 ترجمة/ حامد أحمد

بينما فازت شركة غازبروم الروسية بمناقصة عقد تطوير حقل الناصرية النفطي العملاق القريب من محطة رصيف الفاو للتصدير في البصرة، أعلنت شركتا بتروجاينا ومجموعة جاينا بتروليوم للهندسة والانشاءات الصينيتين عن قرب اكمال مشروع حقل حلفاية الغازي المهم خلال الربع الاول من هذا العام.

ويذكر الخبير الاقتصادي الدولي، سايمون واتكنز، في تقرير له على موقع أويل برايس الأميركي لأخبار النفط والطاقة، أن شركة غاز بروم الروسية العملاقة قد تم منحها الأسبوع الماضي عقد تطوير حقل الناصرية العملاق للنفط الذي تقدر كمية الاحتياطي النفطي فيه بحدود 4.36 مليار برميل، مبينا انه بقرابة الوقت نفسه أعلنت كل من شركة جاينا بتروليوم للهندسة والانشاء و شركة بترو جاينا الصينيتين عن قرب اكمال مشروع حقل حلفاية الغازي بمحافظة ميسان بحلول نهاية الربع الأول من هذا العام. وكان مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قد وافق الأربعاء الماضي على دعوة شركة غازبروم الروسية لتطوير حقل الناصرية النفطي، وأكد السوداني في وقت سابق خلال مشاركته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فعاليات منتدى أسبوع الطاقة الروسي على التعاون الروسي العراقي في مجال الطاقة.

ويقع حقل حلفاية الغازي على بعد 175 كم الى الشمال الشرقي من حقل الناصرية النفطي امتدادا الى البصرة جنوبا حيث يشكل مثلث يضم مشاريع تطوير نفطية وغازية ضخمة تتولاها شركات روسية وصينية، ويأتي الإعلان عن هذين المشروعين الضخمين عقب الإعلان الأخير عن ان الصين أكملت نصف الطريق في مشروع بناء اضخم مجمع خزن للنفط الخام في الناصرية أيضا.

ويشير الخبير الدولي، واتكنز، الى انه منذ اكتشاف حقل الناصرية النفطي العملاق من قبل شركة النفط الوطنية العراقية في العام 1975 فانه لم يتم فعل أي شيء لتطوير هذا الحقل النفطي، لافتا الى انه منذ مراحله الأولى لدخول حيز الانتاج في العام 2009 وإدراجه ضمن خطة التطوير السريعة للعام 2009 – 2010 التي تهدف الى زيادة معدل الإنتاج فيه الى 500 الف برميل باليوم، فقد شهد النصف الأول من عام 2009 تقديم كل من شركة ايني الإيطالية وشركة نيبون أويل اليابانية وشركة شيفرون الأميركية، عروض مناقصات تطوير الحقل وتشكيل ائتلاف بين شركات نيبون اويل وانبيكس للفوز بالعقد ولكن المفاوضات لم تسفر عن شيء.

وفي العام 2014 توسعت خطة تطوير حقل الناصرية لتحمل عنوان، مشروع الناصرية المتكاملNIP ، والذي سيشتمل على مصفى بطاقة 300 الف برميل باليوم، وكان ذلك جزءا من خطة العراق في حينها لزيادة الطاقة الاستيعابية للمصفى عبر الجنوب بأكثر من 700 الف برميل باليوم وذلك بحلول نهاية عام 2015، وتم مبدئيا الاتفاق على صفقات مع عدة شركات نفط عالمية لتفعيل ذلك مع رصد مبالغ استثمارية بقيمة 50 مليار دولار لمشاريع تطوير مماثلة في كربلاء وكركوك وميسان والموصل والناصرية، ومرة أخرى فإن هذه الخطط كانت عرضة لتأخيرات وتغييرات.

رغم ذلك فإن عقد التطوير الذي تم الإعلان عنه مؤخرا مع شركة غاز بروم الروسية لحقل الناصرية النفطي لم يشتمل على الخطط السابقة للمصفى، وهذا ما يتيح فرصة للصين بان تسعى لان تتولى تطوير المصفى وكان ذلك واضحا ضمن اتفاقية اطار عمل العراق مع الصين لعام 2021 وهو امتداد لاتفاقية النفط مقابل الاعمار والاستثمار الموقعة بين بغداد وبكين في أيلول عام 2019 التي تسمح للشركات الصينية ان تستثمر بمشاريع بنى تحتية مقابل التسديد بالنفط الخام.

وتشتمل منطقة محافظة ذي قار على حقلين من أكبر حقول النفط الواعدة في العراق، احدهما حقل الناصرية والآخر حقل الغراف، وقالت الصين انها تنوي ايضا اكمال مشروع بناء المطار المدني مكان القاعدة العسكرية في ذي قار بحلول العام 2024، وسيشتمل مشروع المطار هذا الذي أعلنت عنه على انشاء عدة ابنية بضائع وطرق تربط المطار بمركز المدينة ومن ناحية منفصلة مع حقول نفط رئيسية أخرى جنوبي العراق.

ويذكر ان مشروع المطار المدني في الناصرية سيكون محطة للتبادل التجاري إضافة الى الخدمات التي سيقدمها للمسافرين وتبلغ المساحة الكلية لمشروع 15 مليون م2 والطاقة الاستيعابية اكثر من 750 الف مسافر سنويا مع جهود لمضاعفة الطاقة الاستيعابية لتصل الى مليون وخمسمائة ألف مسافر بعد الافتتاح.

عن: أويل برايس