TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض :الخطوة المثلى

كلام ابيض :الخطوة المثلى

نشر في: 30 أغسطس, 2010: 06:45 م

 جلال حسن خطوة الأم الذاهبة إلى مستشفى ابن الهيثم تشير إلى أن الماء الأسود سينقشع من عينيها لترى الحياة بصورة أخرى. صورة جديدة  تقتنص سر الومضة، وحب الغد، أحاديث العائلة كانت تحيط مسامع الأم فقط، دون أن ترى صورة الاميركان في الشوارع،
وكانت تسمع أيضا أنهم يعبرون عكس السير وخلف عجلاتهم لافتة عريضة مكتوبة بخط الرقعة "ابتعد 100 متر، قوة مميتة".الأم وبعد إصلاح عينيها في مستشفى ابن الهيثم، فتحت جفونها إلى أقصاها، وحمدت ربها بعدم رؤية الغرباء في الشوارع، ورحيلهم إلى الأبد، ودون رجعة. ولكنها قالت: انه أمر يحتاج إلى وقفة حاسمة وحكيمة، ويتطلب منا حب الحياة ما يكحل عيون الوطن بالسلام والعمل.الصراحة واجب وطني، تخاصمنا ما يكفي، وتقاتلنا دونما سبب حقيقي للعراك وسفكنا الدماء البريئة، وما يرجح للعقل توازنه خجلنا من أجيالنا القادمة ماذا نقول لهم ، وأي أسباب تافهة تذكر للإقناع.سمة التعاضد والتعاون والمشاركة مطلوبة بل هي مفتاح الحل الشافي، وواجبة بشروط الإنسانية والإخوة والعشرة الحميمة، في بلد يحتاج كل أبنائه، ويريد مساهمة الجميع بلا استثناء.  بلد أثقلته حروب  الصنم، وأياد السراق الطويلة. وعاش مآسي، دفعنا ثمنها دما أحمر، وأمراض مزمنة وخواء وعقود ثقيلة الخطى،هل نحلم ، نعم نريد أن نحلم  ببلد نتباهى به بين بلدان العالم، ونتأرجح فيه بدواليب الهواء بأنفاس باردة على كركرات الأطفال، ونلغي حلبات صراع الديكة والتخندقات وخزعبلات المنافقين.إن مسك لحظة زمنية هائنة سيرفع ابتهاج الناس ويعيد ما فات من فرص ضائعة. ولا يمكن أن نرجع الزمن لنشد حبل الساعة على ندم  فتك بنا سابقا، ونرى ما وصلنا إليه من خواء، وما زلنا نتوجع ونتألم ونصرخ دون بوصلة. الاميركان خرجوا ولم يبق لنا أي عذر نتشدق أو نتستر فيه، حب الوطن واجب هكذا تعلمنا في الأبجدية الأولى، وهو شهوة ابتهاج عارمة وشهقة عشق روحية  خالصة. لا أقول: الأعداء كثيرون ، لكن واقع  الحال يشير إلى ذلك بوضوح، أعداؤنا قربنا ، يريدون تدمير كل شيء ينبض بالحياة من اجل أنانيتهم وشهوتهم للقتل والتخريب وإيقاف الحياة. الأعداء المجرمون لا يمكن الانتصار عليهم  إلا بالتماسك  الصلد وسجر محرقة العقاب من خطر يهتك الجميع ولا يستثني أحدا، لم يبق لنا متسع من الوقت، علينا الشروع بالخطوة المثلى من اجل العراق لأنه خيمتنا الوحيدة، وبدونها يعترينا التشرد والضياع.jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram