TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > ما زالت مدافئ النفط تغزو بيوت العراقيين

ما زالت مدافئ النفط تغزو بيوت العراقيين

نشر في: 7 فبراير, 2024: 11:41 م

 متابعة / المدى

كما في كل فصل شتاء، تسجل العديد من حوادث الاختناق واندلاع النيران في العراق بسبب وسائل التدفئة المعتمدة على الغاز والمازوت، وخاصة في المناطق التي تتميز ببرودة طقسها، كما في محافظات إقليم كردستان، حيث تتدنى درجات الحرارة لما دون الصفر. وفي أحدثها، ما شهدته محافظة دهوك الشمالية، قبل أيام، من مصرع 3 أفراد من عائلة واحدة جراء انفجار مدفأة غازية في منزلهم، وما شهدته مطلع الأسبوع الجاري إحدى القرى في محافظة السليمانية شمالي البلاد، من وفاة طالب يبلغ من العمر 12 عاما، وإصابة عدد آخر من طلاب مدرسة ابتدائية بضيق تنفس، جراء استنشاق الغازات المنبعثة من مدفأة نفطية داخل الصف الدراسي، وفق ما أعلن سامان نادر، مدير مركز الإسعاف والطوارئ في السليمانية.
وتزيد مثل هذه الحوادث المطالبات بضرورة معالجة مسبباتها، وأبرزها شح الطاقة الكهربائية، ما يدفع الناس للاعتماد على طرق تدفئة تقليدية بدائية وغير آمنة، نتيجة انبعاثات الغاز والدخان منها في أماكن مغلقة وبلا تهوية في ظل البرد القارس. في هذا الصدد، تقول الخبيرة في مجال التوعية الصحية، شاتو جمال، في تصريح صحفي:
لا شك أن النقص الحاد في الكهرباء هو السبب الأول وراء وقوع هكذا حوادث، حيث يتم اللجوء لوسائل تدفئة تعتمد على المشتقات النفطية، وهو ما ينطوي على مخاطر صحية جمة تصل للتسمم والموت حرقا أو اختناقا.
لكن على الأقل بالنسبة للمستشفيات والمدارس والمخيمات والمرافق العامة، يجب تزويدها بالطاقة بشكل متواصل وكاف على مدار الساعة، بحيث يتم توفير التدفئة عبر الأجهزة الكهربائية كالمكيفات الهوائية، والتي هي خيار آمن.
ويبقى غياب الوعي الصحي بخطورة المدافئ النفطية والغازية وسوء استخدامها، هو الآخر سببا في وقوع حوادث الموت بفعل الحرائق والغازات والأبخرة السامة مثل أول أوكسيد الكربون، التي تنفثها أجهزة التدفئة تلك، والتي ترتفع درجة خطورتها مع استخدامها على مدى ساعات ولا سيما خلال الخلود للنوم، أو في غرف وبيئات مغلقة لا تتم تهويتها.
بدوره، يقول المواطن العراقي روند محمد، في حديث صحفي:
لا بديل أمام الناس غير اعتماد هذه التدفئة رغم مخاطرها، حيث أنها قياسا بارتفاع أسعار الكهرباء التي توفرها المولدات الأخرى، تعد خيارا مناسبا خاصة في ظل تأخر صرف الرواتب وارتفاع الأسعار على وقع الفارق بين سعري صرف الدولار الرسمي والموازي.
فمثلا كي تتمكن من تشغيل مكيف الهواء من خلال كهرباء المولدات، فإنك بحاجة للاشتراك بما لا يقل عن 15 أمبير، وهو ما يعني أن تدفع شهريا ما يقارب 200 دولار وهو رقم ليس باليسير بالنسبة لمحدودي الدخل وحتى لمتوسطيه.
ولهذا فالمطالبة بالكف عن استخدام وسائل التدفئة النفطية غير واقعية، وبدلا من ذلك فالمطلوب هو تعريف الناس بالطريقة الأمثل للتعاطي معها، والتخفيف قدر المستطاع من تأثيراتها السلبية الضارة على الصحة والبيئة. هذا ويعاني العراق طيلة العقود المنصرمة من عجز في توفير الطاقة الكهربائية، حيث ينتج نحو 26 ألف ميغاواط من الكهرباء، في حين أن حاجة البلاد تصل لقرابة 35 ألف ميغاواط.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

علماء يكشفون أن العراق مهد أول حكومة مركزية في التاريخ

فنان موصلي يجسد عظمة الحضارة الآشورية بألواح مسمارية تحاكي تاريخ بلاد الرافدين

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

القلق والاغتراب الوجودي في "بانتظار غودو" في اتحاد الأدباء

اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية

مقالات ذات صلة

بيت المدى يستذكر القاص والروائي الراحل أحمد خلف

بيت المدى يستذكر القاص والروائي الراحل أحمد خلف

رئيس المجمع العلمي العراقي: أحمد خلف الطهر العميق يمشي على رجلين حنون مجيد: في معظم مؤلفاته، يمتلك حمية على القيمة الفنية في العمل الأدبي عمر السراي: أحمد خلف لا يمثل أديباً فحسب، فهو في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram