اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > صدور كتاب يروي سيرة الرسام والمفكر الشهير (فرانسيس بيكون) على لسان مربيته...

صدور كتاب يروي سيرة الرسام والمفكر الشهير (فرانسيس بيكون) على لسان مربيته...

نشر في: 17 فبراير, 2024: 10:48 م

ترجمة: عدوية الهلالي

في كتابها السابق، روت الكاتبة مايليس بيسيري حياة صامويل بيكيت في دار المسنين في شارع ريمي-دومونسيل في باريس.

وهذه المرة تكتب سيرة إيرلندي آخر، هو فرانسيس بيكون، أحد أهم الرسامين في القرن العشرين.. ومن خلال مربيته جيسي لايتفوت، يتم سرد حياة الفنان في الكتاب الذي يحمل عنوان (مربية فرانسيس بيكون) والصادر عن دار غاليمار للنشر.

عندما وصلت جيسي لايتفوت إلى مقاطعة كيلدير، جنوب غرب دبلن، في عام 1911، في منزل السيد بيكون، المعروف باسم الكابتن، لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير. ستكون مربية لأطفال العائلة، وسوف ترافق فرانسيس بيكون طوال حياته. وُلدت المربية عام 1871 في كورنوال،وعندما عملت لدى بيكون، الذي أصبح رسامًا مشهورًا في لندن، ذهبت إلى حد السرقة في الفترات العجاف لمساعدة الفنان. انها قصة مؤلمة ومبهجة لعلاقة أمومية وممتعة.

نحن في أيرلندا حيث المحتل الإنجليزي في خطر، وحيث يطارد الجيش الجمهوري الإيرلندي البروتستانت. وحيث يمتد هذا العنف الى عائلة الفنان، فمن خلال صوت المربية، ترسم مايليس بيسيري صورة مروعة للأب، وهو برتبة كابتن في الجيش الإنجليزي.وقدجعل من طفولة فرنسيس رحلة مؤلمة،ومليئة بالإهانة والعنف. إنه جلاد ولهذا يتم وصف العنف الجسدي الرواية بدقة شديدة. ولكن، هل سيعكس الرسام هذه السادية الأبوية في لوحته؟ ستساعد قراءة هذه العلاقة المرعبة في الإجابة على هذا السؤال المركزي لفهم عمل فرانسيس. وبينما تغيب الأم أو تنظم حفلات وتهمل اطفالها الثلاث. يكون وصول الخادمة،اوالمربية جيسي حلاً جيداً، إذ تقول المؤلفة عنها: "إنها والدته الحقيقية".. وعندما يذهب فرانسيس بيكون إلى لندن سيأخذ جيسي معه.وفي لندن، تبدأ جيسي باكتشاف عالم آخر، إذ تترك ايرلندا على الرغم من المناظر الطبيعية الأيرلندية الساحرة وترافق الفنان في زيارة الى باريس، ثم يجدان نفسيهما في لندن. وهناك، تعتني به وتنصحه، فهي مربية عصرية تفاجئه بحرية فكرها وحبها الذي لا ينضب له. وهي تنام متكئة على طاولة المطبخ في استوديو الرسام الذي لا يزال متهالكًا.وبهذه الطريقة ترسم بيسيري لندن التي شهدت ولادة رسام عظيم، فالعنف هذه المرة يرتسم على القماش بل ربما حلت فرشاة الرسم محل سوط إساءة معاملة الأطفال. وهكذا يتابع القارئ العمل الذي يلون اللوحة القماشية، والألوان القرمزية المستوحاة من بيكون وشخصيات الرسام التي تشبه الوحوش.

وتتخلل فصول السيرة الذاتية إشارات قصيرة حيث يدخل القارئ إلى عقل بيكون وهو يواجه لوحته عن غضب الخلق، ويتم سرد جنون الإبداع ومخاوف وأهوال الرسام بشكل عاجل: فالرسام ينعزل في ورشة العمل، وهي مكان غامض وغير معروف بينما المربية، ليست بعيدة أبدًا، تحمي فرانسيس من شياطينه حتى وفاتها في عام 1951، الأمر الذي يدمرالفنان. تقول المربية: "هل يمكنك سماعي يا فرانسيس، بومبوم، هل يمكنك سماع مربية الأطفال تتحدث إليك وسط ضجيج قلبها؟" إنه ينبض من أجلك، يا رجلي الكبير، من أجلك، يا حياتي".

وتردد: "يبدو لي أنني مازلت هناك، وأنني أشعر مرة أخرى بضربات المطر على ردائي، والماء يتسرب إلى عظامي عندما أمر عبر باب منزل كانيكورت، حيث أقدم نفسي مثل فأر مبلل للسيد والسيدة بيكون - "أنا جيسي لايتفوت، أنا قادمة للقيام بوظيفة المربية!" ولم اكد انهي التحية عندما بدأ حذائي المثقوب يتقيأ كل الطين الأيرلندي الذي التقطته من الممرات، ملوثًا السجادة في القاعة الكبرى في منزل كانيكورت".

كان فرانسيس بيكون، فيلسوفاً ورجل دولة إنجليزياً شغل منصب النائب العام واللورد المستشار في عهد الملك جيمس الأول وظلت أعماله مؤثرة حتى في المراحل المتأخرة من الثورة العلمية.وقد أطلق على بيكون لقب أبو التجريبية فقد جادل بإمكانية المعرفة العلمية القائمة فقط على التفكير الاستقرائي والملاحظة الدقيقة للأحداث في الطبيعة. وكان يعتقد أنه يمكن تحقيق العلم من خلال استخدام نهج متشكك ومنهجي. وكان الجزء الخاص به من المنهج القائم على الشك عبارة عن إطار بلاغي ونظري جديد للعلم، والذي لا تزال تفاصيله العملية مركزية في المناقشات حول العلم والمنهجية. وهو مشهور بدوره في الثورة العلمية، التي بدأت خلال العصور الوسطى، حيث شجع التجريب العلمي كوسيلة لتمجيد الله وإتمام الكتاب المقدس.

كما كان بيكون راعيًا للمكتبات وطوّر نظامًا لفهرسة الكتب تحت ثلاث فئات – التاريخ والشعر والفلسفة – والتي يمكن تقسيمها أيضًا إلى موضوعات وعناوين فرعية محددة. ويقول عن الكتب التي كتبها، "بعض الكتب يجب تذوقها، والبعض الآخر يجب ابتلاعه، وبعض قليل يجب مضغه وهضمه".

تلقى بيكون تعليمه في كلية ترينيتي بجامعة كامبريدج، حيث اتبع بدقة مناهج العصور الوسطى، والتي كانت تُقدم إلى حد كبير باللغة اللاتينية. وكان أول من حصل على تعيين مستشار الملكة، الذي تم منحه له في عام 1597 عندما خصصته إليزابيث الأولى كمستشار قانوني لها.وبعد اعتلاء جيمس الأول العرش عام 1603، مُنح بيكون لقب فارس، ثم اصبح بارون فيرولام عام 1618 وفيكونت سانت ألبان عام 1621، ولم يكن له ورثة، ولذلك انقرض كلا اللقبين بعد وفاته بالالتهاب الرئوي في عام 1626 عن عمر يناهز 65 عامًا. وقد دُفن في كنيسة القديس ميخائيل، سانت ألبانز، هيرتفوردشاير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Anonymous

    لم افهم ما علاقة الرسام فرانسيس بيكون في القرن العشرين بالعالم والفيلسوف بنفس الاسم في القرن الخامس عشر؟ ام مجرد تشابه اسماء ؟ حشرت في المقال من دون تدقيق.

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram