اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > البارافانات..عن واقع سياسي معقد وعاصف في فرنسا

البارافانات..عن واقع سياسي معقد وعاصف في فرنسا

نشر في: 11 فبراير, 2024: 09:33 م

عرض/ علاء المفرجي

من المسرحيات المعروفة للكاتب جان جينيه مسرحية (البارافانات) والصادرة عن المدى بترجمة حنان قصاب حسن، وهي كأغلية أعمال جينيه تدور أحداثها في الجزائر، أو في دول شمال افريقيا حيث عاش هناك درحا من الزمن.

كتب جينيه هذه المسرحية في عام ۱۹٦١، وقدمها المخرج الفرنسي روجيه بلان للمرة الأولى على مسرح الأوديون في باريس في ١٩٦٦ أي أن أحداث المسرحية التي تدور في الجزائر كانت تتوافق زمنياً مع مرجعها في واقع سياسي معقد وعاصف في فرنسا؛ فقد كانت حرب الجزائر في أوجها واتفاقية إيفيان تحتل مركز الصدارة في الأحداث السياسية. ومن يعرف مواقف جان جينيه السياسية، يعرف أن اختيار موضوع كهذا لم يكن محض مصادفة. فقد كان صديقاً لكل الذين يناضلون ضد الاستغلال والقمع، وقد كانت مواقفه الشجاعة تتجاوز نطاق الكتابة إلى الفعل والدعم الحقيقي: فقد استحق السجن وهو في الثامنة عشرة لفراره من الخدمة الإلزامية التي قضى فترة منها مجنداً في دمشق أيام الجنرال غورو، إذ لم يقبل أن يكون جزءاً من مؤسسة محتلة تقصف المدن السورية وتدمرها؛ كذلك سافر إلى أمريكا ليحضر محاكمة الفهود السود ويدعم زعماءهم بوب سيل وأنجيلا ديفيز في نضالهم ضد العنصرية. وقف جينيه أيضاً إلى جانب الفلسطينيين في معاركهم لاستعادة الحقوق المسلوبة، إذ أقام مع الفدائيين أثناء حصارهم في عجلون في الأردن وكتب عن هذه التجربة مؤلفه الضخم "الأسير العاشق"، وكان كذلك أول من زار مخيمات صبرا وشاتيلا في لبنان بعد المجزرة الرهيبة وكتب عنها نصه الشهير أربع ساعات في شاتيلا". أما الجزائريين فقد خصص لهم مسرحية "البارافانات" التي تشكل إدانة صريحة وواضحة للاستعمار الاستيطاني وللاحتلال العسكري ولكل المؤسسات الرسمية بالمطلق.

تدور أحداث مسرحية "البارافانات" في قرية جزائرية خاضعة لحكم الفرنسيين في الفترة الواقعة بين ۱۸۳۰ وحتى ما بعد الاستقلال. والمسرحية في مجملها تضافر ذكي ومنطقي بين القصة الشخصية لسعيد العامل الفقير المهمش الذي يعيش مع أمه الساحرة وزوجته الدميمة عند مقلب قمامة القرية، وبين التطور العام لأحداث تشمل القرية بأكملها عندما تثور على المستعمر الفرنسي وتحقق الاستقلال. وزواج سعيد الذي يفتتح المسرحية هو محاولة من الفرد الهامشي الذي يعيش على أطراف القرية للدخول في دائرة المجتمع. لكن هذا الزواج الذي يربط الرجل الأكثر فقراً بالمرأة الأكثر بشاعة سرعان ما يتحول بسبب سخرية الجميع إلى كابوس بالنسبة لسعيد بحيث لا يبقى أمامه إلا أن يكسر الطوق الحديدي للأعراف والتقاليد بقيامه بفعل يهدد الملكية الفردية والبنية الاجتماعية المحكمة والأعراف: السرقة.

هكذا ينتقل سعيد من داخل الدائرة الإجتماعية إلى خارجها ليعيش في مخطط آخر تحركه قوى فردية بحتة ويقف فيه حب الذات في الموضع الأول. فإن كانت ثورة سعيد على التقاليد ثورة جريئة إلا أنها فردية تماماً، إذ يتحول سعيد من كائن يرغب في إرضاء مجتمعه إلى إنسان هامشي يسرق للذة السرقة وليس للربح بعد أن عدل عن فكرة الطلاق والزواج مجدداً لأن المبدأ الاجتماعي لم يعد يهمه أصلاً.

تدور مسرحية البارافانات في قرية جزائرية خاضعة لحكم الفربسيين في الفترة الواقعة بين 1830 وحتى ما بعد الاستقلال، والمسرحية في مجملها تضافر ذكي ومنطقي بين القصة الشخصية لسعيد العامل الفقير المهمش الذي يعيش مع أمه السحرة وزوجته الدميمة، عند مقلب قمامة القرية، وبين التطور العام للاحداث تشمل القرية بأكملها عندما تثور على المستعمر الفرنسي وتحقق الاستقلال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram