اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > الإقليم السُني نار تحت رماد .. يعود مع احتدام الموقف من التواجد الأمريكي

الإقليم السُني نار تحت رماد .. يعود مع احتدام الموقف من التواجد الأمريكي

نشر في: 14 فبراير, 2024: 11:33 م

 بغداد/ تميم الحسن

في توقيت حرج يعاد اثارة موضوع "الإقليم السُني" الذي يوصف بانه "نار تحت رماد" ينفخ فيه كلما حدثت ازمة سياسية في البلاد.

وغالبا ما تستند الاتهامات التي تطلق شرارة هذه القضية على "اجتماعات سرية" تجري في بعض المحافظات ذات الاغلبية السُنية، فيما يبدأ الجميع بالتبرؤ من الفكرة. واللافت هذه المرة انها، بحسب الاقاويل المتعددة بهذا الشأن، جمعت شخصيتين متناقضتين على انهما عرابا الاقليم الجديد، وهما رئيس البرلمان المبعد محمد الحلبوسي، والزعيم العشائري حاتم السليمان.

يقول مسؤول في احد الاحزاب السُنية لـ(المدى) وطلب اخفاء اسمه ان "الاتهامات غير حقيقية ولا يوجد من يريد تشكيل اقليم سني، في هذا التوقيت على الأقل".

المسؤول اشار الى ان "ما يجري حاليا هو تصفية حسابات مع محمد الحلبوسي، والقوى السُنية التي لم تحضر جلسة السبت الماضي التي كانت بشأن سحب القوات الامريكية".

وتسربت معلومات عن "اجتماع سري" في الرمادي حضره علي حاتم سليمان، الذي عاد توا الى العراق بعد تصفية قضايا كانت مرفوعة ضده، واحمد ابو ريشة، اضافة الى الحلبوسي.

ويفترض، بحسب التسريبات، ان الاجتماع كان قد ناقش اعادة احياء فكرة الاقليم السُني، الذي ظهر الحديث عنه أول مرة في ظروف مشابهة حين انسحبت القوات الامريكية اول مرة في 2011.

وردا على اجتماع الرمادي "غير المعلن" قامت جماعات عشائرية في الرمادي بالتجمع ضد مشروع الاقليم.

واتهم الشيخ عبد الرزاق حمد الدليمي احد قيادات التجمع، في حديثه للصحفيين "اطرافا خارجية" بشأن الإقليم "وتبناه حزب تقدم".

وقال ان "المشروع ليس وليد اليوم، فقد تم العمل به منذ مدة وعقدت اجتماعات داخل المحافظة وكذلك في اربيل وتركيا والاردن وبدعم من جهات خارجية من اجل الاستحواذ على المحافظة".

وتابع، ان "الجهات الخارجية طامعة بثروات الانبار، ومنها النفط، بعد صدور دراسات اكدت انها تحتضن اكبر مخزون من المشتقات النفطية". وبين، ان "الحلبوسي استعان بشركات امريكية وصهيونية لوضع خطة عمل تهدف الى الترويج لاقامة الاقليم وتخصيص مبالغ مالية ضخمة لخدمة هذا المشروع وتسخير كافة الامكانيات لتطبيقه على أرض الواقع". وكشف عن ان "عددا من شيوخ ووجهاء الانبار حضروا الى الاجتماعات المختصة بهذا الامر، ورفضوا الفكرة كونه مشروعا طائفيا بامتياز".

وكانت الخلافات السُنية- السُنية قد اشتدت بسبب قضية رئيس البرلمان، حيث يحاول "تقدم" الحفاظ على المنصب، فيما يدفع منافسوه لتعيين محمود المشهداني، رئيس البرلمان الأسبق.

ورد الحلبوسي على اتهامات طالته شخصيا بالسعي لتشكيل اقليم الانبار الى توجيه اتهامات بالمقابل الى مَن أسماهم بـ"تجار الحروب من الأحزاب المتأسلمة".

وكان الحلبوسي قد ابعد عن رئاسة البرلمان في توقيت قاتل، قبل أسابيع فقط من الانتخابات المحلية التي جرت الشهر الماضي، على خلفية قضية تزوير. ورغم ذلك فقد استطاع حزب الحلبوسي "تقدم" الحصول على اكثر من 20 مقعدا في الانتخابات، وتمكن من تنصيب محافظ للانبار.

وقال الحلبوسي في تغريدة على موقع أكس، إن "الأنبار عن بكرة أبيها صوتت سابقاً لرفض الدستور؛ لموقفها الثابت والدائم من وحدة العراق، ولم يتغير موقف شيوخها وأبنائها".

وتابع الحلبوسي: "لا يزال تجار الحروب ومأجِّجو الفتن من الأحزاب المتأسلمة يحاولون تشويه صورتها والعبث باستقرارها، ولن يفلحوا، ونسوا ما تسببوا به من تهجير وتدمير وخراب وشهداء وثكلى وأيتام".

وجاء رد زعيم تقدم في وقت يتصاعد فيه الجدل حول إخراج القوات الامريكية، واتهامات ضد السُنة برفض ذلك الإجراء وعدم حضور جلسة لتشريع قانون بهذا الخصوص. وأضاف الحلبوسي أنه "ما زلنا ننتظر من الحكومة الاتحادية تضميد جراحهم وإكمال ملفات تعويضهم وإعمار المدن وإنصاف الأبرياء وتحقيق العدالة الاجتماعية ومعالجة أسباب ظهور الإرهاب"، مؤكداً أن "هذه هي مطالب الأنبار الحقيقية، ولا شيء سواها".

والى جانب الحلبوسي كان من الغريب ورود اسم حاتم السليمان في المؤتمر المزعوم الذي نوقشت فيه فكرة الاقليم السُني.

والسليمان كان قد ظهر بشكل مفاجئ قبل عامين في العراق بعد اتهامات سابقة طالته بالارهاب، وقيل حينها انه جاء ليكون "منافسا للحلبوسي" وبدعم من بعض الزعامات الشيعية.

ونفى نوري المالكي، رئيس الوزراء الاسبق، الذي كان قد انشأ شراكة سياسية مع "السليمان" قبل ظهور تنظيم "داعش"، انباء لقائه مع الاخير بعد عودته في 2022.

وكان السليمان قد دخل في تحالف مع ائتلاف دولة القانون في انتخابات 2010، على خلفية دعم المالكي للجماعات العشائرية ضد تنظيم القاعدة حينها.

وقال السليمان ردا على الاتهامات الاخيرة على منصة إكس انه "كلما ساد الاستقرار في الانبار خرجت الواوية من جحورها تتسلل الى بغداد لتنقل الأكاذيب وتتهم بعض الشيوخ بالمؤامرة على العراق".

واضاف :"هذه المرة يزعمون أننا نجتمع للمطالبة بالإقليم وأقول لو أردنا لفعلنا ولكننا نحافظ على عراق موحد".

والسليمان، الذي يصف نفسه بانه امير عشيرة الدليم، وبانه زعيم مايعرف بـ"اتحاد المعارضة العراقية"، كان قد اشتهر بعبارة "قادمون يا بغداد" ابان انتشار "داعش" في الانبار في 2014.

الى ذلك قال زياد العرار، اكاديمي وباحث في الشأن السياسي، لـ(المدى) ان: "الحديث عن الاقليم السني هو حديث دائما موجود تحت الرماد، كلما حصل خلاف بين القوى السياسية في بغداد والانبار يعود للواجهة".

واعتبر العرار ان جزءا من هذه القضية يأتي بمحاولات "ابتزاز" بين بعض القوى السياسية، كما يقول ان "هناك رغبة حقيقية لدى الجمهور السني في بعض المحافظات بتشكيل اقليم على غرار كردستان، بسبب عدم الثقة بين الجمهور والحكومة الاتحادية".

واكد الباحث في الشأن السياسي ان سكان المدن الغربية "يتخوفون من ان يتحولون الى مواطنين درجة ثانية، ومن تنصيب مسؤولين غريبين عن مجتمعهم كما حدث عدة مرات".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد
سياسية

الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد

بغداد/ تميم الحسنيقترب الجيش التركي أكثر من مدينة دهوك في وقت يعلن فيه رئيس الحكومة محمد السوداني اكتمال الربط الكهربائي مع انقرة.ويعتقد ان بغداد تقدم "تنازلات" لتركيا لتكون بديلا عن الولايات المتحدة التي قد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram