رام الله/ الوكالات بعد غدِ الخميس ستنطلق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، في واشنطن ، بحضور الرئيس الاميركي ووزيرة الخارجية ، فضلا عن مشاركة الرئيس المصري والملك الاردني ، في سبيل دفعها الى النجاح هذه المرة .
غير ان التقارير تفيد ان " معضلات " و " مشكلات " حقيقية تعترض تلك المفاوضت ، اهمها ، خشية الفلسطينيين من استمرار اسرائيل بالاستيطان ، ولذلك عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الاحد عن ذلك بالقول " ان اسرائيل ستكون المسؤولة في حال فشل الجولة الجديدة من المحادثات برعاية امريكية اذا استمرت في الاستيطان في الاراضي المحتلة " .وقال عباس في كلمة وجهها الى الشعب الفلسطيني عبر التلفزيون: "ان حكومة اسرائيل سوف تتحمل وحدها المسؤولية عن تهديد هذه المفاوضات بالانهيار والفشل في حال استمرار التوسع الاستيطاني بجميع مظاهره واشكاله في سائر انحاء الاراضي الفلسطينية التي احتلت في عام 1967".وكانت اسرائيل قد قررت تجميد الاستيطان جزئيا في تشرين الثاني لمدة 10 اشهر، بضغط من الولايات المتحدة التي تعارض التوسع الاستيطاني وبهدف اقناع الفلسطينيين بالمحادثات.الا ان التجميد لم يرض الفلسطينيين، خاصة وانه استثنى الاراضي التي ضمتها اسرائيل الى القدس وهو الضم الذي لم يعترف به المجتمع الدولي.واعرب عباس عن امله في وجود شريك اسرائيلي لتحقيق السلام معه وقال: "في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ المنطقة فاننا نأمل ان نجد لنا في اسرائيل شريكا قادرا على اتخاذ قرارات ومواقف جوهرية ومسؤولة نحو انهاء الاحتلال وضمان الامن الحقيقي لكلا الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي".ولاقى قرار عباس الموافقة على قبول الدعوة الامريكية لاجراء مفاوضات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي ردود فعل متباينة في الشارع الفلسطيني من بينها محاولة عقد مؤتمر وطني بمشاركة عدد من الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة للدعوة الى رفض الذهاب الى هذه المفاوضات دون مرجعيات واضحة.وحاول عباس في كلمته طمأنة الشعب الفلسطيني ان المفاوضات المباشرة ستتناول "كافة قضايا الوضع النهائي والتي تشمل القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والامن والمياه والافراج عن الاسرى."ويرى المراقبون ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ستكون امام اختبار حقيقي في 26 ايلول القادم عند انتهاء المدة التي اعلنت فيها اسرائيل عن تجميد مؤقت ومحدد للنشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية.وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ان الرئيس الامريكي باراك اوباما اكد لعباس في رسالة بعث له بها في آب الماضي على استمرار تجميد الاستيطان في حال موافقته على الدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي.من جهته قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه لم يعد الولايات المتحدة بمواصلة التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية حسب ما نقل عنه الاثنين مسؤول حزبي اسرائيلي، مع اقتراب استئناف المفاوضات المباشرة الخميس مع الفلسطينيين.واضاف هذا المسؤول نقلا عن تصريحات ادلى بها الاحد نتانياهو في اجتماع وزراء حزب الليكود "لم نقدم اي مقترح للاميركيين بشأن تمديد التجميد ولم تتخذ الحكومة اي قرار جديد حول هذه المسالة". وكان نتانياهو يشير الى تاريخ 26 ايلول موعد انتهاء سريان قرار تجميد جزئي للاستيطان في مستوطنات الضفة الغربية اتخذته حكومته في تشرين الثاني الماضي.واضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته ان نتانياهو صرح "قلنا ان مستقبل المستوطنات سيتم بحثه اثناء المباحثات الخاصة بالاتفاق النهائي مع باقي القضايا".واكد نتانياهو انه لم يتبن اقتراح الوزير المكلف بأجهزة الاستخبارات دان ميريدور مواصلة التجميد في المستوطنات الصغيرة المعزولة واستئناف البناء في المستوطنات الكبرى التي تنوي اسرائيل ضمها.
عباس يخشى من استمرار الاستيطان.. ونتنياهو يقول لاتجميد
نشر في: 30 أغسطس, 2010: 05:59 م