القاهرة/ وكالة الأنباء الألمانيةوسط طوفان الدراما العربية التي تعرضها الشاشات المختلفة في شهر رمضان اختلفت الآراء حول تكرار الموضوعات وزيادة الأموال التي تنفق على تلك الأعمال عاما بعد عام، وهل تؤتي تلك الأعمال ثمارا أم تزيد من إفساد المجتمعات وتغييبها بدلا من هدفها الأصلي المفترض وهو التثقيف والتوعية؟
وبينما يرى معظم متابعي الدراما العربية أن أغلبها بلا فائدة، وأن المال الذي ينفق عليها مهدر ولا يستفيد منه إلا عدد محدود من المنتجين والنجوم الكبار، بيد أن قسما آخر يؤكد أن الدراما التلفزيونية باتت طقسا رمضانيا لا يمكن الاستغناء عنه وجزءا من صناعة مهمة يتكسب منها مئات الآلاف من العاملين.واستطلعت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) آراء عدد من النقاد والعاملين بالإنتاج الدرامي في العالم العربي بشأن ما إذا كانت الدراما العربية المقدمة في رمضان هذا العام تستحق ما أنفق عليها، خاصة أن الرقم المخصص لإنتاج تلك الأعمال في مصر وحدها تجاوز 150 مليون دولار.كم بدلاً من الكيفوقال الناقد المصري شريف عوض: إن الدراما المصرية أصبحت تتبع سياسة الكم بدلا من الكيف بعدما كانت القنوات في الماضي محدودة العدد، وتقدم كل منها مسلسلاً واحدا من 15 حلقة تعد له العدة طوال العام ليخرج بمستوى رفيع في كل عناصره.وأضاف: أن المنتجين والكتاب والمخرجين أنفسهم انغمسوا في الأداء المستهلك الذي تتحكم فيه شركات الإعلان، وأصبح للمسلسل حيز ضيق يملأ دقائق قليلة بين الحملات الإعلانية المستمرة.وقال المنتج المصري عمرو قورة إن الحل الوحيد لتقديم أعمال جيدة هو الاهتمام بالنوعية والجودة قبل النجم، مشيرا إلى أن النجوم في رمضان أسعارهم غير منطقية والموضوعات لا يتم الاهتمام بها والإنتاج لا يأخذ وقته لأنه ليس هناك أي تخطيط عند المنتجين.دراما خليجيةوقال الناقد السعودي مشعل العنزي: إن نسبة الجيد من الإنتاج الخليجي هذا العام لا تتجاوز 30%، وأشار العنزي إلى أن المسلسلات الكويتية بدأت في تجاوز القضايا المكررة بينما ظلت المسلسلات السعودية في تيار الكوميديا الركيكة المعتمدة على البطل رغم تواضع النص، في حين تدور أغلب الأعمال المصرية هذا العام حول قضية الزواج بأشكال مختلفة.وأكد الناقد المصري أشرف البيومي أن الدراما المصرية لا تستحق ما أنفق عليها هذا العام، بسبب استمرار المط والتطويل الذي نتج عنه العديد من الأعمال متوسطة المستوى، سواء من الإنتاج الحكومي أو الخاص.وأضاف: (مع الأسف لا تقدم الأعمال التلفزيونية ما ينتظره الجمهور من تثقيف وتوعية، ويقتصر الأمر على التسلية فقط بل ربما يتجاوزها إلى الإفساد بالتركيز على العري والخمور والمخدرات).بذخ إنتاجيورصد الناقد المصري محمد قناوي حالا من البذخ الإنتاجي هذا العام في الدراما العربية، بصفة عامة والدراما المصرية بصفة خاصة، حيث بلغ عدد ما أنتجته الاستوديوهات المصرية في 2010 ما يزيد على 56 مسلسلاً متنوعاً بين الاجتماعي والتاريخي والكوميدي بميزانيات تزيد على 150 مليون دولار، وهو رقم مخيف مقارنة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية العربية الراهنة.وقال: (رغم حالة البذخ تلك فإن المحصلة النهائية للأعمال الدرامية ركزت في أغلبها على التسلية).وقال الكاتب السعودي عبد الله الهاجري إنه لا يمكن إصدار أحكام نهائية مبكرة (وحتى نكون منصفين في إطلاق أحكامنا يجب أن ننتظر، لكن النظرة الأولية تؤكد أن الجميع لا يزال يدور في الفلك الساذج نفسه الذي عرفناه سابقا).وقالت الكاتبة الجزائرية حنين عمر: (شعرت بالصدمة بسبب أعمال غادة عبد الرازق ويسرا، إضافة إلى الجزء الخامس من (باب الحارة) ومسلسل (ذاكرة الجسد)، الذي شكل الخيبة الكبرى للمعجبين بالرواية، بينما عانى مسلسل (شر النفوس) من الفقر في السيناريو وحوارات تافهة بين الشخصيات)، مشيرة إلى أن الدراما لن تستعيد تألقها إلا حينما يكف صناعها عما وصفته بـ (الاستعجال والاستهبال).rn
الدراما الرمضانية لا تستحق ما أنفق عليها
نشر في: 31 أغسطس, 2010: 05:58 م