TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تلفزيونيات :الدراما التلفزيونية العراقية في شهر رمضان

تلفزيونيات :الدراما التلفزيونية العراقية في شهر رمضان

نشر في: 1 سبتمبر, 2010: 05:50 م

فرات ابراهيملقد كان للدراما التلفزيونية العراقية حضور واسع على خارطة الفضائيات العراقية خلال شهر رمضان المبارك، ويعدّ هذا ظاهرة صحية تطول الإنتاج التلفزيوني المحلي وانتعاشاً واضحاً لقطاع الإنتاج الخاص أسهم بشكل كبير في تسريع دوران عجلة الإنتاج
 والتي كانت متلكئة في عملها إبّان النظام السابق وحتى بعده بسنتين، ومما يلاحظ أن هذا الشهر قد حفل بعرض الكثير من المسلسلات التي كانت من إنتاج المحطات الفضائية الخاصة أو من خلال شرائه من قبل المنتجين المحليين، ولو أحصينا النتاج الدرامي هذه السنة لتوصلنا إلى رقم قياسي يتجاوز كل السنوات السابقة وهذا بطبيعة الحال يفرض نواحي إيجابية كثيرة منها:1. “الكم يفرز النوع” وهذا ما توضح من خلال تجارب العديد من البلدان التي دخلت الى قطاع الإنتاج بقوة، فكثرة الإنتاج يمكن أن تبرز أعمالاً متدنية وهابطة، لكنها في الوقت نفسه يمكن أن تبرز أعمالاً متميزة تشكل حضوراً كبيراً على الصعيدين الفني والجماهيري، وأقرب مثال لهذا هو الإنتاج الكبير للدراما في مصر، فعلى الرغم من مرور عشرات بل مئات الأعمال من دون أن تترك أثراً إلا أنها بالمقابل أفرزت أعمالاً يشار إليها بالبنان وبقيت شواهد للإنتاج المصري، وهذه الأعمال جاءت نتيجة للممارسة المستمرة والخبرة الكبيرة التي اكتسبها قطاع الإنتاج.2. الإنتاج الكثير والمستمر يصقل تجارب العاملين في جميع حقول الإنتاج، فالممثل تزداد خبرته ضمن تكرار التجارب المعملية في الممارسة، كذلك الحال بالنسبة للفنيين، فتعدد الأعمال يمكن العاملين من تجاوز أخطائهم التي يمكن أن يكونوا قد ارتكبوها في أعمالهم السابقة، وهذا ما يمكنّهم من امتلاك حرفية عالية تؤهلهم للقيام بأعمالهم بطريقة أفضل.3. كثرة الإنتاج تولد الحاجة لوجود مجاميع “كروبات” عمل مختصة، وهذا ما نهج عليه الكثير من قطاعات الإنتاج العربية والعالمية، فوجود المجاميع المختصة تسرع الإنجاز وتقدم أفضل السبل لمعالجة الهفوات غير المحسوبة، فضلاً عن أنه يسهل للمخرج الحصول على مجاميع جاهزة، كأن تكون قتالية أو شعبية أو حرفية.4. كثرة الإنتاج تولد الحاجة لوجود أو إيجاد تقاليد عمل مهنية، فكما هو معروف أن لكل عمل تقاليده التي تميزه أو تفرده عن باقي الاختصاصات وبذلك تكون تقاليد العمل المهنية حالة صحية ينبغي التمسك بها لإرساء قوانين عرفية أو رسمية تحكم وتحفظ حقوق العاملين في هذا القطاع.5. هناك الكثير من الكفاءات الجيدة والمبدعة كانت معطلة في السابق لعدم وجود الفرصة في العمل، وقد كانت الأعمال محصورة بعدد من الأسماء التي كانت مهيمنة على معظم مفاصل الإنتاج، لكن الآن وبانفتاح العملية الإنتاجية الدرامية، يمكن للمؤلف المغمور أو المخرج الواعد إيجاد فرصته العمل وإثبات صلاحيته من عدمها.6. كما نعرف ويعرف الجميع بأن ظروف العاملين في قطاع الدراما، هي ظروف متعبة إذا لم نقل بائسة جراء البطالة التي كانوا يعانون منها في السابق، أما الآن فباستطاعة الممثل أو الفني الاشتراك في أكثر من عمل واحد مع إيجاد فرص العمل لجميع العاملين الذين ينضوون تحت لواء هذا القطاع الكبير، وهذا ما يولد إيرادات مادية لهم تخرجهم من خانة العوز المادي وتدفعهم بالتالي نحو الإبداع في مجال اختصاصهم والإخلاص في العمل لتقديم الأجمل والأفضل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram