TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: فرصة للمستقبل

كردستانيات: فرصة للمستقبل

نشر في: 30 أغسطس, 2010: 07:54 م

وديع غزوانمع المباشرة بتنفيذ أحد أبرز بنود الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، والمباشرة بانسحاب القوات المقاتلة من قواعدها، والاكتفاء بعدد من الجنود لأغراض تدريب الجيش العراقي، يقفز في الذهن أكثر من تساؤل عن مدى الاستعداد للتعامل مع هكذا حدث مهم رسمياً وشعبياً،
 وهل الانسحاب يشكل بدء مرحلة جديدة في العراق؟ وكيف سيتم التعامل معها ومع ما تفرضه من مستجدات على الواقع السياسي والأمني والاقتصادي وغيرها؟ وما هي احتمالات نجاح الأطراف السياسية في إكمال مشوار بدأته مع جيوش دولة أجنبية سببت الكثير من الإشكالات في الواقع العراقي وعلاقاته بوسطه العربي والإسلامي بل ألقى بظلاله، والى وقت قريب حتى على علاقاتنا بجزء من المحيط الدولي؟ أسئلة كثيرة تبقى الإجابات على بعضها قاصرة مهما اجتهدنا في التنظير، حيث ان تداعيات تأخير تشكيل الحكومة سرقت من نفوسنا بعض، وليس كل، مفاتيح التفاؤل في طروحات الفرقاء السياسيين وبرامجهم المتخمة بمفردات الديمقراطية والخدمات ومحاربة الفساد وغيرها التي اعتادوا تناسيها بعد كل انتخابات .وبغض النظر عن الآراء المتباينة عن الاتفاقية الأمنية او جدواها، فان الانسحاب يؤشر لمرحلة جديدة، يعدها المتشائم سيئة وتنذر بالمخاطر خاصة في الجانبين السياسي والأمني، في حين يحاول البعض ممن غرق بالتفاؤل عدها فتحاً كبيراً للعراق.ونحسب برأينا المتواضع ان كلا الطرحين لا يستويان او يتناسبان مع معطيات الواقع، فالأول الموغل بالتشاؤم يرسم صورة مبالغ بها عندما يشير الى ان هذه تمنح دول الجوار فرصاً ذهبية لمد يد مخالبها لتمزيق النسيج العراقي، او ما ستوفره لمافيا الإرهاب من مجالات التحرك بحرية لتنفيذ مخططاتها الإجرامية بحق المدنيين وسواهم،ومع احترامنا لمثل  هذه الآراء، التي يحمل بعضها سوء نية مبيتة، فإن هذه الآ راء تتجاهل ما تحقق من تطور في مستوى العمل السياسي او الأمني والنجاحات التي تحققت . صحيح انها ليست بمستوى ما نطمح او ما كان متوقعاً إلا انها أكدت قدرة عالية في بعض المجالات خاصة  النجاح في مستوى العلاقات الخارجية بشكل خاص.اما الثاني (المتفائل) فيقع في خطأ كبير عندما يحاول القفز على ما يمكن ان تشكله عملية الانسحاب من مخاطر عندما يعمد، ولأسباب سياسية ضيقة، الى تجاهل  مخططات أعداء العملية السياسية والمتربصين بها، ولم يضع المعالجات المناسبة لها. وبكل الأحوال ان الانسحاب اولاً وقبل كل شيء فرصتنا كعراقيين، للتشبث بخياراتنا التي دفعنا ثمناً غالياً إزاءها طوال السنوات الماضية، فرصة تدعو السياسيين لان يعيدوا النظر بحساباتهم، ويفكروا ملياً وينتبهوا الى ان الأوان قد حان لكي يضعوا حداً لخلافاتهم الهامشية لصالح العراق وشعبه بكل مكوناته وأطيافه.ولا نبالغ إذا قلنا ان الانسحاب بحد ذاته مرحلة اختبار للفرقاء السياسيين ليؤكدوا انهم أهل للسير بالعملية السياسية الى بر الأمان.الانسحاب تأكيد نجاح لخيارنا كعراقيين، فليسهم كل من موقعه في جعله مناسبة للبناء والنهوض وتجاوز عقد الماضي والتوجه بثقة نحو المستقبل بعيداً عن روح الحقد والانتقام.. إنه باختصار فرصة للمستقبل إذا أحسنا التعامل معه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram