 ذي قار / حسين العامل

أعلن مجلس محافظة ذي قار، أمس الثلاثاء تشكيل لجان مشتركة تضم ممثلين عن الحكومة المحلية والمؤسسات الصحية والامنية للحد من ارتفاع معدلات الاصابة بالإيدز، فيما اشارت الى اصابة ما بين 150 - 200 شخص في المحافظة بالمرض المذكور.

وتشير الارقام المعلنة الى ارتفاع خطير في عدد الاصابة بمرض العوز المناعي الايدز في محافظة ذي قار اذ لم تسجل المحافظة سوى حالة اصابة واحدة عام 1986 ارتفعت فيما بعد الى 6 حالات حتى منتصف عام 2019، فيما بلغت نحو 200 اصابة عند مطلع عام 2024 . وهو ما استدعى عقد اجتماع طارئ لمجلس المحافظة ودائرة الصحة والقيادات الامنية في المحافظة لبحث الملف المذكور.

وقال رئيس مجلس محافظة ذي قار عبد الباقي العمري في مؤتمر صحفي مشترك مع قيادة شرطة ذي قار عقد في قائممقامية الناصرية وحضرته (المدى) انه "عُقد اجتماع مشترك لمجلس محافظة ذي قار ودائرة الصحة وقيادة شرطة المحافظة لبحث طرق الحد من انتشار مرض العوز المناعي الايدز".

واردف "وقد تقرر تشكيل لجنة دائمة تضم ممثلين من مجلس المحافظة ودائرة الصحة وقيادة شرطة ذي قار ممثلة بقسم الجريمة الاقتصادية لمتابعة بؤر الاصابة ومعالجة الاسباب التي ادت الى ارتفاع معدلات الاصابة بالمرض ".

ويجد العمري ان "حجم الاصابات لم يبلغ مرحلة الوباء"، مشيرا الى ان "عدد الاصابات المثبتة لدى المؤسسات الصحية لا يتجاوز بضع مئات وهو يتراوح ما بين 150 – 200 اصابة".

وشدد العمري على "اهمية نشر الوعي المجتمعي ومتابعة الاسر لأبنائهم ولاسيما من هم بعمر 15 – 18 عاما وارشادهم وتوجيههم ورفع وعيهم وحثهم على الالتزام الديني" .

وحذر من "اتساع مساحة الاصابة بين الاسر نتيجة تصرف خاطئ من احد افرادها يتسبب بانتقال المرض عبر الملامسة او نقل الدم او غير ذلك".

ودعا رئيس مجلس المحافظة "وزارة الصحة والاجهزة الامنية لتوفير الاجهزة اللازمة لفحص الوافدين الى البلاد في المنافذ الحدودية والمطارات ومراكز المدن". وفي رده على سؤال طرحته (المدى) حول اثر السفر للدول الموبوءة وعدم فحص الوافدين وانتشار دور البغاء وزواج المتعة في ارتفاع معدلات الاصابة قال رئيس المجلس ان "السبب الرئيسي يتعلق بكل ذلك كون النسبة الاكبر من الاصابة بالمرض تأتي عبر الاتصال الجنسي اما المسببات الاخرى فهي ثانوية". ومن جانبه قال عضو مجلس محافظة ذي قار احمد الخفاجي لـ(المدى) ان "نقص المناعة المكتسبة الايدز يعتبر من الامراض الخطيرة وذلك لعدة اسباب من بينها انتشاره الصامت حيث يكون المصاب حامل الفايروس غير ظاهر الاعراض لمدة 10 سنوات ويكون خلال هذه الفترة مصدر عدوى للآخرين "، عادا انتشار المرض "خطر جدا على صحة المجتمع".

ويجد عضو مجلس المحافظة ان الارقام المعلنة مبالغ فيها، مؤكدا ان "الاعداد المسجلة رسميا في دائرة صحة ذي قار تبلغ 144 اصابة وهذا يدخل ضمن الحدود الطبيعية المعتمدة عالميا بالنسبة للإصابة بالمرض".

واشار الخفاجي الى اثر الاماكن الموبوءة في اتساع رقعة الاصابة بالمرض، مشددا على "اهمية متابعة ومراقبة الاماكن المحتملة لانتشار فايروس الايدز كدور البغاء والاماكن المشبوهة ناهيك عن مراكز المساج والحلاقة والتجميل والحجامة والوشم واتخاذ الاجراءات الصحية والاحتياطات المطلوبة عند نقل الدم كونها من طرق انتقال الفايروس".

وتحدث الخفاجي عن جملة من الاجراءات التي ستتخذها الحكومة المحلية ومجلس المحافظة في هذا المجال، داعيا الحكومة المركزية ولاسيما وزارتي الصحة والداخلية الى تفعيل الاجراءات الاخرى التي تدخل ضمن صلاحياتها للحد من انتشار المرض كتفعيل اجراءات فحص الوافدين في المنافذ الحدودية والمطارات وتزويد دائرة صحة ذي قار بألاجهزة المخبرية المتقدمة.

ومن جانبه قال قائد شرطة ذي قار اللواء مكي شناع الخيكاني لـ(المدى) ان "متابعة الاماكن الموبوءة ومراكز التجميل والعيادات الطبية غير المجازة يجري حاليا من خلال ملاكات مديرية الجريمة المنظمة في قيادة شرطة ذي قار".

وأضاف، ان "العمل مشترك بين دائرة الصحة وقيادة شرطة ذي قار في هذا المجال لفحص وتفتيش عمل هذه الاماكن"، مستدركا "اما بخصوص فحص المسافرين فهذا امر خاص بالمنافذ الحدودية البرية والجوية والبحرية". وكانت لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة ذي قار السابق، قد أكدت في (5 أيار 2019) ارتفاع معدلات الإصابة بمرض نقص المناعة (الإيدز) خلال عامي 2018 – 2019، وفيما عزت أسباب الارتفاع الى العمالة الوافدة وعدم الالتزام بفحص المسافرين العراقيين العائدين من الخارج، وكشفت دائرة صحة المحافظة حينها عن ارتفاع الحالات المسجلة من حالة واحدة عام 1986 الى 6 حالات خلال عام 2019.

وتعود أولى الإصابات بمرض الايدز في العراق الى كارثة العقار الفرنسي المسمى عامل التخثر المخصص لمرضى النزف الوراثي (الهيموفيليا) الذي تم استيراده عام 1986، حيث أصيب 190 مريضاً بالإيدز بحسب إحصاءات وزارة الصحة ونقلوا المرض إلى آخرين ليبلغ العدد أكثر من 300 مصاب، توفي اغلبهم خلال الاعوام الماضية.