المدى/ متابعة
أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً من حياتنا اليومية. وفي حين قد يعتقد كثيرون أنه قادر على إتمام مهام مختلفة، إلا أنه لا يزال يعاني من قيود أساسية تحد من قدراته.
وشكّل التقدم المتسارع الذي شهده الذكاء الاصطناعي مخاوف كثيرة لدى موظفين في قطاعات مختلفة، تتمحور حول فقدانهم وظائفهم واستبدالهم بآلات وروبوتات.
إلا أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي مصمم ليحل محل العمل اليدوي بطريقة أكثر فعالية وأسرع، لإنجاز أكبر قدر من المهام، فضلاً عن الإجابة عن أسئلة متفرقة، وإنتاج محتوى أصلي مذهل كالشعر والنثر والصور والموسيقى وتشخيص بعض الحالات الطبية بشكل أكثر دقة من الطبيب البشري، إلا أنه ليس ذكياً بقدر ما تعتقد وهناك أمور ليس باستطاعته القيام بها.
فيما يأتي سنتعرف إلى ما لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام به:
استخدام الفطرة: العقل البشري قادر على فهم وإدارة كل ما يحيط به من خلال المعرفة التي نسميها الفطرة، ولا يتم ذلك من خلال قاعدة معرفية مصنوعة يدويًا كتلك التي يبني عليها الذكاء الاصطناعي لتقديم الإجابات.
فهم السبب والنتيجة: يبرع الذكاء الإصطناعي في تحديد الأنماط الدقيقة والارتباطات في البيانات، ولكن عندما يتعلق الأمر بفهم الآليات السببية أي ديناميكيات العالم الحقيقي التي تكمن وراء هذه الأنماط، يقع الذكاء الاصطناعي في حيرة من أمره.
ولإعطاء مثال بسيط، فبتغذية البيانات الصحيحة، لن يواجه الذكاء الاصطناعي أية مشكلة بتحديد صياح الديك عندما تشرق الشمس، ولكن لن يكون من الممكن له معرفة ما إذا كان صياح الديك هو الذي يسبب طلوع الشمس أم العكس؛ إذ إنه ليس مجهزًا حتى لفهم مصطلحات هذا التمييز؛ لأنه تم تصميمه منذ البداية لفهم الارتباطات وليس الأسباب.
وفي الواقع، يعد التفكير السببي جزءًا أساسيًا من الذكاء البشري؛ إذ نعلم أن سقوط المزهرية سيؤدي إلى تحطمها، وأن شرب القهوة سيجعلنا نشعر بالنشاط، وأن ممارسة الرياضة بانتظام ستجعلنا أكثر صحة. لذلك، إلى أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من التفكير بشكل سببي، فإنه سيواجه صعوبة في فهم العالم بشكل كامل والتواصل معنا وفقًا لشروطنا.
أداء العمل اليدوي: تتطلب الوظائف الإدارية مثل الكاتب والمبرمج والمحاسب والمصمم العمل مع البرمجيات، وبالتالي فهو أكثر عرضة للقيام بها ولو جزئياً بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، فإن الوظائف اليدوية مثل السباك والكهربائي وضابط الشرطة وعامل البناء بعيدة كل البعد عن التعرض لخطر التقادم بسبب الذكاء الاصطناعي لأنها تتطلب عملاً يدويًا؛ إذ لا يمكنك أن تطلب من ChatGPT بناء مبنى.
ربما في المستقبل البعيد، ستتمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي من بناء منازل باستخدام طابعات آلية ثلاثية الأبعاد، ولكن على المدى المنظور، يبدو العمل الوظيفي آمنًا من غزو الذكاء الاصطناعي.