بغداد/ اياس حسام الساموكجرى الاتفاق داخل الاوساط الشعبية في العراق على ضرورة انهاء كافة آثار حملة اسقاط نظام صدام حسين والتي انسحبت آثارها على جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والامنية. وعلى هذا الاساس اختلفت الاراء وتعددت وجهات النظر من اجل هدف واحد هو النهوض بالعراق من الفترة التي كان يمر بها والتي شهدت الكثير من التدهور وفي جميع المجالات ولملمة الجروح للحاق بأقرانه من دول العالم.
هناك من يجد ان على العراقيين ان يتناسوا الماضي والعمل من اجل حماية العراق من جميع الاخطار التي تواجه البلاد من ارهاب ومليشيات اضافة الى التهديدات التي تأتي من بعض دول الجوار التي من مصلحتها بقاء العراق متدهورا وبعيدا عن التجربة الديمقراطية التي يمر بها حاليا، اذ يشير الاكاديمي د.كريم مشط لـ"المدى"ينبغي ان ينظر كل عراقي لاخيه العراقي بنظرة حب كون الوطن للعراقيين لا لغيرهم فينبغي عليهم اعادة بنائه في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشددا على ضرورة اشراك الجميع في هذه العملية ليكون ردا على جميع محاولات الاعداء في هدم العراق والذين استخدموا كافة الوسائل من اجل ترهيب المواطن العراقي، اذ استخدموا الحرب العبثية وبث الرعب للجماهير اضافة إلى التسميم الاعلامي والسياسي.مشط يحذر العراقيين من اللجوء الى الفضائيات المسمومة، مضيفا: ان على قادة الكتل السياسة ان يكونوا يدا واحدة لانهاء جميع الازمات التي تمر بها البلاد، متوقعا انه مع اكتمال الانسحاب الامريكي ستنتهي اغلب المشاكل التي يمر بها البلد اذا ما شكلت حكومة يتفق عليها الفرقاء السياسيون جميعا بعيدا عن الخلافات والاهداف الشخصية، كما ينبغي الاهتمام بالجانب الاقتصادي على ان يكون الاعتماد لا يقتصر على النفط فقط انما على وسائل اخرى لدعم الاقتصاد والذي بدوره سيؤثر بشكل ايجابي على كافة المرافق.وهو ما ذهب اليه الاعلامي امير الحلو اذ طالب في حديث لـ"المدى"الكتل السياسية بالعمل الجاد وعدم ترك جميع الأمور سائبة من اجل القضاء على الفساد الاداري والمالي المستشري في مفاصل الدولة، كما طالبها ان تتضافر في جهودها من اجل تشكيل حكومة بعيدا عن التدخلات الخارجية والمصالح الحزبية، عادا المرحلة المقبلة بالصعبة على العراقيين كون الذي حصل في العراق بعد 2003 هو اسقاط للدولة ما خلف فراغا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية مما جعلهم في موقف صعب يقتضي العمل من جديد من اجل اعادة البنى التحتية.الحلو شدد على ان الانسحاب الامريكي من العراق يلقي بالمسؤولية على العراقيين كشعب وقوات امنية بكافة الصنوف في الدفاع عن العراق خصوصا ان الوضع الامني في العراق غير مستتب، معبرا عن مخاوفه نتيجة عدم توصل القيادة السياسية في العراق الى اتفاق حتى هذه اللحظة في الوقت الذي ينبغي عليها ان تشعر بالمسؤولية حيال العراق ومواطنيه وتشكيل حكومة وفق الاستحقاق الانتخابي حيث ان الدولة لاتستطيع تقديم الحماية للشعب دون تشكيل حكومة شراكة وطنية بعيدا عن المحاصصة.في الوقت الذي يذهب فيه البعض الى ضرورة الاعتماد على الخبرات الوطنية للتعامل مع الوضع الحالي كون العراق يمر بمرحلة انتقالية الامر الذي يتطلب الاستعانة بهذه الخبرات لازالة كافة مخلفات الحرب وبناء البلد وفق آليات حديثة، الاكاديمي د.عبد النبي خزعل يرى في حديثه لـ"المدى"ان الامر يستوجب تكاثف الجهود على جميع الاصعدة بالأخص السياسي منها للنهوض بالعراق، مطالبا القوى السياسية العراقية بالعمل من اجل بناء حكومة قوية على ان لا تتأثر هذه القوى بالمناصب العليا اذ ينبغي اللجوء الى الخبرات والتكنوقراط والمستقلين في سبيل التصدي للوضع الحالي.عبد النبي يؤكد ان نوعا من الفراغ ظهر في العراق بالمجال السياسي والاقتصادي والصناعي والخدمي يفترض من القوى السياسية اللجوء الى الخبراء الذين سبق الحديث عنهم من اجل التصدي له كون اصحاب الخبرة لديهم الدراية الكاملة في كيفية التعامل مع كافة المنظمات الدولية التي من شأنها ان تسهم في بناء العراق.فالاطراف السياسية العراقية لاتمتلك المعلومات الكافية التي تجعلها تبني العراق بالشكل الصحيح.الا ان هنالك من يرى أن الحل يكون من خلال اعادة بناء المجتمع العراقي كون الامر يتعلق بالشخصية العراقية التي مازالت متأثرة ببعض الافكار الرجعية، الاعلامي علي الخالدي من مرصد الحريات الصحفية يشدد لـ"المدى"على ان مسألة ازالة تراكمات الحرب في العراق تتعلق بالسياسة العراقية والتي بدورها ومنذ زمن طويل نراها مرتبطة بعدة جوانب جغرافية وإقليمية.فمن خلال استقرائنا للحقبة التاريخية كانت هنالك الكثير من الاعتراضات على السياسة في العراق من قبل بعض الدول الاقليمية مما اثر على الوضع السياسي العراقي.الخالدي ينتقد الشخصية العراقية ويصفها بأنها رجعية في اغلب الاحيان ولاتؤمن بالديمقراطية والتجديد والتواصل مع العالم الخارجي، مضيفا ان على المواطن العراقي اختصار المسافات والزمن من اجل اللحاق بدول الجوار على اقل تقدير الامر الذي يتطلب اعادة النظر بهكيلية المجتمع العراقي كونه متمسك بالعادات القديمة حيث ان اكثر العراقيين ينظرون الى الامور المستحدثة من العالم الخارجي كنظرة المحرمات دينيا كما نحتاج الى التخلص من العقلية المتحجرة التي كانت تحكم في السابق حتى نستطي
دعوات لتأهيل البنى العراقية..بعد 31 آب..إزالة آثار العنف استحقاق عراقي جديد
نشر في: 30 أغسطس, 2010: 08:08 م