حدود محافظة ميسان".
ويضيف، أن "ما يتعرض له نهر دجلة من تجاوزات وانتهاكات صارخة يمثل جريمة لا يمكن السكوت عليها وعلى وزارة الموارد المائية القيام بدورها إزاء تلك التجاوزات والفوضى التي حولت النهر الى مكب للنفايات ومياه الصرف الصحي والمخلفات الصناعية والطبية".
ويبين، أن "الغياب التام لدور الموارد المائية بهذا الخصوص وإلا كيف يتم إنشاء مزارع وحقول وبناء قرى في حوض النهر وتسوية أجزاء كبيرة من حوضه لأغراض الزراعة وإشاعة الفوضى فيه".
ويتابع، أن "الاهتمام الأخير بالكورنيش المطل على النهر بحدود محافظة واسط خاصة مدينة الكوت شيء جيد ومفرح ويفيد الناس عامة كون تلك الاجزاء أصبحت أماكن ترفيهية جميلة ساعدت بفك الاختناقات المرورية لكن تبقى العلة قائمة في حوض النهر الذي يتعرض الى عملية تشويه لا مثيل لها". ويدعو علي حسين، "الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الموارد المائية ودوائرها في المحافظات إلى أخذ دورها الفاعل بمنع أي تجاوز على حوض النهر كذلك منع التجاوز على شطآنه من خلال انشاء الكثير من المشيدات التي اقيمت تحت عناوين مختلفة".