بغداد/ نورا خالدتشهد اسواق بغداد هذه الأيام حراكاً متزايداً وانتعاشاً ملحوظاً، مع تزامن ثلاثة مواسم للشراء، جاء في مقدمتها شهر رمضان الفضيل يليه عيد الفطر المبارك والموسم الدراسي الجديد، وبرغم الأعباء التي ألقتها تلك المناسبات على كاهل العوائل العراقية الا أنها لم تمنعهم من شراء ما يحتاجونه من مستلزمات وحاجيات برغم ارتفاع أسعارها.
أخيرة (المدى) تجولت في عدد من الأسواق المزدحمة والتقت بعض أصحاب المحال والمتبضعين، أبو منتظر كان برفقة ولديه لشراء ملابس العيد، أشتكى من غلاء الأسعار وعدم جودتها وقال: تزامن الموسم الدراسي مع العيد شكل ضغطا كبيراً على العوائل، والمشكلة ان الغلاء لم يقتصر على الملابس والمواد الكمالية فحسب، بل شهدت معظم المواد الغذائية ارتفاعا كبيرا في الاسعار، وهذا يسبب إرباكا للمواطنين من ذوي الدخل المحدود. أم احمد (ربة بيت) قالت: على الرغم من زيارتي للسوق عدة مرات لشراء ملابس العيد لأطفالي، إلا أنني لم احصل على المناسب منها بسبب ارتفاع أسعارها والتي تكون في بعض الأحيان أغلى من ملابس الكبار، فسعر البدلة الواحدة يزيد على 40 ألف دينار، اضافة الى ان الموسم الدراسي على الابواب ويتطلب ضرورة تأمين احتياجات الابناء من ملابس وقرطاسية وغير ذلك، وهي تتفوق من حيث الأهمية على نفقات العيد.أما أم وسام (لديها ثلاثة أطفال) فقالت: ادخرت منذ اشهر ميزانية خاصة للعيد والعام الدراسي الجديد، لكن ما ادخرته لم يصمد كثيراً أمام جنون الأسعار، ولم اوفق في إيجاد ما يرضي الاولاد، واضافت: لا اعرف لماذا لا يفرضون رقابة على أسعار التجار للحد من جشعهم؟.علي صادق صاحب محل لبيع الملابس في الكرادة قال: على الرغم من غلاء أسعار الملابس هذه الايام، إلا أن الإقبال كبير من قبل العوائل، وأكد أن سبب ارتفاع الأسعار يعود الى غلاء أجور النقل والإيجارات وأقساط خطوط المولدات الأهلية، ناهيك عن أن معظم البضائع مستوردة. واعترض زميله البائع احمد هادي على الحديث المستمر عن ظاهرة غلاء الأسعار قائلا:أن ما موجود في السوق متاح لجميع الشرائح الاجتماعية، فهناك الغالي وهناك ما هو متوازن في السعر.وأمام ذلك الغلاء نشطت في بعض الأسواق الشعبية ظاهرة البيع بالتقسيط لتمكين ذوي الدخل المحدود من توفير مستلزماتهم مع إضافة بعض الأجور عليها من قبل الباعة، وعن ذلك أخبرتنا الموظفة ساجدة محمد أنها غالباً ما تسدد الأقساط التي بذمتها لصاحبة المتجر القريب من بيتها في بداية كل شهر ولولا هذه الطريقة لما أمكنها توفير ملابس العيد لأطفالها واحتياجات منزلها.
العيد والموسم الدراسي الجديد يستهلكان مدخرات العائلة العراقية
نشر في: 31 أغسطس, 2010: 06:32 م