TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > الدراما المصرية تتقدم خطوة والسورية مستنسخة

الدراما المصرية تتقدم خطوة والسورية مستنسخة

نشر في: 1 سبتمبر, 2010: 05:49 م

العربية نت   تصنف الأعمال الدرامية التي تعرض على شاشات التلفزيون اليوم بأنها دراما اجتماعية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل القضايا الاجتماعية هي مسائل الزواج والطلاق ومشاكل المخدرات والعادات والتقاليد وغيرها فقط؟ وكيف يمكن اقتطاع أي أحداث في مسلسل اجتماعي من سياقها العام الذي تتقاطع فيه كل خيوط المجتمع الاقتصادية
 والسياسية والثقافية خاصة أننا في مرحلة تاريخية لم يعد من الممكن فيها تناول أي شأن في المجتمعات العربية بشكل يعزله عما يحدث في المجتمع والعالم أيضا من صراعات ثقافية وسياسية ودينية أيضا. التسليم بأن القضايا الاجتماعية هي موضوعات ذات حدود ضيقة ويمكن مناقشتها دراميا أو عرضها ضمن عوالم خاصة بالشخصيات لا في حدود تتسع ليكون المجتمع هو عالم الحدث وإطاره الكبير الذي يضم فسيفساء الثقافة والسياسة والدين والاقتصاد التي تتمازج لتكون الصورة المنطقية الواضحة، ما يجعل موضوعات دراما السبعينيات هي نفسها موضوعات دراما العقد الأول من الألفية الثالثة. وهو ما يحدث في كثير من الأعمال الدرامية بالمناسبة، وخاصة في البلاد التي تضيق فيها مساحة الحرية كثيرا. تنافس ثلاثياليوم هناك على الساحة الفنية ثلاث جهات منتجة للأعمال الدرامية هي مصر وسوريا ودول الخليج العربي، وكلها تتنافس لتقديم الأجود في رمضان ولكن هل تقدم ما يمكن اعتباره فعلا قضايا اجتماعية محلية أو عربية تعبر عن هم وواقع المشاهد بشكل حقيقي؟ لنتفق أولا على أن غرض المتفرج من مشاهدة المسلسلات هو المتعة والتسلية، وهناك أعمال تحقق له هذا الهدف، إلى جانب مشاهدة أعمال تعرض قضايا تهمه وتطرح رأيه أو تصور الواقع المحيط به بتفاصيله التي يدركها أو التي تتكشف له عبر أحداث العمل. بمعنى أن المشاهد يريد أن يرى واقعه أو مشاكله حتى يشعر أن هذا العمل يعبر عنه وينتمي إليه.وهنا يكمن الفارق بين الأعمال الدرامية التي تنتجها الدول السابقة، فالأعمال السورية تقدم كتابا وممثلين ومخرجين مميزين جدا وربما لفترة قريبة جدا راهن الكثيرون عليها واعتبروها تحديا للأعمال المصرية التي ابتلعت الشاشات التلفزيونية لسنوات طويلة. تراجع سوريهذا التميز على صعيد التأليف والإخراج والتمثيل خنق بمساحة حركة قلم ضيقة، لذلك تراجعت أسهم الدراما السورية بعد أن أصبحت موضوعاتها متشابهة كما يقول النقاد السوريون أنفسهم، وصارت كمن يتدحرج في مكانه أو يعيد استنساخ نفسه لأنه غير قادر على التكاثر الطبيعي. حرفية المؤلفين والمخرجين السوريين لا تستطيع أن تضيف أكثر مما أضافت الى الدراما السورية التي وضع لها خط أحمر لا يتجاوز محيط الفرد بهمومه الإنسانية والنفسية، أي أن الدراما السورية تجيد الدخول بعمق إلى داخل الإنسان ولكنها لا تضيء على محيطه، لذلك ستظل تراوح مكانها ولن تضيف إنجازا آخر بعد الإنجازات المهمة على صعيد الدراما الاجتماعية والتاريخية والشعبية إلا عندما يسمح للقلم بأن يخرج من دائرة الخط الأحمر ولو قليلا.. مساحة حريةأما الدراما المصرية فهي ابنة مجتمع يسمح فيه للقلم أن يصل الى حد أبعد وإن كان هناك خط أحمر بالتأكيد لايمكن تجاوزه، لذلك ترى من خلال بعض الأعمال الدرامية المجتمع المصري بكل حالة الاهتزاز العنيف التي يعيشها على صعيد القيم الاجتماعية ومشاكل الفقر والصراع مع الفساد والتطرف ورجال الأعمال الذين تحصنوا بالسلطة السياسية. بمعنى أن بعض الأعمال الدرامية المصرية التي تتناول مشاكل المجتمع المعاصر لا تضيق صورتها أو أبعادها لتعزل مشكلة الفرد عن العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المحيطة به والتي تؤثر قطعا بمسار حياته واختياراته وأخلاقياته ونمط سلوكه. وهو ما كان للدراما السورية أن تبدع فيه لو أتيح لها مجال الحرية التي تتمتع بها الدراما المصرية. وأذكر هنا مرة أخرى أن مجال حرية الكتابة الدرامية في مصر ليس من دون حدود لذلك نستفز أحيانا ولكننا نتفهم عندما نرى مؤلفا كبيرا مثل وحيد حامد يداهن السلطة في مسلسله الكبير «الجماعة» فهو يريد أن يطرح رأيه ولكنه من جهة أخرى لا يريد أن يغضب السلطة والرقابة التي تطابقت مصالحها مع مصالحه في كتابة هذا المسلسل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram