اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > رمضان في مدن العراق..طقوس رمضان بين الأمس واليوم في مدينة كربلاء

رمضان في مدن العراق..طقوس رمضان بين الأمس واليوم في مدينة كربلاء

نشر في: 31 أغسطس, 2010: 06:06 م

يتّسم هذا الشهر بالطابع الديني والفولكلوري المتميز في هذه المدينة. فهو شهر الصيام والقيام والإطعام والتسبيح والمروءة والفتوة، وقيل بأنّ رمضان في الأيّام، كالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في الأنام. وقبل شهر رمضان بأيّام معدودات يستعد الناس لشراء المواد الغذائية الخاصة بالشهر، كالطحين والتمن والدهن والهيل وغيرها، وتعرف بـ (الكَيْل)، ويزداد عليها الشراء والطلب في رمضان،
 وإلى ذلك يُضرب المثل المعروف (چدّ الدهر، واكله ابشهر). وقد تكون الحاجات التقليدية اليومية لأيام رمضان ولياليه قد وصلت إلى حوانيت العطارين والبقالين والشكرچية، فتنتعش حركة السوق في الأيّام الأخيرة من شهر شعبان انتعاشاً يخالف الأيّام الأخرى. وفي هذه الأيّام بالذات نسمع من على مآذن الروضتين الحسينية والعباسية عبارات تهليلية ، ترحب بمَقْدم الشهر بعد أذان الغروب وأذان الفجر، ومنها: (مرحباً بك يا شهر رمضان، مرحباً بك يا شهر الطاعة والغفران.. مرحباً يا شهر الخير والبركة... إلخ).وهناك عادة متوارثة تقوم بها معظم العوائل الكربلائية وهي التَّسابي (التَّسابيق) أي الصوم ليوم واحد أو ثلاثة أيّام في أواخر شهر شعبان استعداداً للشهر المبارك. وفي مساء يوم 30 شعبان يصعد الناس على سطوح المنازل والمساجد والمرتفعات العالية لمراقبة هلال رمضان، وبعد التأكد من ظهوره يعلنون البشرى ببدء الصوم. وفي الليالي الأُولى من هذا الشهر ترى الباعة على امتداد الأرصفة والأماكن العامة يعرضون المعروضات (البَسْطات)، وفي مقدمتهم باعة البقلاوة والزلابية وشَعر البنات والباميا السكّرية ومَنَّ السما والحُلقوم وكَعب الغزال والملبَّس والراك وتاج الملك والمُحَلّبي. وتُسمع من المتجول (البَسته) التي يرددها الأطفال في الأزقة والحارات:(زلابيه وبقلاوه وشَعَر بنات /وين أوَلّي وين أبات/أبات بالدربونه/َلمن تجي الخاتونه..)وتُمَدّ الموائد وعليها صحون الحلويات بأشكالها المختلفة وصحون المحلّبي على امتداد أرصفة الشوارع أو دكّات الدكاكين المغلقة، وقد تكون في جانب بعض المقاهي لأنها تُغلق في النهار، وبالليل يباع المحلّبي.وخلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها قلَّ وجود السكّر في الأسواق، وكاد ينعدم، ما اضطُر أصحاب الحوانيت عمل الزلابية والبقلاوة بواسطة الدبس، أي شيرة الدبس. ولابد من الإشارة إلى أنّ الزلابية كانت تُعمل على نوعين: 1 ـ ذات الدهن الحر، وكان سعر الكيلو منها 64 فلساً، 2 ـ ذات دهن السمسم، وسعر الكيلو منها 50 فلساً، كان ذلك في حدود سنة 1948 وحتّى بداية الخمسينيات.وقبيل وقت السحور بفترة أمدُها ساعة واحدة أو أكثر، يطوف (المسحراتي) أي الطبال ليدق على صفيحة فارغة (تنكه) منبّهاً النائمين وموقظاً إياهم، ثمّ تطورت هذه العملية بالضرب على الطبل بدلاً من الصفيحة، وذلك استعداداً للسحور في كل ليلة من ليالي رمضان، وهذا التقليد من العادات القديمة المتوارثة حتّى يومنا هذا، وضربات المسحراتي بطبله يدويّ في سكون الليل منادياً (اكعدوا يالصايمين اكعدوا اتسحّروا). وفي هذا الوقت نسمع التمجيد مِن على المآذن، وهو دعاء يتلوه المؤذن بأطوار مختلفة وألحان شجية مؤثرة، داعياً ومذكّراً ومحرّضاً على السحور، فتستعد النسوة لطبخ التمن والمرق، ومنهن من أعدت طبخ الطعام منذ الإفطار اختصاراً للوقت.وبعد أن ينهض أفراد العائلة جميعاً ـ عدا الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم ـ يجلسون حول المائدة لتناول التمن والمرق والخبز، أو يشربون الشاي، ويتناولون الفواكه. بعدها يقرؤون دعاء البهاء وأوّله: (اللّهمّ إنّي أسألك مِن بهائك بأبهاه) والأدعية الخاصة بالسحور الأخرى.وقبيل أذان الفجر بعشرين دقيقة، نسمع مناجاة المؤذّن، وكانت تؤلّف أبياتاً من القريض خصيصاً لهذه المناسبة، وهي:إشــربِ المـاءَ هنـيـئاً يا مُـحـبْ  واجْـرِ دمـعَ العـيـنِ حُزناً وانتَحِبْ لـحسـينِ السِّـبـطِ في جَنبِ الفراتْ  مـات عـطشـاناً شـهـيـداً مُحتسِبْ إشــرب الــمـاء هـنـيـئـاً  إنّـــه مـــاءٌ مُـــبـــــاحْ اشـربِ الـمـاء هنـيـئـاً بـسـلامْ  واذكُـر الـمقـتـول مِـن جَور اللئامْ سبـط طـه المـصطفـى خـير الأنامْ  قـد بـقـي ثـاوٍ عـلى وجـه الرُّغامْ أيّها المذنب تُبْ لله إن شئـتَ الـنجـاةْ  حيث يُعطيكَ جِنانَ الخُلدِ أعلى الدرجاتْ فـهنـيئاً لـك يـا صائمُ نِلتَ الحَسَناتْ  يَتقبّلْ منك هذا الـصـومَ ربُّ الكـائناتْ ثمّ يكررها مرات عدة، أو يتلو غير هذه الأبيات، ثمّ يسرع أفراد العائلة إلى شرب الماء قبل أن يُعلَن عن الأمساك، وقبل أذان الفجر بدقائق يمتنع الجميع عن تناول الطعام والشراب، بينما نسمع المؤذن ينادي: (إمساك.. إمساك.. غفرَ الله لكم يا صائمين). وهنا يشرع المؤذن بالأذان، وينهض الصائمون لتأدية صلاة الصبح، سواء في البيت أو في مسجد قريب من الدار. كما يقصد البعض إحدى الروضتين (الحسينية او العباسية) للحصول على الأجر والثواب، وخاصة الذين لا يستطيعون النوم في ذلك الوقت، ومنهم من يخرج إلى عمله مبكراً.تصطف على مائدة الإفطار قبل أذان المغرب بربع ساعة الأكلات الشعبية التالية: شوربة العدس، حلاوة طحين حنطة، حلاوة طحين تمن، حلاوة نشه، دولمه، كباب شامي، كباب مشوي. باذنجان مشوي، كبّة حلب والمصقعة.وفي الوقت الحاضر أُض

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram