اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > العراقيون عن الأمطار: نحتاجها ونخشاها!

العراقيون عن الأمطار: نحتاجها ونخشاها!

نشر في: 6 فبراير, 2024: 11:24 م

 المدى/ ذو الفقار يوسف

تلازم سلوان حيرة مسائية كلما حل الشتاء في العراق، اذ ان عمله مشروط بصحوة الاجواء وصفائها، يتابع النشرات واخبار الطقس خائفا من التحذيرات التي توجه للعراقيين بين الحين والآخر من المتنبئين الجويين، أن ارتدوا المعاطف،

واحملوا المظلات، ولا تقربوا أعمدة الكهرباء وتلافوا الشوارع الغارقة بالمياه، فهناك ازمة مؤقتة تحل على العراق، كنا قد احببنا وجودها من قبل كما بقية الدول، الا انه هذه المرة سيحل علينا بوجهه الاخر، فالمطر قادم أيها العراقيون.. فاحذروه!

وبالرغم من ان الجميع يتفق على أهمية وجمال وجود المطر في حياتنا، اذ انه محرك الخصوبة، وسيد الزرع والغذاء، وصانع سر الحياة، فقطراته التي اعتدنا على ان نشكر السماء عليها هي حياة لكل الكائنات، ومن جانب آخر فان المطر هو مادة للتفكر لدى المبدعين بكافة عناوينهم، وعشقنا له لا يختلف عليه اثنان، الا ان العراقيين قد زاد كدرهم كلما اقترب فصل الشتاء، فبالرغم من شدة الحر في الصيف الا انهم يعانون في موسم الشتاء من منغصات زادت من همهم وجعلتهم يواجهون صعوبة إضافية في الحياة.

هدية الله ولكن!

ويخاف محمد عادل (34 عاما) كلما اقترب هذا الموسم، اذ يقول مبررا شعوره: إن "الغرق هو اول الأسباب، وخصوصا في المناطق التي تخلو من الخدمات". مشيرا الى، ان "المطر يهدد منزلي بالغرق دائما لعدم وجود نظام صرف صحي جيد في منطقتي".

يضيف عادل في حديثه لـ(المدى)، ان "غرق الشوارع يجعل من المياه تدخل الى المنازل كالأمواج لتغرقها، مما يسبب تلف الأثاث المنزلي والاجهزة الكهربائية، فضلا عن الامراض التي تصيبنا كلما امطرت لعدة أيام متتالية".

يؤكد عادل، انه "كيف لأي بشر ان يكره المطر، انه هدية الله الينا، الا ان غياب الخدمات وسوء البنى التحتية للبلد جعلنا ندعو الله ان لا يجعل الامطار تستمر لأكثر من ساعات قليلة من الزمن خوفا مما قد يحدث"، منوها الى، انه ذات مرة وصلت مياه الامطار الى غرفة نومه لتصيب فراشه بالبلل، ساخرا من وضعه في ذلك الوقت ليقول مبتسما: "كانت اول مرة اقوم بتجربة النوم على فراش مملوء بالمياه كما ذلك الذي نراه في الإعلانات التجارية!".

العراق بين دول المنبع والغرق

وتتفاقم ازمة نقص المياه في البلد خلال السنوات السابقة، فالعديد من المسببات جعلت العراق مهددا بالتصحر منها تغير المناخ وسوء استخدام المياه، فضلا عن تراجع الاطلاقات المائية وانعدامها من قبل دول المنبع (ايران وتركيا وسوريا)، لتبرز مشكلة عصية الحلول لترافق مشاكل العراق المتعددة.

وبينما تواجه الحكومة هذه الازمة ببطء، صار العراقيون يعانون الامرين عندما يتعلق الامر بحياتهم في بلدهم، فنار التصحر موقدة، والخوف من وابل المطر يهددهم من الناحية الأخرى، اذ يؤكد علي الساعدي (44 عاما)، والذي يعمل كسائق سيارة اجرة، بانه "لعدم وجود إجراءات صحيحة وحقيقية من الحكومة اصبح المطر عائقا لعملنا وتحصيلنا لقمة عيش، فما ان يهطل المطر في العراق الا وتجد اغلب الشوارع قد غرقت بالمياه، فضلا عن ان هناك مناطق غير مخدومة من حيث اكساء الشوارع، مما يجعلها مليئة بالمياه الآسنة والاطيان، اذ ان العجلات التي نستوردها من خارج البلد ذات جودة رديئة حيث تصيبها مياه الامطار بالأعطال المستمرة، ناهيك عن زحام الشوارع الذي يرافق المطر كل مرة".

يؤكد الساعدي في حديثه لـ(المدى): "نحن نطلع دائما على الدول التي يهطل فيها المطر ولمدة أيام وفي أحيان أخرى يصل هطول المطر لأسابيع، الا اننا نرى ان هذه الدول تستطيع عبر حكوماتها كيفية السيطرة على الكميات الضخمة من الامطار لكي لا تؤثر على المواطن"، منوها إلى؛ "بإمكانكم ان تعملوا استبيانا لمن يريد ان يكمل عملا ما له اثناء هطول المطر او بعد هطوله في البلد، حتما ستجد ان العديد سيؤجل عمله الى ان تفرغ الشوارع من المياه".

نزار قباني وأسطورة الصخرة

ومن منا ينسى تلك الحادثة التي وقعت عام 2013، اذ خرجت الحكومة والجهات المعنية بعد غرق شوارع بغداد بمياه الامطار معلنة عن السبب، وهو ان هناك جهات قامت بإلقاء صخرة وزنها 150 كغم في شبكات الصرف الصحي ما تسبب في إغلاقها، اذ اصبح هذا التصريح حينها موضع سخرية العراقيين اجمع، بينما تتردد ذكرى هذا التصريح كلما غرقت العاصمة بغداد بمياه الامطار لتصبح اسطورة خالدة على مر السنين.

يؤكد المدرس هاشم الاعرجي (48 عاما) الذي يمتهن التعليم في احدى مدارس بغداد، لـ(المدى) انه ما يزال يتذكر الواقعة كلما امطرت الدنيا لتغرق ساحة المدرسة التي يعمل بها، مستدركا، انه "بالرغم من تراجع نسبة غرق الشوارع في العاصمة الا ان حلول الحكومة جزئية في هذا الجانب، فهي توفر آليات لسحب المياه من الشوارع كلما امطرت السماء، وهذه العملية غير ناجحة دائما لكونها تأخذ وقتا طويلا للمعالجة".

ويبين الاعرجي، انه "يجب على الحكومة إعادة النظر بالبنى التحتية في البلد وخصوصا في نظام الصرف الصحي واكساء الشوارع واستغلال هذه المياه بالطريقة الأفضل لكوننا نمر بأزمة جفاف مستمرة ونواجه خطر التصحر، ولكن بشرط ان لا تتكرر علينا المآسي التي واجهناها منذ أيام الصخرة التي أغلقت شبكات الصرف الصحي في بغداد الى اليوم". مستبدلا الشطر الثاني من بيت شعري قاله الشاعر نزار قباني في حبيبته ليقول: "أخاف ان تمطر الدنيا ولستِ معي.. فمنذ رحتي وعندي عقدة (الصخر)!".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد
سياسية

الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد

بغداد/ تميم الحسنيقترب الجيش التركي أكثر من مدينة دهوك في وقت يعلن فيه رئيس الحكومة محمد السوداني اكتمال الربط الكهربائي مع انقرة.ويعتقد ان بغداد تقدم "تنازلات" لتركيا لتكون بديلا عن الولايات المتحدة التي قد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram