اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > انقلاب نسوي في البصرة .. تقييد الحريات الرياضية ينذر بمواقف حادة

انقلاب نسوي في البصرة .. تقييد الحريات الرياضية ينذر بمواقف حادة

نشر في: 21 فبراير, 2024: 11:56 م

 البصرة/ علي الحمداني

"لا يمكن منع مشاركة النساء في الأنشطة والفعاليات الرياضية، سيكون لمنظمات المجتمع المدني والناشطين والإعلاميين مواقف من تقييد حريتهن، وربما تشهد البصرة انقلابا نسوياً، لما لهن من دور فعّال في المحافظة".

هكذا تتحدث رئيسة مؤسسة أماليد في البصرة، سكينة الجابري، عن إلغاء مشاركة النساء في ماراثون البصرة جنوب العراق الذي جرى تنظيمه في 9 شباط الجاري، والذي لا يزال يثير الجدل بين المناهضين لوجود النساء في هذا النشاط ومدافعين عن المساواة.

تقول الجابري لـ(المدى) إنه "عندما بدأت هذه البطولة شارك فيها الرجال والنساء وحتى الفتيات الصغار، لكن عندما وصلت إلى الماراثون مُنعت عنه النساء، رغم مشاركتهن في افتتاحية البطولة".

وتؤكد أن "منظمات المجتمع المدني وكذلك الناشطين والإعلاميين أعلنوا رفضهم لفكرة المنع، خاصة وأنه صادر عن جهة دينية، ما يشير إلى وجود تقييد للحريات في ظل مجتمع ديني وعشائري لا يهتم بالحرية والديمقراطية".

تهميش ينذر بـ"انقلاب نسوي"

تلفت الجابري، إلى أن "المرأة في البصرة تسعى للعمل في مجالات مختلفة لتحظى بدور واسع في المجتمع، التي هي نصفه، لكن لم تنل حقها النصفي هذا، بل ما تحصل عليه هو التهميش".

وتضيف، أن "المجتمع المدني هو الداعم الأول للنساء، وهناك منظمات خاصة في قسم تمكين المرأة تعمل على ذلك، لكن ليس بالمستوى المطلوب، بسبب المجتمع العشائري".

وبالعودة إلى الماراثون، فإن منع مشاركة النساء "نقل صورة غير حضارية على المستوى المحلي والعالمي، فقد أعطى صورة بأن مجتمع البصرة هو ديني عشائري بحت"، وفق الجابري.

وترى أن "ما حصل هو أمر مدروس، حيث هناك نساء تشارك في بطولات الملاكمة والكراتية والسلة وكرة القدم وغيرها، وحتى في خارج القطر، لكن عندما يصل هذا النشاط إلى البصرة يتم رفضه!، رغم عدم وجود قانون يمنع حرية المرأة".

وتتوعد رئيسة مؤسسة أماليد، بـ"اتخاذ مواقف تجاه التقييد على حرية المرأة، وقد يحصل انقلاب في البصرة من قبل المرأة البصرية، لما لها من دور فعّال في المحافظة".

وتواجه الرياضة النسوية العراقية تحديات عديدة، أبرزها ما يتعلق بطبيعة المجتمع والأعراف والتقاليد الاجتماعية المحافظة، إضافة إلى عدم وجود البيئة الآمنة لممارسة الرياضة، ما أدى إلى إحجام الكثير من النساء عن ممارسة الرياضة خاصة في جنوبي العراق.

وفي هذا السياق، تقول ناشطة من البصرة طلبت عدم ذكر اسمها، إن "منع النساء من ممارسة هوايتهن أمراً خطيراً يهدد مكانة البصرة في الجانب الرياضي، بعد أن شهدت انفتاحاً على العالم وإقبال الوفود عليها خاصة بعد البطولات التي أقيمت على أرضها".

وتضيف لـ(المدى)،: "كما يترتب على هذا الانغلاق تداعيات اقتصادية، ما يستدعي من نساء المحافظة والتي لهن أدواراً قيادية في الحكومة المحلية، بالدفاع عن حقوق المرأة البصرية قبل أن تتسع تلك القيود لتشمل جوانب حياتها المختلفة".

يُذكر أنّ العراق شهد، في الأعوام الماضية، منع مهرجانات وفعاليات عدّة بداعي مخالفتها تعاليم الدين أو الأعراف العشائرية، ولا سيّما أنّ الجهات المعنية تستخدم لغة التهديد والوعيد. وترى جهات عراقية مناهضة لسلطات رجال الدين ومحاولتهم فرض رقابتهم على المجتمع، أنّ إلغاء مشاركة النساء في المارثون المذكور يعّد مؤشّراً سيئاً على واقع الرياضة النسائية في العراق.

"انتهاك" للحقوق

وفي هذا الجانب، تقول الأستاذة في علم الاجتماع بجامعة بغداد، لاهاي عبدالحسين، إن "البصرة التي أذهلت العالم بكرمها وانفتاحها ونزعتها للحياة في خليجي 25، ومعارض الكتب ومهرجانات الشعر والأدب، يجب أن تحتفي بالمرأة وترعى مشاركتها في صنع مجدها وتميزها".

وتضيف لـ(المدى)، أن "منع الفتيات البصريات من المشاركة في نشاط رياضي عام، كان له وقع سيئ على محبي البصرة والمعجبين بقدرتها على التميز، رغم كل ما مرّت به هذه المحافظة من مآسي تسببت بها حروب عبثية".

وتوضح، أن "أولئك الفتيات اللواتي رغبن في المشاركة بماراثون البصرة جنباً إلى جنب مع الشباب، لم يأتين من (فطر الكاع)، كما يذهب المثل الدارج، بل رغبن بذلك بموافقة أهاليهن وعوائلهن".

وتكمل حديثها،: "بالتأكيد، فإن التدخل لسحب موافقة الأهالي هو انتهاك لحق هؤلاء في إدارة شؤونهم الاجتماعية وفق اعتبارات يقدرونها جيداً، وليسوا بحاجة إلى من يفرض عليهم أن يتصرفوا بهذه الطريقة أو تلك".

وتبين،: "إذا كانت البصرة تسعى لتكون قبلة للسياحة والنشاطات الرياضية والثقافية والأدبية، فإن على القائمين على أمورها الإدارية أن يحترموا رغبة سكانها، ويدعموا فكرة تقديمها كمدينة تسابق الزمن لتعود إلى مجدها الاجتماعي والتاريخي، وما الماراثون إلا صيغة من صيغ التعبير عن ذاتها وجوهرها التقدمي والمدني العريق".

يذكر أن للرياضة النسائية في العراق تاريخ طويل يعود إلى السبعينيات والثمانينيات، وعلى الرغم من القيود العديدة التي لا تزال قائمة، إلّا أن فرقاً نسائية عراقية ورياضيات عراقيات عاودن المشاركة في بطولات عربية في كرة القدم والملاكمة ورفع الأثقال والكرة الطائرة وقيادة الدراجات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد
سياسية

الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد

بغداد/ تميم الحسنيقترب الجيش التركي أكثر من مدينة دهوك في وقت يعلن فيه رئيس الحكومة محمد السوداني اكتمال الربط الكهربائي مع انقرة.ويعتقد ان بغداد تقدم "تنازلات" لتركيا لتكون بديلا عن الولايات المتحدة التي قد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram