اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > في حوارمع المؤرخة الامريكية ناتالي زيمون ديفيس: اكتب للناس العاديين وليس للمتخصصين

في حوارمع المؤرخة الامريكية ناتالي زيمون ديفيس: اكتب للناس العاديين وليس للمتخصصين

نشر في: 25 فبراير, 2024: 10:28 م

ترجمة: عدوية الهلالي

تعد المؤرخة الأمريكية الكندية ناتالي زيمون ديفيس، المولودة في عام 1928واحدة من أعظم الشخصيات في البحث التاريخي الأمريكي.

وهي معلمة في جامعة برينستون وجامعة تورنتو، والرئيس السابق للجمعية التاريخية الأمريكية ومن اهم اعمالها (عودة مارتن غير)الصادرةعن منشورات تالاندييه عام 2008، و(ليون الافريقي)الصادرة عن منشورات بايو عام 2014...وفي عام 2013، قدم لها الرئيس باراك أوباما وسام العلوم الإنسانية الوطنية الذي يميز الأشخاص أو المؤسسات التي عملت لصالح العلوم الإنسانية. مجلة الاكسبريس الفرنسية اجرت معها حوارا جاء فيه:

*أنت مؤرخة أمريكية، لكنك كرست عملك الأول كمؤرخة لفرنسا. فلماذا هذا الاهتمام بها؟

-كان أجدادي مهاجرين يهودًا من أوروبا الشرقية لكنهم لم يتحدثوا أبدًا عن هذا الماضي، الذي تميز بمعاداة السامية التي عانوا منها، لقد كانوا فوق كل شيء أميركيين. لذلك كان لدي شعور بأنني نشأت في عائلة بلا جذور. ومع ذلك، فقد أتممت دراستي في مدرسة ثانوية خاصة حيث كنت محاطًة بفتيات يافعات، ينتمين إلى عائلات قديمة لها تاريخ طويل.وعندما اكتشفت تاريخ التنوير وخاصة تاريخ الثورة الفرنسية قلت لنفسي: هذا هو تراثي! وبعد الحرب العالمية الثانية، كنت مليئة بالآمال والمثل العليا لفترة ما بعد الحرب. ثم ذهبت إلى كلية سميث، حيث كرست نفسي لدراسة التاريخ ثم في جامعة ميشيغان، حيث أكملت الدكتوراه، بعدها وصلت إلى فرنسا عام 1952 مع زوجي لإجراء بحثي وكان هنالك تناقض قوي مع الولايات المتحدة.ووقعت أنا وزوجي في حب فرنسا على الفور.علاوة على ذلك، فقد تأثرت بمعرفة الوجودية من خلال اعمال، سارتر، أنويله، كامو، التي اكتشفتها أثناء دراستي في سميث وكانت مراكز اهتمامي مختلفة قليلاً عن تلك الخاصة بالمؤرخين الفرنسيين في ذلك الوقت اذ كتبت عن الاصلاح وعن الناس العاديين وزملائي في مجال الطباعة، وعن مصيرهم، وخياراتهم الدينية، ووصولهم إلى السياسة، وظروفهم الاقتصادية.

* ما الذي دفعك بعد ذلك للاهتمام بالمرأة؟

-منذ سنوات بحثي الأولى، قمت بتدوين كل ما وجدته عن النساء، وخاصة زوجات عمال المطابع، وبائعي الكتب. وقد كنت وقتها جزءًا من الحركة السياسية النسوية التي تطورت في كندا والولايات المتحدة. ومن ناحية أخرى، قابلت المؤرخة الأمريكية جيل كير كونواي، التي دافعت عن أطروحة في جامعة هارفارد حول الدور السياسي للمرأة في الحياة الأمريكية. وعندما رأيت هذا العمل، فهمت كيفية بناء سرد تاريخي تكون فيه القضية الأنثوية رئيسية. لقد بدأت أنا وجيل في تدريس إحدى الدورات الأولى في أمريكا الشمالية حول تاريخ المرأة. لهذا، كان عليّ أن أجد وثائق عن نساء العصر الحديث، تلك الفترة التي كنت متخصصة فيها. ثم استخدمتها في بحثي الخاص. وبهذه الطريقة تناولت، على سبيل المثال، ثلاث نساء من القرن السابع عشر، جليكل باس جودا ليب، وماريديلان كارنيشن،ومارياسيبيلاميريان،والنساء الثلاثة واحدة يهودية والاخرى كاثوليكية والثالثة بروتستانتية، وقد نشر هذا الكتاب في عام 1995تحت عنوان (نساء على الهامش).

*هل يفسر هذا الاهتمام بالمهن الفردية انجذابك للسير الذاتية؟

-السير الذاتية التي تلتزم بشكل صارم بشخصية واحدة يمكن أن تكون حيوية للغاية ومتقنة. لقد سعيت دائمًا إلى العمل على الحياة التي توفر لي هذه الإمكانية، وتسمح لي بطرح أسئلة أوسع. هذا ما فعله أيضًا المؤرخ الإيطالي كارلو جينزبورغ كثيرًا. ومافعله المؤرخ آلان كوربين الذي سارعلى خطى شخص مجهول من القرن التاسع عشر موضحا كيف يمكن لهذا الرجل أن يصور طريقة كاملة للحياة في نورماندي. يعجبني ذلك، أي اتباع خيط حياة فردية لإظهار التناقضات والمفارقات الرئيسية لعصر ما.

*أنت تكتبين بأسلوب ممتع وجذاب وغير مألوف في الأعمال الأكاديمية. على سبيل المثال، وتسمحين لنفسك بإعطاء صوت لشخصياتك. هل تلاحظين هذا الاختلاف؟

-لدي نهج أكاديمي في عملي فأنا أعمل بعمق، ولدي العديد من الملاحظات، انا أحترم قواعد مهنتنا، مهنة المؤرخ التي يتحدث عنها مارك بلوخ. هذا الأمر ضروري للغاية.،لكن أسلوبي شخصي فأنا أريد أن أكتب لجذب الناس العاديين وليس المتخصصين فقط.

*تقول المؤرخة ميشيل بيرو، التي كانت من رواد تاريخ المرأة في فرنسا، إنك أنت وزميلاتك الأمريكيات كان لكن دور حاسم في هذا المجال؟

-ميشيل بيرو، التي أحب عملها كثيرًا، كانت قد واجهت بالتأكيد صعوبة أكبر في العمل على تاريخ المرأة أكثر من الأمريكيين. لم يكن الموضوع مقبولًا في العالم الأكاديمي الفرنسي، وعلى عكس الولايات المتحدة حيث يمكننا التدريس دون مشكلة، بل وحتى الحديث عن تاريخ النشاط الجنسي. ولحسن الحظ، فقد نجح المؤرخون الفرنسيون، الذين قاموا بعمل رائع، تدريجياً في فرض هذه الموضوعات.

*هل كان عملك كمؤرخة مرتبطًا دائمًا بالتزاماتك؟

- لا ينبغي الخلط بين الاثنين.وانا كمؤرخة، يجب عليّ دائمًا أن أكون مخلصة لقواعد مهنتي، ويجب ألا تؤثر تفضيلاتي السياسية بأي شكل من الأشكال على عرضي للأدلة من الماضي. ولكن من الصحيح أنني أريد أن أصنع قصة مهمة: وهذا لا يعني قصة لها تأثير سياسي مباشر، لكن هذا له علاقة بالقضايا التي تهمنا اليوم. ويمكنك أن ترى ذلك مع قصة ليون الأفريقي، هذا العالم المسلم، الذي اختطف، وتم نقله إلى روما، والذي أُعتبر "همزة وصل" بين الثقافتين المسيحية والإسلامية قبل أن يعود إلى دياره بعد سنوات فهو مثال للمسلم ولكنه ليس جهاديًا...

*هل تواصلين العمل؟

-نعم! أنتهيت من مشروع صغير عن المسرح العربي والأوروبي في القرن السادس عشر.واستلهم هذا المشروع من العمل الذي قمت به مؤخرًا مع الكاتب المسرحي وجدي معوض. لدي مشروعان آخران آمل أن أكملهما هذا العام. يركز أحدهما على العبودية في سورينام عبر ثلاثة أجيال؛ ومشروع أخير عن عالم لغوي فولكلوري روماني جاء إلى فرنسا عام 1900 للكتابة عن رابليه، الذي تحول من اليديشية إلى الفرنسية. وفي جميع الحالات الثلاث، فهذه أيضًا شخصيات تعبر الحدود الثقافية..

*عندما تلقيت وسام العلوم الإنسانية الوطنية من الرئيس باراك أوباما، قلت إنك مؤرخة للأمل. ألازلت كذلك؟

-نعم! أنا أحب وظيفتي. إذ تظل قراءة الأرشيف والبحث عن الوثائق وأسرار الماضي متعة كبيرة. وعلى الرغم من وجود العديد من المشاكل في العالم اليوم، إلا أنني أؤمن بإبقاء الأمل حياً ومواصلة سرد التاريخ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram