TOP

جريدة المدى > سينما > الشخصية العراقية فـي الدراما الامريكية.. مسلسل الضياع نموذجاً

الشخصية العراقية فـي الدراما الامريكية.. مسلسل الضياع نموذجاً

نشر في: 1 سبتمبر, 2010: 05:39 م

يوسف أبو الفوز 1-2في مجلة "رسالة العراق" الشهرية ، التي كانت تصدر في لندن ، قبل سقوط النظام الديكتاتوري ، وفي العدد 35  تشرين الثاني 1997 ، كتبت ساخرا ، بأني مكتشف "مكرمة" مجهولة من مكرمات الديكتاتور العراقي صدام حسين،
الا وهي دخول العراقيين مادة في السينما الغربية ، بحيث صرنا نسمع هناك كلمات عراقية كنا نعتقدها حكرا على شعب "الشكو ماكو" ! لكن الامر بات يتعدى السخرية بكثير، أذ صار واقعا يترسخ ويتوضح يوما بعد اخر ،  فقد راحت تتسع هذه الموضوعة كميا ، لتكون الشخصية العراقية ، وأحداث العراق عموما ، طرفا بارزا في أحداث وثيمات الدراما الغربية ، سينما وتلفزيون ، خصوصا الأمريكية، وتتسع مساحتها وتتغير نوعيتها ارتباطا بالكادر الفني للعمل ، بدءاً بكاتب النص ومرورا بالمنتج وصولا إلى المخرج ، وان جدية وسطحية التناول هنا ترتبط بالموقف الفكري لفريق العمل من القضايا المطروحة والتي يحملها العمل الفني . هكذا شاهدنا في العقدين الاخيرين أعمالاً درامية أمريكية حاولت ان تنصف شيئا مما يتعلق بالعراق وشخصية العراقي ، وعموما شخصية الإنسان العربي والمسلم، وهذا الأمر لم يأت بشكل مفاجئ بقرار سياسي من جهة ما عليا ، وأنما تطلب سنين طويلة ليترسخ و يتوضح ارتباطا بمتغيرات العوامل السياسية والاجتماعية والفكرية ، وأساسا التطورات والتغيرات في هوليوود ذاتها ، فالرأسمال الصهيوني والفكر اليميني والعنصري ظل لفترة طويلة ، وبحماية من مؤسسات الدولة وبدعم سياسي رسمي وشبه رسمي ، مسيطرا على ما ينتج ويخرج من ستوديوهات هوليوود الى شاشات العالم، وبالتالي ولسنوات طويلة ظلت الدراما الامريكية تتعامل مع الشرق عموما، والعراق بشكل خاص ، من خلال أجواء الف ليلة وليلة والاساطير البابلية والسومرية ، وتقدم عنه صورة نمطية تتسم بالتخلف والجهل والشر، وفي البال أفلام مثل "حرامي بغداد"، ابتداءً من نسخة  المخرج الأمريكي "راؤول والش" (1887ـ 1980) ، المعروف باخراجه أفلاماً لصالح اسرائيل !! ، واخرج نسخته من " لص بغداد " عام 1924 ، وما تبع ذلك من نسخ أخرى لمخرجين آخرين سواء للتلفزيون او للسينما ، وفيلم "التعويذة"  لوليم فرايدكن (مواليد 1935) اخرجه عام 1973 ، ويذكر ان مشاهد من هذا الفيلم صورت في مدينة الحضر الاثارية التي تبعد حوالي  70 كم جنوب غربي مدينة الموصل ، هذا اذا لم ننس الصورة الكاريكاتيرية للعربي وحريمه وجماله ـ بكسر الجيم ـ وأموال النفط وليالي السلاطين والامراء الباذخة التهتك ، وفي البال ايضا تلك الاعلانات المعروفة في اسفافها عن العرب والمسلمين والعراقي من ضمنهم  بالطبع . في العقود الاخيرة ، وفي هوليوود وعموم ستوديوهات الغرب ، كُسر ـ بضم الكاف ـ احتكار الإنتاج من قبل الشركات التقليدية المعروفة ، الخاضعة للفكر الصهيوني او الفكر اليميني والاستعماري ، الرسمي وشبه الرسمي ، الذي يستهين بشعوب ما عرف بالعالم الثالث ، وظهر منتجون مستقلون ، وأسس العديد من المخرجين شركات انتاج فنية خاصة بهم ، وأنتجوا أفلاما نجحت تجاريا ، وصاروا يتحكمون بالمواضيع الفكرية التي يتناولونها ، واختيار فريق العمل الذي ينسجمون معه ، وبدأت الأفكار الليبرالية والموضوعية تتسلل الى الدراما الامريكية . صارت العديد من الاعمال الفنية تتعامل مع الاوضاع العالمية بروح مختلفة ، يسودها البحث الموضوعي المحايد في الاحداث السياسية والتأريخية ، وبدأ تناول موضوعات مثل الاسلام والعرب يتم من زوايا فيها إنصاف كبير بعيدا عن الصورة النمطية والموقف المتشدد والمنحاز مسبقا ضد الاسلام والعرب ، وبرزت روح السعي للتحلي بالموضوعية ، وفهم الصراعات بعيدا عن منطق الوصفات الجاهزة التي ترسخت عميقا في ذهنية الثقافة الغربية التي اتسمت بالاستعلاء على الشعوب خلال فترات الاستعمار ونهب خيرات الشعوب ،  والمرتبطة بالموقف الرسمي الحكومي او موقف المؤسسات الرأسمالية . وبالرغم من احداث 11 أيلول/ سبتمبر في 2001 ، التي وعند قطاع معين من العاملين في وسائل الاعلام والاوساط السياسية والدراما ربطت بشكل مباشر ما بين الارهاب والاسلام، وارتباطا بذلك وعلى أساسه تم أنتاج افلام ، نجح بعضها تجاريا ، حاولت مواصلة تكريس صورة المسلم الشرير والاساءة الى نضالات الشعوب ، خصوصا القضية الفلسطينية ، والتي سادت في العديد من افلام ما قبل احداث 11 سبتمبر ، امثال فلم  "اكاذيب حقيقية " 1995 من اخراج الشهير جيمس كاميرون، الذي اساء في فلمه هذا كثيرا للقضية الفلسطينية . وظهرت بعد احداث سبتمبر افلام اخرى مشابهة مثل فيلم "قمة كل المخاوف" اخراج فيل ادلن روبنسن 2002 ، وفيلم "تاجر الحجارة" عام 2006 للمخرج الايطالي رينزو مارتينيللي وأنتاج امريكي ، وغيرها من الافلام ، الا انه وكما اسلفنا فأن هناك فهما اخر بدأ يظهر ويتعزز ويربط الارهاب بالتطرف الديني ويحاول ان يقدم صورة معقولة للاسلام والمسلمين ، وبدأت شخصية المسلم تلعب دورا محوريا أيجابيا في العديد من الاعمال الدر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مهرجان البحر الأحمر يكشف عن أولى ملامح الدورة الرابعة من افلامه

"خطّ التماس" لسيلفي بايّو: معاينة حربٍ بوسائل بصرية مختلفة

هانز زيمر وتجربته الموسيقية مع كرستوفر نولان

مقالات ذات صلة

سينما

"خطّ التماس" لسيلفي بايّو: معاينة حربٍ بوسائل بصرية مختلفة

قيس قاسمتستعير المخرجة الفرنسية سيلفي بايّو (1967) ذاكرة فداء بزري، لتراجع سنوات الحرب الأهلية، التي عاشتها اللبنانية في طفولتها. في لحظة شبابها، تريد طيّ ذكرياتها المشوّشة عنها جانباً، والمضي في عيش بقية حياتها. تدرك...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram