بغداد/ محمود النمرعاين مثقفون وإعلاميون عراقيون آثار الانسحاب الاميركي من العراق وما تحمله الأيام العراقية الجديدة من رهانات كبيرة تنتظر الجميع. غادر الاميركيون"المقاتلون"وبقي بعض منهم للتدريب والمشورة، لكن المهمات المقبلة كبيرة لدرجة تستدعي مراقبة قدرة العراقيين على ترتيب أوراق ديمقراطيتهم الفتية.
نهاية رهانات.. بداية مرحلةالناقد علي حسن الفواز أكد انه باستلام القوات العراقية كافة المسؤوليات الامنية من القوات الاميركية طبقا لاتفاقية انسحاب القوات بين البلدين، تنتهي رهانات قديمة، وتبدأ رهانات جديدة.. حيث يكون العراق السياسي قد دخل مرحلة تاريخية أخرى، ليس فقط لاسترداد هويته السياسية وسيادته بالمعنى الإجرائي، بقدر ما هي استقدام لمرحلة جديدة تقوم على التعاطي مع الواقع السياسي والأمني الذي أصبح معطى لتصورات واقعية ترهن مفهوم الدولة في هويتها الجديدة إالى استحقاقاته السيادية، والتي تقترن بكل الشروط التي التزمت بها الادارة الاميركية بوضع حد لمهمات قواتها القتالية في العراق، وتحويل هذه القوات المقاتلة الى قوة اسناد لوجستية للتدريب والمشورة والدعم والامني عند طلب الحكومة الاتحادية، ناهيك عن مسؤوليات التعاطي مع مرحلة ما بعد(الاحتلال) بنوع من السياقات الدولية الجديدة، والتي تضع العراق في إطار العلاقات الدولية بكل التزاماتها ومصالحها القارّة بين الدول.ولعل رهان هذا الانسحاب يكمن في مجموعة التحديات التي يواجهها الواقع السياسي والامني العراقي، اذ ان البعض من الدول الاقليمية والعربية مازالت ترسم صورة غائمة عن الواقع السياسي، وفي سياق حسابات واجندات خاصة، مثلما هو الواقع الامني بتعقيداته وثغراته والذي يعدّ هو الحلقة الاخطر في مرحلة ما بعد الانسحاب، اذ ان القوات الامنية العراقية رغم قدراتها على مواجهة تحديات الملف الامني ورفع حالة تأهبها الى درجات قصوى لمنع وقوع تفجيرات ارهابية محتملة، الاّ ان عدم تكامل تسليحها سيكون رهانا صعبا في استشراف المستقبل، وفي ضبط مسارات التحول الديمقراطي بعوامل البناء الوطني الداخلي وتعزيز اسناداته الامنية وواقعه الاقتصادي والسياسي.(لقد وضعت الحرب أوزارها) هذا هو العنوان الذي يعبر عن هذه المرحلة، والذي سيكون هو الدلالة الرمزية على انهاء مرحلة الاحتلال، وتكريس قيم الاستحقاقات الوطنية في بناء الدولة وفي اعادة تأهيل المؤسسات الوطنية، خاصة مع تعقيدات الوضع السياسي في مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية والتي لم تتمخض بعد عن تشكيل حكومة وطنية، وهذا الوضع يمكن ان يلقي بظلاله على معطيات ظروف ما بعد الانسحاب، خاصة مع محاولات القوى الارهابية لاثارة المشكلات الامنية التي تعطي الانطباع بان الانسحاب الامريكي ليس في وقته، او انه جزء من هزيمة عسكرية، او ربما هو جزء من تكتيكات امريكية داخلية ولحسابات الانتخابات النصفية الامريكية.rnمع تنفيذ الاتفاقيةوقال الأستاذ حسين الجاف: نحن مع تنفيذ بنود الاتفاقية الأمنية العراقية بحذافيرها لأن هذا الأمر يعجل بزوال آثار الاحتلال ويمهد بتشكيل قوى أمنية مهنية ذات عقيدة وطنية عراقية يكون ولاؤها للوطن العراقي بالدرجة الأولى، وعلى ضوء التصريحات التي أدلى بها بعض المسؤولين العسكريين العراقيين من أن الجيش العراقي بحاجة لاستكمال العديد من المستلزمات الفنية واللوجستية لأداء واجباته الأمنية في الدفاع عن حدود الوطن وأمن المواطن العراقي، وهما مسؤوليتان من أهم وأخطر المسؤوليات لجيشنا القديم والجديد وعليه فأن استثمار متطلبات قيام الجيش بمهامه الوطنية الكبرى يتطلب تعاوناً مع الطرف الأمريكي لاستكمال حاجاته الى السلاح والدبابات والطيارات وحتى البوارج البحرية، إذن الاتفاقية يجب ان تهيئ كافة المستلزمات من حيث العدد والعدة والتدريب لنجاح المهمة الوطنية، ونحن الشعب العراقي الآن مبتهجون على طريق تحقيق السيادة الكاملة حافظين للطرف الأمريكي دوره المتميز لإزالة ليل الطغيان والقمع والقتل وعلى أساس اختلاف المبادئ السياسية.rnالخيار الأصعبلكن د. جمال العتابي المدير العام لدار للثقافة والنشر الكردية يرى ان العراقيين بتاريخهم الزاخر بالحضارة لم يستكينوا لضيم وإذلال، أو أذعنوا لسلطة دكتاتورية مستبدة، واحتلال. إنما هم دائماً يبتكرون أسباباً للانطلاق نحو الحرية ورفض القيود، وبالتالي كانوا يتطلعون وهم يقاومون الديكتاتورية. أن يجدوا الخلاص عبر إرادة شعبية وطنية. وما وجدوا في استخدام القوة العسكرية الأجنبية سبيلاً للتحرير.. لذا فان الخيار الأصعب للشعب العراقي وقواه الوطنية القبول بشرط التدخل الأجنبي الأمريكي لإسقاط النظام. ويرى العتابي أن العوامل والأسباب التي دفعت بهذا الاتجاه كانت كثيرة. لسنا بصدد الخوض في تفاصيلها.إلا أن المهم في ذلك ما تمخض من نتائج كارثية لا على الصعيد السياسي فحسب إنما على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. فبعد سبع سنوات من عملية التغيير يتطلع العراقيون وتحديداً المثقفين منهم إلى مغادرة جيوش المحتل ارض الوطن.. ليستعيد الإنسان العراقي حريته وسيادته واستقلاله.. التي تعرضت للانتهاك في العديد من المفاصل.شريطة ان تكتمل عملية بناء المؤسسات العسكرية والأمنية والقانونية التي تضمن امن البلا
مثقفون وإعلاميون يقيّمون تجربة الانسحاب:نهاية رهان وبداية مرحلة جديدة
نشر في: 30 أغسطس, 2010: 08:10 م