ميسان/ واعللعيد في المناطق البدوية من ميسان تقاليد أصيلة وطقوس مستمدة من الشريعة الإسلامية، إذ تحتفل العوائل البدوية شأنها شأن العوائل العراقية بالعيد ولكن بطريقة وبعادات متوارثة بقيت محافظة عليها برغم التطور والتحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي طرأت على المجتمع الميساني.
يقول الشيخ جلال طرار الخفاجي وهو شيخ عموم خفاجة في ميسان: ان “عادات البدو مستمدة جميعها من الإسلام وقد توارثوا ذلك عن الآباء والأجداد، حتى تحولت تلك العقائد الى عادات اجتماعية، ومن هذه العادات هي رؤية الهلال في الليلة الأخيرة من شهر رمضان”.وأضاف الخفاجي: ان “البدوي كان يستدل على معرفة نهاية شهر رمضان وحلول عيد الفطر من خلال مراقبة الهلال وخاصة في الايام التي تكون فيها السماء صافية، فإذا تمت رؤية الهلال من قبل احدهم، دل عليه بالإشارة حتى يراه من معه ليشهدوا معه على رؤيته”، لافتا الى انه “بعد ثبوت الرؤية يصدر شيخ العشيرة أمره بانتهاء الصيام وبدء العيد، إذ ان الشيخ كان سابقا يمثل جميع السلطات الروحية والعشائرية بسبب عزلة المناطق البدوية عن المناطق الحضرية في ذلك الوقت وعدم وجود وسائل اتصال حديثة كما يحدث في الوقت الحاضر”.وتابع: “أما في الوقت الحاضر وبرغم التغيرات الاجتماعية ووسائل الاتصال الحديثة بقي البدوي محافظا على عاداته، لكونها متوارثة ومستمدة تعاليمها من الشريعة الإسلامية وهي لاتختلف اختلافا كثيرا عن العادات والتقاليد الخاصة بشهر رمضان وعيد الفطر في المجتمعات الحضرية والريفية، ومنها تجمع بعض وجهاء المنطقة في أول أيام العيد لتهنئة الجيران بيتا بيتا والسؤال عن أحوالهم وزيارة مرضاهم”.وقال الخفاجي: ان من العادات البدوية الأخرى “استغلال أيام العيد وجعله فرصة طيبة لإتمام حفلات الخطوبة والزواج لتكون الفرحة مضاعفة، وتؤرخ الكثير من الحوادث المهمة لأبناء البدو لاقتران حدوثها في العيد”.أما رسن ضاحي الخفاجي من أهالي قضاء علي الغربي فبين “أن العيد في المناطق البدوية في ميسان لا يختلف كثيرا في عاداته عن المناطق الريفية لكون البدوي دائم الترحال ويكون سكنه دائما بالقرب من المناطق الريفية ”.واستدرك قائلا: “لكن هناك تقاليد ينفرد فيها البدو عن غيرهم وهي انه اذا ثبت العيد يجتمعون في بيت الشيخ، ويطلقون العيارات النارية،لإبلاغ المناطق المجاورة ببدء أول أيام عيد الفطر المبارك، فهو أشبه بسباق تتبارى العشائر فيما بينها للإبلاغ عنه”.وأضاف رسن ضاحي الخفاجي: “من التقاليد المشابهة لتقاليد الأرياف هو توجه الاهالى في أول أيام العيد إلى مضيف شيخ العشيرة الذي ينحرالذبائح التي غالبا ماتكون من الإبل على شرف المهنئين”.ويستذكر عبد الله عبيد وهو احد الوجهاء من منطقة الوحدة الإسلامية وهي مركز تواجد البدو في محافظة ميسان “ كنا قديما نرتدي ملابسنا الجديدة ونستحم ليلاً ، أو فجراً ، في صباح اليوم الأول للعيد ونذهب لأقرب مسجد لأداء شعائر صلاة العيد”.وبشأن عادات وتقاليد البدو خلال أيام عيد الفطر المبارك أوضح الباحث الميساني محسن داغر ان“ هناك عادات وتقاليد متوارثة ينفرد بها البدوي عن غيره من طبقات المجتمع وهي عملية إشعال النار في المناطق المرتفعة لإبلاغ العشائر الأخرى عن بدء العيد”.وأضاف داغر: “من العادات الأخرى للبدوي هي استقباله للمهنئين بإطلاق العيارات النارية، وهي تعبير عن الابتهاج والسرور بقدوم العيد ، كما ان السهرة عادة ما تكون عند الوجيه أو الشيخ و يمكن ان تستمر الى ساعة متأخرة من الليل”.rn
رمضان البدو في ميسان .. تقاليد وطقوس أصيلة
نشر في: 30 أغسطس, 2010: 06:15 م