TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > الانسحاب الأميركي: مخلفات التبذير فـي العراق

الانسحاب الأميركي: مخلفات التبذير فـي العراق

نشر في: 29 أغسطس, 2010: 08:15 م

 عن: لوس انجلس تايمزلم تكن 53 مليار دولار في جهد اعادة البناء الامريكي في العراق بدون نجاحات، لكن التخطيط السيئ والعنف والفشل في استشارة العراقيين زحزحت العديد من المشاريع وهو ما سيكون درسا مهما في افغانستان.
كانت هناك مجموعة من السجون التي لن تستعمل ابدا تنهض في الصحراء على حافة هذه البلدة المتربة شمال بغداد تمثل نصبا ضخما للوعد الامريكي الهائل المتمثل في 53 مليار دولار في جهد اعادة الاعمار. اعادة البناء بدأت في ايار من عام 2004 في الوقت الذي كانت تتدفق فيه الاموال الامريكية الى البلاد والذي حدثت فيه ارتفاعات ضخمة للكلفة بسرعة ثم انفجر العنف في المنطقة وتم قتل مدير المشروع في مكتبه. الحكومة العراقية من جهتها قالت انها لم تكن تريد او تحتاج الى سجن وتم ترك المشروع عام 2007 لكن بعد ان تم صرف 40 مليون دولار من اموال دافعي الضرائب في الولايات المتحدة. ان هذا السجن هو واحد من الامثلة الاكثر وضوحا على ما كانت عليه مخلفات التبذير في المال بالنسبة للولايات المتحدة في مجال برنامج اعادة الاعمار. حسب ستيوارت بوين مدير مكتب المفتش العام الخاص باعادة الاعمار في العراق والذي دقق في هذا المشروع بالاضافة الى العديد من المشاريع الأخرى التي تملأ الواقع الحقيقي في العراق. وبينما تنتهي المهمة القتالية للقوات الامريكية في العراق خلال هذا الاسبوع رسميا وتقوم واشنطن بتصفية مشاريع اعادة الاعمار يشكو الكثير من العراقيين ان الولايات المتحدة قد خلفت القليل في مجال الاستثمار الذي وعد به الرئيس السابق بوش عام 2003 حيث يتم تكوين مشروع مواز لمشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية في مجالاته وانجازاته. يقول وزير التخطيط العراقي علي بابان"انني اشعر بالاسف لأن الولايات المتحدة قد صرفت الكثير من الاموال بدون نتائج ملموسة"مضيفا"ان الشعب العراقي قد سمع الكثير عن المساعدة الامريكية لكنهم في الحقيقة لم يلمسوها او يحسوا بها". يقول بعض المسؤولين ان العديد من الاشياء قد ذهبت بالخطأ وعند النظر الى الوراء خلال السبع سنوات الماضية من العثرات والنجاحات التي يمكن ان تعطي دروسا من اجل المشاريع المماثلة في افغانستان حيث يتوقع ان يتخطى جهد اعادة الاعمار في افغانستان ذلك الموجود في العراق. وتحت ضغط اعطاء النتائج بسرعة، قامت الولايات المتحدة بعدم منح اي عرض للشركات الصغيرة التي ليست لديها معرفة بالبلاد والتي استأجرتها للمساعدة في اعادة الاعمار، فالمشاريع تم التخطيط لها بشكل عشوائي ونفذت بشكل سيئ، ومع ارتفاع وتيرة العنف في العراق اصبحت تلك المشاريع اما محطمة او ازدادت كلفتها بسبب الحاجة الى تزويدها بالحماية من الناحية الأمنية، وربما يكون الاكثر اهمية ما قاله بعض المسؤولين من ان العراقيين لم يتم استشارتهم حول اي من المشاريع سيكون في الحقيقة مفيدا لهم. يقول السيد بابان وزير التخطيط"ان الحكومة العراقية قد اخذت فقط 300 مشروع من مجموع 1500 مشروع قد تم تسليمها من قبل الولايات المتحدة بينما تم وضع البقية على الرف"مضيفا انها كانت رديئة جدا لكي تستمر او غير محتاجين لها او غيرمكتملة وتفتقد الى التوثيق المتعلق بالخطط والمتعاقدين الذين يحتاجهم العراقيون لانهائها. يقول ستيوارت بوين"لقد تم صرف كل ذلك بشكل سيئ على الاطلاق"وهناك حوالي 20 مليار دولار قد تم صرفها لتدريب وتجهيز قوات الامن العراقية وهو الاستثمار الوحيد الذي تم دفعه بشكل مهم حيث استطاعت قوات الجيش والشرطة ان تسيطر بشكل معقول على الوضع الامني بينما تغادر القوات الامريكية الى بلادها. ربما لاشيء يمثل فشل التطلعات الامريكية في العراق اكثر من مشكلة الكهرباء ففي عام 2003 اعلنت السلطة الامريكية الحديثة في العراق عن خطط لزيادة توليد الطاقة الى6000 ميغا واط في اليوم في صيف 2004 وهو ما يعطي دفعة كبيرة للكهرباء مقارنة بعهد صدام حسين لكننا الان وبعد مرور ستة فصول من الصيف وصرف 4,9 مليار دولار من مال دافعي الضرائب الامريكان مازال العراقيون يتصببون عرقا في درجات حرارة وصلت الى 50 درجة مئوية دون ان يكون هناك سوى بضع ساعات من الكهرباء بينما وصلت ذروة الانتاج المحلي الى 5500 ميغا واط وهو مازاد الغضب الشعبي وخروج مظاهرات تحتج على نقص الكهرباء والتي تحولت الى عنف في بعض الاحيان. ويعد المسؤولون الامريكيون هذا النقص جزئيا نتيجة لارتفاع الطلب على الكهرباء كما ان البضائع الاستهلاكية قد تدفقت بشكل كبير على البلاد بعد اكثر من عقد على العقوبات والحروب وهو ما يجعل العراق بحاجة الى 14 ألف ميغا واط حسب التخمينات. ترجمة: عمار كاظم محمد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram