سوق الشيوخ (ذي قار) 964
هذه العائلة الصابئية تصارع الحديد في سوق الشيوخ وتطوّعه منذ 4 أجيال، لكن أمام استمرار "أبو داوود" تحديات كثيرة، كشأن بقية أقرانه من الصنّاع العراقيين المهرة، وتصنع الورشة القديمة في سوق الشيوخ، مختلف الأدوات الزراعية التي يحتاجها المزارعون لتكريب النخيل،
أو حصد الخضروات الورقية، أو "منكاش" تقليب الحطب، وحتى قدور طبخ التمر، لكنه يفاخر أكثر بالمنجل الذي يصنعه، ويقول إنه يعيش 30 عاماً على الأقل، على عكس المنتجات الصينية التي يتراجع أداؤها في غضون أسابيع، غير أن الصين ليست مشكلة "أبو داوود" الوحيدة، فهجرة المزارعين وتحويل بساتينهم إلى كتل سكنية يبقى العامل الأكثر تأثيراً.
أبو داود – حداد لشبكة 964:
ورثت مهنة الحدادة أباً عن جد، وتعلمت المهنة من والدي عام 1970 وكان عمري حينها سبع سنوات، وهو تعلم من والده أيضاً.
أصنع في محلي (المنجل، الشلبة، سكين التكريب أو العكفة، المسحاة، الصخين، سكة الفدان، قدر التمر لطبخ الخلال، الفرود، الشوايات، منكاش الحطب، والمقطامة)، وكلها مصنوعة بيدي.
الأسعار غير متساوية وحسب السوق، مثلاً سعر المنجل 10 آلاف دينار، وسكين التكريب 15 ألف دينار، وإذا كان الطلب بمواصفات خاصة يكون سعره أكثر.
مواسم العمل والبيع في وقت حصاد الحنطة، وقصاص التمر وتلقيح النخيل، والإقبال قليل عامة، فالكثير من الفلاحين باعوا بساتينهم وتحولت إلى أراض سكنية.
أعاني من الصناعة الصينية فكلفتها رخيصة لكنها تتلف بسرعة، أصنع منجلا يدوم 30 عاماً بينما المنجل الصيني لا يدوم أكثر من شهر، وهذا يسبب المزيد من الخسائر للفلاحين.