أربيل ـ مكتب المدى / رنا البياتيمع اقتراب العيد، يزداد الإقبال على التسوق خاصة من قبل النساء من اجل اقتناء ما يحتجن إليه، خصوصاً الأطفال لاسيما وان الموسم الدراسي سيكون متزامناً مع العيد، لكنهن الآن يركزن على شراء المواد الداخلة في صناعة (الكليجة) التي تعتبر طبق الضيافة الأساسي في العيد، لذا فان أسواق أربيل تكون مزدحمة في هذه الأوقات.
الملاحظة التي استرعت انتباهنا ان كثيراً من النساء قدمن الى أربيل من محافظات أخرى كنينوى وكركوك وبغداد لما تشهده من استقرار امني.وتعج أسواق النكا وتيراوا والقلعة الاثرية، بالناس حتى ساعة متأخرة من الليل، من دون ان يعني ذلك ان أوقات النهار لا تشهد زحاماً من المتبضعين بالرغم من حرارة الصيف غير الاعتيادية التي طبعت نهارات أربيل، لكن طبيعة إنشاء هذه الأسواق تشجع الناس على ارتيادها لانها تكون في الغالب مسقفة.في سوق تيراوا التقينا أم مروة، وهي سيدة بغدادية في عقدها الرابع قالت بأنها تأتي مع أفراد أسرتها الى إقليم كردستان كل عام، وهي تقوم بجولة تبضع مع ابنتها في السوق الذي يسميه الأربيليون (السوق الكبير)، مشيرة الى أن كل ما تحتاج اليه العائلة يمكن ان تجده هنا، وبأسعار مناسبة، كما أن الثياب هنا ذات موديلات جديدة قد لا نجدها في مكان آخر مطلقاً.وأضافت بان السوق جميلة، وكبيرة تستوعب كل الزحام الموجود، والكرد ناس طيبون، وتعاملهم جيد، خصوصا أصحاب المحال التجارية.أما نسرين عبد الله، وهي من سكنة محافظة كركوك، فذكرت بان الأسعار في أربيل مرتفعة في رمضان عن الفترة التي سبقتها، لكن مع هذا فإن الحيرة تلازم المرء وهو يتجول في الأسواق نظراً لكثرة البضائع وتنوعها وحداثة المعروض منها، وقالت بان لديها أربعة أبناء، اثنان منهم في المدارس، وكان لزاماً عليها ارتياد السوق لكي تكمل تجهيزهم المدرسي وقبل ذلك تجهيزات العيد.بينما تفاخرت دلخواز وهي من سكنة أربيل، بتقاليد مدينتها العريقة في الاحتفاء بالمناسبات والأعياد الدينية والقومية، وذكرت بان الأربيليين يحتفلون بكل عيد ويعطونه حقه، وتسود المحبة وروح التعاون بين الجميع. وطقس التبضع في مثل تلك المناسبات شيء محبب، وحتى الزحام في السوق له مدلول روحي جميل، انه دليل على حيوية المجتمع وتفاعله مع الأحداث والمناسبات.وتقول أم رند من بغداد: أنا جئت الى بيت أختي في أربيل ووجدتها فرصة لكي اشتري كل حاجاتي من السوق فأنا معلمة وهذه فرصتي لان المباشرة الفعلية بالدوام تبدأ بعد العيد ولن تتاح لي الفرصة للمجيء الى السوق.وعن مستوى الأسعار أوضحت بأنها مرتفعة (غالية) نوعا ما، لكن كل ما ترغب به موجود.وتضيف: لقد اعتدنا نحن أهالي بغداد بان نأخذ من الحلويات المشهورة كهدايا او للعائلة والأقارب.فتجد هنا السجقات بأحسن أنواعها إضافة الى ما يسمى بخبز القيسي الذي نسميه قمر الدين، اما الملابس فنشتريها بالتدريج وعلى مراحل لان الزحام الحالي يمنعك من ان ترى كل ما في السوق دفعة واحدة.أم احمد موظفة من الموصل قالت: كل سنة في هذا الوقت تجدنا في هذا المكان والزحام أمر طبيعي لاقتراب فترة العيد والمدارس، وقد وجتها فرصة فاشتريت حاجاتي المنزلية واكتفيت بهذا القدر.وتشير الى ان هذا الزحام والتواجد الكثيف من المواطنين لا يقتصر على الأسواق فقط،لكنه يشمل الفنادق والباركات والسوبر ماركتات، حيث ترى مواطنين من جميع المحافظات يزورون أربيل خاصة لما تتمتع به من استقرار وجمالية وتطور ونظافة دائمة.وتضيف: الناس يأتون ليغيروا أجواءهم ويرتاحوا قليلا ويخرجوا من أجواء الدم والخوف الذي يعيشونه في بعض مدنهم، وأشارت أم احمد الى ان الدقيق والجوز والتمر والسمسم وغيرها من مستلزمات صناعة الكليجية هي أول ما فكرت باقتنائه من السوق، ثم بعد ذلك باقي الاحتياجات، معتبرة وجودها في أربيل فرصة ذهبية للقيام بذلك، بسبب المصاعب الأمنية التي تمنع القيام بذلك بالسهولة المرجوة في مدينتها الموصل.
أربيل محط أنظار العوائل العراقية.. وأسواقها تلبي احتياجاتهم
نشر في: 30 أغسطس, 2010: 07:47 م