باسم عبد الحميد حموديالفلاحات محلة بغدادية عريقة كانت واحدة من ابرز محلات جانب الكرخ في منطقة قطفتا العباسية، ثم هدمت هذه المحلة في سبعينيات  القرن الماضي ولم يبق منها سوى بعض الدور بسبب إنشاء عمارات شارع حيفا، إذ أنهى ظهور هذا الشارع وجود الكثير من محلات الكرخ القديمة مثل الست نفيسة والسوق الجديد والحصّانة وأقسام من الدهدوانة والشيخ صندل والشيخ علي وغيرها.
المهم أن هذه المحلة القديمة كانت تشكل رمزاً لتلك الألفة البغدادية الحميمة بين العوائل والأفراد.. ألف عن هذه المحلة الأستاذ جواد الظاهر المحامي كتاباً سماه (محلة الفلاحات) وقد ذكر فيه أسماء عدد من العوائل والشخصيات التي سكنتها ومنها: عوائل الفلاحي وشبيب والبندر وحمام والسعدي والدجيلي والعاني والسعود والعبدلي والشعلان وعزيز علي والفكيكي والظاهر والهبش  وحمدان وسواها من العوائل الكريمة.من رجال هذه المحلة الذين لهم اثر اجتماعي أو  سياسي او ثقافي الذوات: شاكر الوادي (احد وزراء الدفاع في العهد الملكي)، والقانوني توفيق الفكيكي وإسماعيل خير الله وزير الخارجية الأسبق وعميد كلية  الحقوق سابقا محمد طه البشير وعبد العزيز الدوري المؤرخ الكبير والعقيد كامل شبيب وهاني الفكيكي وطه الراوي ود. سمير الظاهر وصالح حمام مدير الشرطة العام الأسبق والعميد حقي احمد الجودي وسعيد الملا عميد الشرطة وغيرهم.رمضان في هذه المحلة العريقة كان يستقبل في ديوانيات أسرها الكريمة الاستقبال اللائق بهذا الشهر المقدس في دور الحاج  محيي الدين الظاهر والحاج محمود علي الفكيكي  والسيد احمد المشايخي والبندر والقدوري والملا والنائب، وسواها.وكان لكل أسرة فلاحية نصيب من رمضان ولرمضان نصيب فيها.. ففي خلال الشهر الكريم تتهادى الأسر طبخاتها المنزلية الفاخرة  قبل حلول ساعة الإفطار، ولا ينسى احد فقراء المحلة بل تصل إليهم الصواني كل مغرب، فيما تتبارى الأسر بإيصال قسم من طعامها الى المساجد المجاورة ليفطر المصلون  ويدعون بالتوفيق لمن أرسلها  وفي ليالي رمضان ينظم الشباب في المحلة لعبة المحيبس في أحد المقاهي.أما بين أطراف المحلة  او بين فريق المحلة المنتقى وفريق من المحلات المجاورة مثل: الجعيفر والفحامة وسوق الجديد والشيخ بشار وغيرها.يجتمع الرجال في المقاهي (من لم يحضر ديوانية خصوصاً) للاستماع الى الراوي الشعبي (القصه خون) وهو يروي إحدى الملاحم الشعبية.ويمضي رمضان سخياً ورمزاً للخير والعطاء