لن أفعل شيئا سوى نقل مجموعة من التساؤلات التي يطرحها المواطنون بما في ذلك الشريحة التي تنتمي الى الاحزاب المتنفذة في السلطة ، وشخصيا أشارك هؤلاء المواطنين تساؤلاتهم ومخاوفهم واستغرابهم أيضا من سلوك حكومتنا الرشيدة خصوصا مع تصاعد وتائر الأزمة بين أربيل وبغداد .
لماذا افتعال الأزمة الآن خصوصا وانها ليست مطروحة كعائق أو معيق لأعمال من الممكن أن تقوم بها الحكومة لخدمة المواطن ؟
لماذا التصعيد الى حد الصدام العسكري ومن المستفيد منه في النهاية ؟
لماذا يا حكومتنا لم يرف لك جفن وانت تشاهدين ، بجلالة قدرك ، كيف غرقت المدن وانقطعت الطرق وتهدمت الدور على رؤوس ساكنيها من أول زخة مطر ؟
لماذا وصلت حدود الاتهامات والتراشقات الى بيت الحكومة ، بين الناطق باسمها وبين المتحدث باسم مكتب رئيسها ؟
لماذا يا حكومة الاتفاقات وصل الفساد المالي في البلاد الى اعلى المستويات ، صفقة الأسلحة الروسية أنموذجا ؟
لماذا تسحب الحكومة الموقرة 70 مليار دينار من مخصصات السكن والثقافة وتحوّلها الى ميزانية الدفاع من أجل شراء طائرات رئاسية لتنقل المسؤولين الكبار ، وايهما افضل للبلد راحة المسؤول بتنقلاته أم توفير سكن لمواطنين لاتنهار سقوف منازلهم عليهم مع أول زخة مطر، مع ان المواطن غسل يديه من شيء اسمه ثقافة وأصبحت من آخر اهتماماته ؟
حقيقة آلاف الأسئلة من هذا النوع وغيرها يتداولها الشارع العراقي دون أن يجد لها آذانا صاغية ، تحترم معاناته وتساؤلاته ورغبته في ان يعرف حقيقة ما يجري في هذا البلد ، وما يفرح الحكومة هو موضع حزن وتندر لدى المواطن ، خصوصا عندما يجري الحديث عن ارتفاع معدلات تصدير النفط ووصول ميزانية البلاد الى 113 مليارا من الدولارات ، لانه أساسا لم يعد معنيا بهذه الأرقام المخيفة وهو يلمس بيديه ويرى بأم عينه مستوى الخدمات المتدني بل والمعدوم في قطاعات عديدة ، التي تزيد من حجمها وتأثيراتها الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد والعباد معا !
اسئلة تحتاج الى اجابات واضحة من الحكومة ، التي عليها أن تتواضع أمام أصحاب الأصابع البنفسجية وتقول لهم لماذا وكيف ومن والى أين ؟ سنذهب مع الحكومة من باب حسن النيّة ، ونعترف ببياناتها ومشاريعها العملاقة وتقدم البلاد وانجازاتها الضخمة ، حسب تعبير أحد قادتها ، ولن نكذب احدا ، فمسؤولونا لايكذبون ، فقد تعلموا منذ المرحلة الابتدائية ان الكذب حرام ، وتعلمنا معهم منذ نعومة اظافرنا في بيوتنا ان الذي يكذب يكون مأواه جهنم وبئس المصير ، وكما تقول الاغنية " اللي يكذب وين يروح .. يروح للنار " .. نقول سنذهب مع الحكومة ، لكن عليها ان تأتي معنا لدقائق فقط وتخوض مع المواطنين في مستنقعات الماء الآسن في أكثر شوارع بغداد والمحافظات الأخرى ، أن تأتي معنا فقط لدقائق وتزور مدارس الطين والـ 70 طالبا في الصف الواحد ، ان تأتي معنا وتنظر بعينيها الجميلتين أكوام النفايات .. عندها سنطلب منها ان تسألنا هي سؤالا واحدا ..
نصدّقها أم لا؟