الموصل/ نوزت شمدين حذر وترقب، اقل ما يمكن أن يوصف به الحال في الشارع الموصلي، وهو يتابع انسحاب القوات الاميركية، دون ان يعرف تحديداً كم سيؤثر ذلك على الوضع الأمني في المدينة التي تعاني من تحديات تظهر دون إنذار سابق ،
والانقسام واضح بشكل جلي، بين مؤيد ومعارض لهذا الانسحاب، فمنهم من يرى أن الاميركيين سيخلفون وراءهم فجوة لن يكون بمقدرة القوات العراقية ملؤها، مما يعني عودة الانفلات واستمرار دوامة العنف، وآخرون يجدون أن الجيش والشرطة العراقيين سيكونان أمام اختبار تأهيلهما، وأنه الوقت المناسب لكي يقولا كلمتهما، ويعتمدان على نفسهما بشكل كامل. rn ترحيب بالانسحابوكان مجلس محافظة نينوى، وعلى لسان عبد الرحيم الشمري رئيس لجنة الامن والدفاع قد رحب بالانسحاب الأميركي، ودعا القوات الأمنية العراقية إلى القيام بمسؤولياتها على الوجه الأمثل، كما طالب الحكومة المركزية بضرورة فتح باب التطويع أمام أبناء نينوى في الشرطة والجيش. الإعلاميون والصحفيون العاملون في مدينة الموصل، وبحكم تماسهم المباشر مع الحدث، تباينت آراؤهم حول عملية الانسحاب، حيث قال الصحفي شاكر محمود، بان القوات الأميركية كانت ستنسحب عاجلاً أم آجلاً، لكن المشكلة لاتتعلق بها، وهي أصلا حافظت على تواجد قليل خلال الفترة الماضية، وظهورها كان محدوداً وبرفقة قوات عراقية، ومع ذلك بدا الإرهابيون يستهدفون عناصر الشرطة والجيش والمواطنين الأبرياء. كانت الذريعة التي نسمعها دائما هي وجود قوات الاحتلال، وان عمليات التفجير في الشوارع والأسواق كانت تبرر أنها ضد تلك القوات، والان هذه القوات انسحبت، فماذا يستهدفون في الأسواق والشوارع والمناطق السكنية الآمنة؟؟ rnالوحدة الوطنية الصحفي الرائد صباح الأطرش ذكر أن هناك من يرى بان القوات الأمنية العراقية ، ليست مؤهلة تماما لملء الفراغ الأمني الذي ستحدثه هذه القوات بعد انسحاب القوات الاميركية، وسيتسبب ذلك بتهديدات أمنية تشكل خطورة بالغة على العراقيين، وقد يجر إلى تدخلات أجنبية وإقليمية أخرى، على سيادة وامن البلد، ومنهم من عبر عن فرحته وسعادته بهذا الانسحاب وعده يوما لخلاص العراق. وأضاف: أن الانسحاب لا يخلو من فائدة، على صعيد توحيد الصفوف وتدعيم الوحدة الوطنية وخوض غمار معركة إعادة البناء، برؤى وأفكار وسواعد متعاونة، لها هدف واحد هو العراق ولا غير العراق وهذا ليس بعصي عن العراقيين ولديهم من تاريخهم العريق خير العبر وافضل الدروس اذا خلصت النوايا واتحدت الآراء. الجماعات المسلحة الصحفي يونس فتحي قال: في ظل المنعرج الذي دخلت فيه العملية السياسية في العراق بعد تعثر تشكيل الحكومة كل هذه الأشهر، فان المستفيد الوحيد من الانسحاب الاميركي هي الجماعات المسلحة، التي أخذت تنشط يوماً بعد آخر، لكي تترك انطباعاً لدى الجميع، بمقدرتها على زعزعة الوضع متى شاءت، او أنها بدأت اختبارات مبكرة، لمدى قدرة الأجهزة الأمنية العراقية في التصدي لها. وبين: بأن مدينة الموصل المجيشة منذ اكثر من عامين ونصف، تعيش هذه الأيام قلقاً بالغاً، خصوصاً مع التهديدات التي أطلقتها الجماعات المسلحة، والتي قابلها انتشار كثيف لقوات الجيش في مختلف المناطق.
فـي محافظة نينوى ..إعلاميون: الانسحاب يعني توحيد الصفوف وتدعيم الوحدة الوطنية
نشر في: 30 أغسطس, 2010: 06:42 م