متابعة المدى
أقيمت في غاليري مجيد جلسة استذكارية للفنان الراحل رسام الكاريكاتير مؤيد نعمة، حضرها جمهور غفير اكتظت به قاعة الغاليري، وتحدثت في الجلسة الكاتبة والاعلامية مها البياتي، وقدمها الناقد علاء المفرجي.
في بداية الجلسة تحدثت البياتي عن سيرتها المهنية في الصحافة حيث عملت في مجلتي والمزمار، ثم انتقلت بعدها الى مجلة الاذاعة والتلفزيون، ليتم ابعادها من عالم الاعلام بسبب ميولها وعائلتها لليسار والحزب الشيوعي. واشار الناقد علاء المفرجي الى ذكرياته مع الراحل الفنان مؤيد نعمة في جريدة (المدى) والتي كان الراحل أحد ابرز العاملين فيها، وسأل المفرجي الكاتبة مها البياتي عن ارتباطها كزوجة بمؤيد نعمة فردت قائلة انها كانت زميلته في العمل في مجلتي والمزمار عام 1971 حيث كانت محررة ومؤيد نعمة رساماً.. لم تبدأ علاقتهما مباشرة فقد كانا زملاء عمل. تروي البياتي كيف تقدم مؤيد لخطبتها: في يوم من الايام تعرضت مها البياتي الى نكسة صحية نقلت على إثرها الى المستشفى وقد قام بزيارتها كل زملائها في العمل عدا مؤيد نعمة، وقد كانت مفاجأة بالنسبة للبياتي عدم زيارتها وقد اتصل مؤيد ليلاً واخبرها عن اعتذاره عن عدم زيارتها كونه لا يحب زيارة المستشفيات ولا يريد ان يشاهدها وهي في وضع صحي سيئ، وبعدها بأيام تقدم الى خطبتها.
ثم أشارت الى رسم مؤيد نعمة أول فيلم كارتوني عراقي عام 1972 وكان بعنوان "لعبة كرة قدم اميركية"، حيث فاز الفيلم بالجائزة التحكيمية في مهرجان فلسطين الاول عام 1972. وكان الكادر يتكون من 10 أفراد فقط ولهم سقف زمني مدته شهر واحد وكانت الأجهزة بدائية.
كان مؤيد نعمة شيوعياً في انتمائه، وفي يوم الاثنين المصادف 12/5/1979 – تقول البياتي - اعتقل مؤيد نعمة من داره الواقعة في حي المنصور. وتتذكر زوجته حيث تقول: دقت الباب وعندما فتحتها وجدت ان زميل طفولتها وجار شقيقتها ابو وسام وخلفه العديد من رجال الامن وعندما شاهدها قال ماذا تفعلين هنا، اخبرته انه بيتها وهي زوجة مؤيد نعمة.
تذكر مها البياتي ان مؤيد نعمة هو صاحب التجربة الاولى في الوطن العربي في إدخال الكاريكاتير في الخزف وهي بادرة قدمها مؤيد عام 1973 على رؤوس الاساتذة منهم كاظم حيدر، فائق حسن، سعد شاكر، اسماعيل الشخيلي، اسماعيل الترك، أسعد عبد الرزاق.. وقد سرق احد التماثيل في باريس لأهميته، وقد ذكرت البياتي ان المرحوم كان يتمنى ان يتفرغ لإكمال تجربته العظيمة التي لم يستطع الى هذه اللحظة اي فنان من القيام بتلك التجربة.
وتداخل الفنان د.فلاح الخطاط قائلا: الراحل مؤيد نعمة وغيره من زملائه الذين حرصوا على قراءة الكاريكاتير العراقي، شعروا بأنهم يعملون في حقل ألغام واسع، فتداركوا أمرهم برسم تخطيطات متداولة على نطاق ضيق، تكشف محنة العزلة، والفهم الخاطئ لاعمالهم. أثبت مؤيد نعمة يوم كان طالبا في أكاديمية الفنون الجميلة أواسط عقد السبعينيات من القرن الماضي، بأنه المشاكس الوحيد بين زملائه من الطلبة، لانه غامر بصنع تماثيل لأساتذته آنذاك، كاظم حيدر، سعد شاكر، فائق حسن وعالجها باسلوب كاريكاتيري خروجا على قواعد فن السيراميك التي درسها في كليته.. تلك المغامرة اثارت العديد من ردود الافعال وعدت انجازا لفنان أجاد تحقيق حضوره في الحركة التشكيلية العراقية المليئة برموز كبيرة بحسب وصف النقاد. فيما تحدث رسام الكاريكاتير المعروف خضير الحميري عن ذكرياته مع الفنان مؤيد نعمة.